معظمُ حالات الصداع لدى النساء سببها الهرمونات. ويقول الباحثون إنَّ هناك ما لا يقلُّ عن خمسة ملايين إمرأة تعانِي من الصُّداع الهرموني كلَّ شهر.
كما يقول بعضُ الباحثين إنَّ أكثرَ من نصف النساء اللواتي يُصَبن بصداع الشقيقة، يلاحظن وجودَ علاقةٍ بين هذا الصداع ودورتهن الشهرية. يميل هذا النوعُ من الصُّداع الذي بات يُعرف بالشقيقة الطمثيَّة إلى أن يكونَ شديداً بشكلٍ خاص.
يبدأ الصداعُ النصفي (الشقيقة) في الأغلب قبلَ يومين من حدوث الدورة الشهرية، أو في الأيَّام الثلاثة الأولى منها، وذلك بسبب الهبوط الطبيعي لمستويات هرمون الإستروجين في هذه الأوقات. وتكون هذه الهجماتُ من الصداع عادةً أكثرَ شدةً من الصداع الذي يحدث في أوقات أخرى من الشهر، وأكثر عُرضةً للعودة ثانيةً في اليوم التالي.
ليست الدورةُ الشهرية هي وحدها فقط التي تثير حدوثَ الصداع الهرموني؛ فهناك أسباب أخرى هي:
الحمل. قد يسوء الصداعُ في الأسابيع القليلة الأولى من الحمل، ولكنَّه يتحسَّن عادةً أو يتوقَّف تماماً خلال الأشهر الستَّة الأخيرة من الحمل. ولا يضرُّ هذا الصداع بالجنين.
من المفيد الاحتفاظ بمفكِّرة لمدَّة ثلاث دورات شهرية على الأقل، من أجل المساعدة على التحقُّق مما إذا كان الصداع النصفي يرتبط بالدورة الشهرية؛ فإذا كان هناك ارتباط، يمكن للمفكِّرة أن تساعدَ على تحديد المرحلة التي يحدث فيها الصداعُ النصفي من الدورة الشهرية.
إذا أظهرت المفكِّرة أنَّ الصداعَ يحدث قبل موعد الدورة الشهرية، يمكن للمرأة أن تتَّخذَ خطوات تساعدها على تجنُّب الصداع النصفي، ونذكر منها ما يلي:
إذا كانت لدى المرأة دورة شهرية منتظمة، فربما يخفِّف تناولُ المزيد من الإستروجين الصداعَ الهرموني، وذلك قبل موعد الدورة الشهرية، والاستمرار بتناوله لبضعة أيام من الدورة الشهرية. يقوم الطبيبُ بوصف الأدوية الإستروجينية التي يمكن أن تكون على شكل مراهم تُدهن وتُفرك على الجلد، أو تكون على شكل لصاقات تُثبَّت على الجلد.
كما يُمكن للطبيب أيضاً أن يصف الأدوية المضادَّة للشقيقة، حيث تُؤخَذ في الفترة ما حول موعد الدورة الشهرية؛ وهذه الأدويةُ لا تحتوي على هرمونات، لكنَّها يمكن أن تساعد على وقف حدوث الصداع. تشتمل هذه الأدويةُ على أقراص من عقار "التريبتان" ونوعٍ آخر من المسكِّنات يُدعى حمض الميفيناميك.
يجب إخبارُ الطبيب إذا كانت المرأة تعتقد أنَّ أقراصَ منع الحمل تجعل الصداعَ النصفي لديها أكثر سوءاً. أمَّا إذا كان الصداع يحدث خلال الأيام التي لا تأخذ فيها أقراص منع الحمل، فيمكنها تجنُّب الانخفاض المفاجئ لهرمون الإستروجين، وذلك بأخذ عدَّة عبوات من الأقراص بشكلٍ مستمر دون انقطاع.
إنَّ التغيرات الهرمونية التي تحدث عند النساء عندما يقتربن من سنِّ اليأس تعني أنَّ جميع أنواع الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي، تصبح أكثر شيوعاً.
يُمكن للمعالجة الهرمونية التعويضية أن تكونَ مفيدةً لعلاج الهبَّات الساخنة والتعرُّق؛ ولكن إذا كان لدى المرأة صداع نصفي، فمن الأفضل استخدام لصاقات أو مراهم، لأنَّ هذه الأشكال الدوائية تحافظ على مستويات الهرمون بصورة أكثر استقراراً من شكلها كأقراص، وأقل احتمالاً لإثارة الصداع النصفي لدى المرأة.
السِّمنةُ مصطلحٌ يُطلَق على كل شخصٍ يعاني من زيادة كبيرة جدَّاً في الوزن، مع الكثير من الدهون في الجسم.
وهي مشكلةٌ شائعة، حيث يُقَدَّر أنَّها تصيب واحداً من كلِّ أربعة من البالغين تقريباً، وواحداً من كلِّ خمسة أطفال من الذين تتراوح أعمارُهم بين 10-11 عاماً في المملكة المتَّحدة على سبيل المثال.
تعريف السِّمنة
توجد عدَّةُ طرق يجري بها تصنيفُ صحَّة الشخص حسب وزن جسمه، ولكنَّ الأسلوبَ الأكثر استعمالاً هو مؤشِّر كتلة الجسم body mass index (BMI)؛ حيث يقيس مؤشِّرُ كتلة الجسم مدى ملاءمة الوزن مع طول الشخص.
بالنسبة لمعظم البالغين:
لا يُستعمَل مؤشِّرُ كتلة الجسم لتشخيص السمنة بالتحيد، حيث إنَّه قد يكون لدى بعض الأشخاص كتلةٌ عضليَّة كبيرة في بعض الأحيان، ممَّا يؤدِّي إلى زيادة مؤشِّر كتلة الجسم، من دون أن تكونَ هناك دهون زائدة. ولكن، يمكن أن يكونَ المؤشِّرُ مفيداً بالنسبة لمعظم الناس فيما إذا كانت هناك زيادةٌ في الوزن.
يُعدُّ قياسُ محيط الخصر أفضلَ دلالةً على الدهون الزائدة، ويمكن استعمالُه كوسيلةٍ إضافيَّة عندَ الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن (بمؤشِّر لكتلة الجسم من 25-29.9) أو البدين بشكلٍ معتدل (بمؤشِّر لكلتة الجسم يتراوح بين 30-34.9).
وبشكل عام، يعدُّ الرجالُ، الذين يكون محيط 94 سم أو أكثر والنساء اللواتي يبلغ محيط خصرهنَّ 80 سم أو أكثر، أكثرَ عُرضةً للإصابة بمشاكل صحيَّة مرتبطة بالسمنة.
مخاطر السمنة
ينبغي القيامُ بخطواتٍ لمعالجة السمنة، حيث إنَّها بالإضافة إلى تسبُّبها في تغيُّرات جسديَّة واضحة، فإنَّها يمكن أن تؤدِّي إلى الإصابة بمجموعةٍ من الحالات الخطرة، وقد تكون مُهدِّدة للحياة، مثل:
كما يمكن أن تؤثِّر السمنةُ أيضاً في نوعيَّة الحياة، مؤدِّيةً إلى حدوث مشاكل نفسيَّة، مثل نقص تقدير الذات أو الاكتئاب.
أسباب السمنة
تحدثُ السمنةُ أو البدانة نتيجة تناول كميَّةٍ زائدةٍ من السُّعرات الحراريَّة عادةً، وخاصَّة الموجودة في الأطعمة الدهنيَّة والسُّكَّريَّة، أكثر من التي يجري حرقُها من خلال ممارسة النشاط البدني؛ ثمَّ يجري تخزينُ الفائض من الطاقة في الجسم على شكل دهون.
تُعدُّ السمنةُ مشكلةً متزايدةَ الانتشار، لأنَّ العديدَ من أنماط الحياة المعاصرة تعزِّز في كثيرٍ من الأحيان تناولَ كميَّاتٍ مفرطةٍ من الطعام الرخيص الثمن والمحتوي على سُعراتٍ حراريَّة كثيرة، مع قضاء الكثير من الوقت في الجلوس في المكاتب وعلى الأرائك أو في السيَّارات.
كما توجد بعضُ الحالات الصحيَّة الكامِنَة التي يمكن أن تسهمَ في حدوث زيادة الوزن أحياناً، مثل قصور الغدَّة الدرقيَّة، على الرَّغم من أنَّه هذه الحالات لا تُسبِّب مشاكل في الوزن عادةً إذا جرت السَّيطرة عليها بشكلٍ فعَّالٍ باستعمال الدواء.
علاج السمنة
أفضلُ طريقةٍ لعلاج السمنة هي الالتزام بنظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ، وخفض السُّعرات الحراريَّة المُتناوَلة، وممارسة الرياضة بانتظام. ولإنجاز ذلك، يجب القيام بما يلي:
ويمكن الاستفادةُ أيضاً من الدَّعم النفسيِّ الذي يُقدِّمه اختصاصيو الرعاية الصحيَّة المُدرَّبون، وذلك للمساعدة على تغيير طريقة التفكير عن الطعام وتناوله.
إنَّ تغييرَ نمط الحياة قد لا يساعد على إنقاص الوزن وحده، حيث يمكن التوصيةُ باستعمال بعض الأدوية التي تؤدِّي - عندَ استعمالها بشكلٍ صحيح - إلى التقليل من كميَّة الدهون التي تُمتصُّ في أثناء الهضم، وذلك حسب مشورة الطبيب.
كما يمكن في حالاتٍ خاصَّةٍ التوصيةُ بالقيام بعمليَّة جراحيَّة لإنقاص الوزن.
التوقُّعات
ليس هناك "حلٌّ سريعٌ" للسمنة؛ فبرامجُ إنقاص الوزن تستغرق وقتاً وتتطلَّب التزاماً، ولكنَّها تعمل بشكلٍ أفضل عندما يكون الشخصُ قادراً على إتمام برامجَ كاملةٍ وتقبُّل النَّصائح حول الحفاظ على نقص الوزن الذي تحقَّق.
ويمكن أن تفيدَ مراقبةُ الوزن بانتظام، ووضع أهدافٍ واقعيَّة، وإشراك الأصدقاء والعائلة في محاولات إنقاص الوزن.
ينبغي أن تتذكَّرَ أنَّ إنقاصَ ما يبدو أنَّه كميَّة صغيرة من الوزن (3٪ مثلاً أو أكثر من وزن الجسم الأصلي)، والحفاظ عليها طوال الحياة، يمكن أن يُقلِّلَ إلى حدٍّ كبيرٍ من خطر حدوث المضاعفات المرتبطة بالسمنة كداء السُّكَّري ومرض القلب.
تحدث السمنةُ بشكلٍ عام نتيجةً تناول الكثير من الطعام، وقلَّة الحركة.
إذا كان المرءُ يتناول كميَّاتٍ كبيرةً من الطاقة في نظامه الغذائي المُتَّبع، وخاصَّةً من الدهون والسُّكريات، وذلك من دون حرقِ هذه الطاقة عبر ممارسة الرياضة والنشاط البدني، فإنَّه يجري تخزينُ الكثير من فائض الطاقة في الجسم على شكل دهون.
السُّعرات الحراريَّة
تُقاس كميَّةُ الطاقة في الغذاء بوحداتٍ تُسمَّى السُّعرات الحراريَّة؛ فالرجلُ العادي متوسِّط النشاط البدني بحاجةٍ إلى حوالي 2500 سُعرة حراريَّة يوميَّاً للحفاظ على وزنٍ صحيّ، بينما تبلغ حاجةُ المرأة العاديَّة متوسِّطة النشاط البدني حوالي 2000 يوميَّاً.
قد يبدو هذا المقدارُ مرتفعاً، لكنَّه يمكن أن يكونَ من السهل الوصولُ إلى هذا الحدِّ إذا تناولَ المرءُ أنواعاً معيَّنة من الطعام؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن يعطي تناولُ وجبة جاهزة كبيرة من الهمبرغر مع البطاطا واللبن 1500 سُعرة حراريَّة، وهذا مُحتوى وجبة واحدة فقط.
وتوجد مشكلةٌ أخرى، وهي عدمُ ممارسة الكثير من الناس للنشاط البدني. لذلك، يجري تخزينُ الكثير من السُّعرات الحراريَّة التي يتناولونها على شكل دهونٍ في الجسم.
النظامُ الغذائي السيِّئ
لا تحدث السمنةُ بين عشيَّةٍ أو ضحاها؛ فهي تظهر تدريجيَّاً مع مرور الوقت، نتيجةً لسوء النظام الغذائي وخيارات أسلوب الحياة، مثل:
الشُّعور بالراحة عند الأكل، حيث يمكن أن يأكلَ الشخصُ حتى يصبح شعورُه أفضل، وذلك عندَ معاناته من الاكتئاب أو نقص احترام الذات.
تميل عاداتُ تناول الطعام غير الصحيّ إلى أن تنتقلَ بين أفراد الأسرة، حيث إنَّ الطفلَ صغير السنِّ يتعلَّم عادات تناول الطعام السيِّئة من والديه، ويستمرُّ في القيام بها بعدَ البلوغ.
قلَّة النشاط البدني
تُعدُّ قلَّةُ النَّشاط البدني من العوامل الأخرى المُتعلِّقة بالسمنة، فالكثيرُ من الناس يعملون في مِهَن تعتمد على الجلوس في مكاتبهم معظمَ اليوم. كما أنَّهم يعتمدون على سيَّاراتهم أيضاً، بدلاً من المشي أو ركوب الدرَّاجات.
وعندما يسترخي الناس، فإنَّهم يميلون إلى مشاهدة التلفزيون أو تصفُّح الإنترنت أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر، ونادراً ما يقومون بممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام.
إذا لم يكن الشخصُ نشيطاً بما فيه الكفاية، ولم يكن يرغب في استهلاك الطاقة التي يوفِّرها من الطعام الذي يتناوله، فإنَّه سوف يجري تخزينُ الطاقة الإضافيَّة على شكل دهون من قِبل الجسم.
توصي الجهاتُ الصحِّية البالغين بممارسة النشاط البدني المعتدل الشِّدة في الهواء الطلق لمدَّة لا تقلُّ عن 150 دقيقة أسبوعيَّاً، مثل ركوب الدرَّاجات أو المشي السريع. ولكن، ليس هناك حاجةٌ إلى ممارسة ذلك دفعةً واحدة، حيث يمكن توزيعُ النشاط البدني على فتراتٍ أصغر؛ فمثلاً، يمكن ممارسة الرياضة لمدَّة 30 دقيقة يوميَّاً لمدَّة خمسة أيَّام.
قد يحتاج الشَّخْصُ البدين، والذي يحاول إنقاصَ وزنه، إلى القيام بالمزيد من هذه التمارين، حيث إنَّها قد تُسَاعد على البَدْء ببطء وتدريجيَّاً في زيادة مِقْدَار التمارين أسبوعيَّاً.
الوراثة
يدَّعي بعضُ الناس أنَّه لا توجد جدوى من محاولة إنقاص الوزن، لأنَّه "وراثي في العَائلة".
وبينما توجد بعضُ الحالات الوراثيَّة النادرة التي يمكن أن تُسبِّبَ السمنة، مثل متلازمة برادر - ويلي Prader-Willi syndrome، ولكن ليسَ هناك سببٌ يمنع أغلبَ الناسِ من إنقاص وزنهم.
قد يكون صحيحاً أنَّ بعضَ الصِّفات الوراثيَّة المنتقلة من الوالدين - مثل فرطِ الشهيَّة - قد تجعل إنقاصَ الوزن أكثرَ صعوبةً، لكنَّه بالتأكيد ليس مستحيلاً.
تكون السمنةُ أكثرَ ارتباطاً بالعوامل البيئيَّة في العديد من الحالات، مثل عادات الأكل السيِّئة المُكتسبَة خلال مرحلة الطفولة.
أسباب طبيَّة
قد تساهم بعضُ الحالات الطبيَّة الكامنة في حدوث زيادة الوزن، وهي تشتمل على:
ولكن، إذا جَرَى تشخيصُ مثل هذه الحالات وعلاجُها بشكلٍ صحيح، فإنَّه ينبغي ألاَّ تحولَ كثيراً دون إنقاص الوزن.
كما يمكن أن تُساهِمَ بعضُ الأدوية في زيادة الوزن، بما في ذلك بعضُ الستيرويدات القشريَّة وأدوية علاج الصَّرع والسُّكَّري وبعض أدوية علاج الأمراض النَّفسيَّة، بما فيها مضادَّاتُ الاكتئاب وأدوية الفصام.
وقد تحدث زيادةُ الوزن كأثرٍ جانبيٍّ لإيقاف التدخين أحياناً.
يُستَعمَل مؤشِّرُ كتلة الجسم على نطاقٍ واسع كوسيلةٍ بسيطةٍ وموثوقة لمعرفة ما إذا كان الشخصُ يعاني من زيادةٍ في الوزن أو البدانة؛ وهو يقيس ما إذا كان وزنُ الشخص صحيّاً بالنسبة إلى طوله.
يُعدُّ مؤشِّرُ كتلة الجسم، الذي يتراوح بين 18.5-24.9، صحيَّاً بالنسبة لمعظم البالغين. لكنَّ المؤشِّرَ الذي يتراوح بين 25-29.9 يُشير إلى وزنٍ زائد، بينما من كان مؤشِّرُ كتلة جسمه يتجاوز 30 فهو من البدينين.
وبينما يُعدُّ مؤشِّر كتلة الجسم مقياساً مفيداً عندَ معظم الناس، إلاَّ أنَّه ليس دقيقاً بالنسبة للجميع؛ فمثلاً، قد لا يكون مؤشِّرُ كتلة الجسم العادي دقيقاً عندَ وجود كتلةٍ عضليَّةٍ كبيرةٍ جدّاً، لأنَّ العضلات يمكن أن تُضيفَ وزناً إضافيَّاً، ممَّا قد يعني ارتفاعَ مؤشِّر كتلة الجسم رغم أنَّ وزنَ الشخص صحيّ. ولذلك، ينبغي استعمالُ محيط الخصر كدليل أفضل في هذه الحالات.
يجب عدمُ استعمال مؤشِّر كتلة الجسم لمعرفَة ما إذا كان وزنُ الطفل صحيَّاً، لأنَّ جسمَه يكون ما زال في مرحلة النموِّ. لذلك، ينبغي التحدُّثُ إلى الطبيب لمعرفة ما إذا كان الطفلُ يعاني من زيادةٍ في الوزن.
زيارة الطبيب
ينبغي على من يعاني من زيادة في الوزن، أو من البدانة، القيام بزيارة الطبيب للحصول على المشورة بشأن إنقاص آمنٍ للوزن، ومعرفة ما إذا كانت هناك زيادةٌ في مخاطر حدوث مشاكل صحيَّة؛ فقد يسأل الطبيب عمَّا يلي:
وبالإضافة إلى حساب مؤشِّر كتلة الجسم، يمكن للطبيب أن يطلبَ إجراءَ فحوصٍ لتحديد ما إذا كانت هناك زيادَة في خطر حدوث مضاعفاتٍ صحيَّةٍ بسبب الوزن. ويمكن أن تشتملَ هذه الفحوصُ على:
يكون الناسُ، الذين لديهم خصرٌ كبير جدّاً (الرجال 94 سم أو أكثر، والنساء 80 سم أو أكثر)، أكثرَ عُرضةً لحدوث مشاكل صحيَّة مرتبطة بالسمنة.
كما يمكن للطبيب أن يأخذَ بعين الاعتبار الأصلَ العِرقي للشخص، والذي يمكن أن يؤثِّر في خطر الإصابة ببعض الحالات؛ فمثلاً، قد يكون لدى بعض الأشخاص المنحدرين من أصل آسيوي، أو الأفارقة المنحدرين من منطقة البحر الكاريبي، زيادةٌ في خطر حدوث ارتفاعٍ في ضغط الدم. ولكن، قد تكون مَقاساتُ الخصر الصحيَّة مختلفةً بين الناس باختلاف أصولهم العرقيَّة أيضاً.
ينبغي على الشخص الذي يعاني من السمنة الحصولُ على مشورة الطبيب بشأن القيام بإنقاص آمنٍ للوزن.
يمكن أن يقومَ الطبيبُ بتقديم النصيحة حول نوع النظام الغذائي الذي يجب اتِّباعه، ومقدار النشاط الرياضي الذي ينبغي القيام به.
وفي في حال الشكِّ بوجود مشاكل صحيَّة كامنة مرتبطة بالسمنة، مثل متلازمة المبيض متعدِّد الكيسات أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السُّكَّري أو توقُّف التنفُّس في أثناء النوم، قد يوصي الطبيبُ بإجراء المزيد من الاختبارات، أو بالالتزام بعلاجٍ مُحدَّد. وفي بعض الحالات المرضيَّة، يمكن أن تجري الإحالةُ إلى طبيبٍ اختصاصي.
النظام الغذائي
يُنصَح معظمُ الناس الذين يعانون من السمنة المُفرطة بالحدِّ من استهلاك الطاقة في نظامهم الغذائي بمقدار 600 سُعرة حراريَّة يوميَّاً، لأنَّه لا توجد قاعدةٌ واحدةٌ يمكن تطبيقُها على الجميع.
وأفضلُ طريقةٍ للقيام بذلك هي استبدال الخيارات الغذائيَّة غير الصحيَّة والطاقة العالية، كالوجبات السريعة والأغذية الجاهزة والمشروبات السُّكَّريَّة، بخياراتٍ صحيَّة.
يشتمل النظامُ الغذائي الصحِّي على:
وينبغي تجنُّبُ الأطعمة المحتوية على مستوياتٍ عاليةٍ من الملح، والتي يمكنها أن ترفعَ ضغطَ الدم وتشكِّل خطراً على المصابين بالسمنة المُفرطة.
كذلك، يحتاج الشخصُ أيضاً إلى التحقُّق من معلومات السُّعرات الحراريَّة لكلِّ نوعٍ من الطعام والشراب الذي يجري تناولُه يوميَّاً، وذلك للتأكُّد من عدم تجاوز الحدّ اليومي المسموح به.
توفِّر بعضُ المطاعم والمقاهي ومحلاَّت الوجبات السريعة معلوماتٍ عن السُّعرات الحراريَّة التي تحتوي عليها الحصَّةُ الغذائيَّة، ولكنَّ تقديمَ هذه المعلومات ليس إلزاميَّاً. ولذلك، ينبغي الحذرُ عند تناول الطعام خارج المنزل، حيث إنَّ بعضَ الأطعمة يمكن أن تتجاوزَ الحدَّ سريعاً، مثل البِرغَر أو الدجاج المقلي أو الأطباق الصينيَّة.
برامج الحِميَة والأنظمة الغذائيَّة الدراجة
يجب تجنُّبُ الأنظمة الغذائيَّة الدَّراجة التي توصي بممارسات غير آمنة، مثل الصيام (البقاء لفتراتٍ زمنيَّةٍ طويلةٍ من دون طعام) أو الاستغناء عن تناول مجموعاتٍ غذائيَّةٍ كاملة؛ حيث يمكن لهذه الطريقة أن تُشعرَ الشخصَ بالمرض، وهي غير قابلة للاستمرار، لأنَّها لا تُعلِّم الشخصَ عادات تناول الطعام الصحِّي على المدى الطويل.
ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ جميعَ برامج الحمية الغذائيَّة التجاريَّة غيرُ آمنة، حيث إنَّ الكثيرَ منها يعتمد على المبادئ الطبيَّة والعلميَّة السليمة، ويمكنها أن تفيدَ بعض الأشخاص. ولذلك، يجب أن يحقِّقَ البرنامجُ الغذائي المسؤول ما يلي:
يفقد الناسُ، الذين يحضرون برنامجَ ضبط الوزن وفقاً لنمط الحياة، حوالي 3٪ من وزن الجسم وسطياً، وعلى الرغم من أنَّ ذلك يختلف بشكلٍ كبير بين الأشخاص.
الأنظمةُ الغذائيَّة الفقيرة بالسُّعرات الحراريَّة
النظامُ الغذائي الفقير بالسُّعرات الحراريَّة هو النظامُ الذي يُستَهلك فيه أقل من 1000 سُعرة حراريَّة في اليوم.
يمكن أن تؤدِّي هذه الأنظمةُ الغذائية إلى إنقاص سريعٍ للوزن، ولكنَّها ليست طريقةً مناسبة أو آمنة للجميع. ولكن، يُنصَح باستعمال هذه الطريقة عادةً عند المعاناة من المضاعفات المرتبطة بالسمنة، والتي يمكن تقليلُها بإنقاص الوزن السريع، مثل حالة توقُّف التنفُّس الوخيم في أثناء النوم.
ويجب ألاَّ تُتَّبعَ الأنظمةُ الغذائيَّة الفقيرة بالسُّعرات الحراريَّة لفترةٍ تزيد على 12 أسبوعاً باستمرار، وأن يكونَ ذلك بإشراف طبيب الرعاية الصحيَّة المناسب.
ممارسة الرياضة
يساعد التقليلُ من كميَّة السُّعرات الحراريَّة في النظام الغذائي على إنقاص الوزن. ولكن، إذا كان الشخصُ يريد أن يحافظَ على ما فقدَ من وزن، فعليه الجمع بين نظامٍ غذائي مضبوط السُّعرات الحراريَّة مع الانتظام في ممارسة التمارين الرياضيَّة.
يمكن للطبيب أو الاختصاصي توفير خطَّة تمارين رياضيَّة مناسبة لحالة الشخص، والتي قد تنطوي على عدَّة ساعاتٍ من النشاط البدني المعتدل الكثافة أسبوعيَّاً.
النشاطُ البدني المعتدل الكثافة هو أيُّ نشاطٍ يؤدِّي إلى زيادة ضربات القلب ومعدَّل التنفُّس، وربَّما أدى إلى حدوث تعرُّق، ولكنَّه يسمح بإجراء محادثة طبيعيَّة. وتشتمل الأمثلة على:
ينبغي اختيارُ الأنشطة الرياضيَّة التي يستمتع الشخصُ بممارستها، والتي يَرجَّح الاستمرار فيها. كما يجب أن يكونَ الهدفُ هو البَدء تدريجيَّا؛ فمثلاً، يمكن البدء بقضاء 15-25 دقيقة من ممارسة التمارين الرياضيَّة يوميَّاً، ولمدَّة خمس مرَّاتٍ أسبوعيَّاً، ثمَّ يجري الاستمرار بناءً على ذلك.
وتوصي الجِهاتُ الصحَّة بأن يقومَ البالغون بممارسة التمارين الرياضيَّة المعتدلة الشِّدة لمدَّة لا تقلُّ عن 150 دقيقة أسبوعيَّاً.
وإذا كان الشخصُ بديناً، ويحاول إنقاص وزنه، ويريد الحفاظ على ذلك، فربَّما هو بحاجةٍ إلى القيام بالمزيد من التمارين الرياضيَّة. ولكن، يُوصَى في معظم الحالات بممارسة خمس ساعاتٍ أسبوعيَّاً لتحقيق الهدف.
إستراتيجيَّات أخرى مفيدة
أظهرت الأدلَّةُ على أنَّ إنقاصَ الوزن يمكن أن يكونَ أكثرَ نجاحاً إذا تضمَّن إستراتيجيَّات أخرى، بالإضافة إلى النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة؛ حيث يمكن أن تشتمل على أشياء مثل:
كما قد يجد الشخصُ الدعمَ النفسي من طبيب مختصٍّ مُدرَّب يُساعد على تغيير طريقة التفكير في الطعام، من خلال بعض الطرائق كالعلاج السلوكي المعرفي.
الأدوية
لقد جرى اختبارُ أنواع عديدة ومختلفة من أدوية التنحيف (مضادَّات البدانة) قي التجارب السريريَّة، وقد ثَبُتَ تأثير بعضها؛ حيث يعمل الدواءُ عن طريق منع نحو ثلث الدهون الموجودة في الطعام الذي يجري تناولُه من الهضم، ولا يتمُّ امتصاصُ هذه الدهون غير المهضومة إلى داخل الجسم، بل يجري طرحُها مع البراز.
ويساعد ذلك على تجنُّب زيادة الوزن، ولكن ليس بالضرورة أن يؤدِّي إلى إنقاصه.
ولذلك، فإنَّه لا يزال من المهمِّ الالتزام بالتوصيات واتِّباع النظام الغذائي وخطَّة ممارسة التمارين الرياضيَّة.
متى يُستَعمل الدواء
لا يُوصَى باستعمال الدواء إلاَّ بعدَ بذلِ جهدٍ مُعتَبر لإنقاص الوزن من خلال اتِّباع نظامٍ غذائي وممارسة الرياضة أو تغيير نمط الحياة.
ومع ذلك، لا يُوصَف الدواءُ إلاَّ إذا كان لدى الشخص:
يجب أن يحصل الشخص عند وصف الدواء على النصيحة والدعم بشأن نظامه الغذائي وممارسة الرياضة وإجراء تغييراتٍ في نمط الحياة.
يُنصَح عادةً بعدم استعمال الحوامل والمُرضعات للدواء.
قد يستمرُّ العلاجُ باستعمال الدواء لمدَّة سنة، إذا نجح استعمالُه بعدَ ثلاثة أشهر. وينبغي بعدَ ذلك زيارةُ الطبيب لمراجعة الحالة الصحيَّة للشخص حتى يُقرِّرما إذا كان يجب الاستمرارُ في استعماله.
الجراحة
تُستَعمَل جراحةُ إنقاص الوزن، وتُسمَّى كذلك جراحة علاج البدانة، في علاج الأشخاص الذين يعانون من بدانة شديدة أحياناً؛ أو التي لم تستجب للعلاج بالوسائل الأخرى.
وتُعَرَّف السمنةُ الشديدة على النحو التالي:
وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تكونَ الجراحةُ هي العلاج الأوَّل الموصى باتِّباعه إن كان مؤشِّر كتلة الجسم 50 أو أعلى.
علاج السمنة عند الأطفال
يعتمد علاجُ السمنة عندَ الأطفال على كثيرٍ من مبادئ علاجها عند البالغين، من خلال الجمع بين نظامٍ غذائي مضبوط السُّعرات الحراريَّة وممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام.
يجب تقديرُ كميَّة السُّعرات الحراريَّة التي سوف يتناولها الطفلُ يوميَّاً وفقاً لعمره ووزنه. وينبغي أن يُحدِّدَ الطبيبُ الحدَّ اليومي الذي يجب تناوله.
كما يجب أن يحصلَ الأطفالُ على ساعة واحدةٍ يوميَّاً على الأقل من الممارسة المعتدلة الكثافَة للرياضة، مثل الجري ولعب كرة القدم أو كرة السلَّة.
ينبغي الحدُّ من الأنشطة التي لا تتطلَّب الحركة، مثل مشاهدة التلفزيون أو اللعب بألعاب الكمبيوتر، إلى أقلِّ من ساعتين يوميَّاً (14 ساعة أسبوعيَّاً).
يمكن أن يُوصِي الطبيبُ بإحالة الطفل إلى اختصاصِي في علاج البدانة لدى الأطفال عند حدوث مضاعفاتٍ مرتبطةٍ بالبدانة، أو عند الشكِّ بوجود حالةٍ طبيَّةٍ كامنةٍ تُسبِّبها البدانة.
يوصى باستعمال أورليستات عند الأطفال في حالاتٍ استثنائيَّة – فمثلاً، إن كان الطفل يعاني من السمنة الشديدة ولديه مضاعفاتٌ مرتبطةٌ بالسمنة.
يمكن أن تُسبِّبَ السمنةُ عدداً من المشاكل الإضافيَّة، من صعوباتٍ في ممارسة الأنشطة اليوميَّة إلى حالاتٍ صحيَّةٍ خطيرة.
تشتمل بعضُ المشاكل اليوميَّة التي يمكن أن تُسبِّبها السمنةُ على:
كما يمكن أيضاً ملاحظةُ أنَّ بعضَ المشاكل النفسيَّة المرتبطة بالسمنة تؤثِّر في العلاقات مع أفراد العائلة والأصدقاء، وربَّما تؤدِّي إلى الاكتئاب.
مشاكل صحيَّة أخرى
يمكن أن تزيدَ السمنةُ من خطر عدد من الحالات الصحيَّة التي قد تكون خطيرة، بما في ذلك:
يمكن لمعظم الأمهات الحوامل السفر بأمان بشرط اتِّخاذ الاحتياطات المناسبة، واختيار التوقيت المناسب، والاطلاع جيداً على اللقاحات الضرورية في أثناء السفر.
حيثما كانت وجهة السفر، يبنغي على الأمِّ الحامل التأكُّد من وجود مرافق صحية مناسبة في بلد الوجهة، وذلك للجوء إليها في حال تعرُّضها لأي طارئ. كما أنَّه من المفيد أن تصطحب معها نسخة من سجلها الطبي كي تعرضه على الأطبَّاء في حال طلبت المساعدة الطبية هناك.
بعض النساء لا يفضِّلن السفر في الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل، وذلك لأنَّ الغثيان والشعور بالتعب يلازمهنَّ في هذه الفترة.
تزداد احتمالاتُ الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى، سواء أكانت الأم الحامل مقيمة أو مسافرة. وعلى الرغم من عدم وجود ما يمنع الأم الحامل من السفر في هذه الفترة، فمن الأفضل أن تستشير طبيبها إذا راودها أي شك.
تنظر الكثيراتُ من النساء إلى السفر في أثناء الحمل بعين القلق؛ ولكن إذا لم تُلاحظ لديهنّ أي مشاكل في أثناء الحمل، فلا مانع من سفرهن شرطَ اتِّخاذهن للاحتياطات اللازمة.
لا يشكِّل السفرُ بالجو خطراً على الأم أو طفلها، ولكن لابدَّ من استشارة الطبيب قبل السفر لتجنُّب أية مشاكل صحية محتملة.
يزداد احتمال حدوث المخاض بشكل طبيعي بعد الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، وبعد الأسبوع الرابع والثلاثين عند الحمل بتوائم، وقد تمنع بعضُ شركات الطيران الأم الحامل في شهرها الأخير من السفر على متن طائراتها.
بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، قد تطلب شركة الطيران من الأم الحامل إحضارَ خطاب موقَّع من الطبيب المشرف عليها يوضح فيه الموعدَ المتوقَّع للولادة، ويؤكِّد أنها لا تعاني من أية مضاعفات أو مشاكل في حملها.
قد يحمل السفرُ لمسافات طويلة في طياته خطراً بسيطاً لإصابة الأم الحامل بجلطات دموية. وللوقاية من ذلك، يجب على الأم الحامل شرب كمِّيات وافرة من المياه في أثناء السفر، وأن تمشي في الطائرة بانتظام كلَّ 30 دقيقة. كما يمكن للأم شراء جوارب داعمة من الصيدلية، كي تخفِّف من تورُّم القدمين.
لا يُنصح عموماً بإعطاء الأم أيَّة لقاحات في فترة الحمل، وذلك لئلا تُسبِّب الجراثيم أو الفيروسات التي يحتوي عليها اللقاح أيَّ ضرر بالجنين. تُنصح الأم الحامل بتجنُّب السفر إلى البلاد التي يتطلَّب الذهابُ إليها أخذَ لقاحات.
إذا كانت الأم مضطرةً للسفر إلى مناطق تتطلَّب أخذ لقاح، فيجب عليها أن تأخذها، إذ إنَّ محذور الإصابة بالمرض يفوق كثيراً الخطر المحتمل لأخذ اللقاح.
من الجدير ذكره أنَّ بعضَ الحبوب المضادة للملاريا لا تكون آمنة في أثناء الحمل، وينبغي على الأم استشارة الطبيب في هذه الحالة.
من الشائع أن تشعرَ الأم بالإرهاق والدوخة خلال أشهر الحمل الأولى، وبذلك فمن الضروري لها في أثناء السفر بالسيارة أن تشربَ الماء بانتظام، وأن تتناول طعاماً صحياً يمنحها الطاقة (كالفواكه والمكسَّرات)، وأن تتوقَّف السيارة كلَّ فترة لأخذ قسط من الراحة.
يجب تهوية السيارة بشكل جيِّد والحرص على ارتداء حزام الأمان. عند وضع حزام الأمان، يجب أن تحرص الأم الحامل على أن تُمرِّر الجزء المائل منه بين ثدييها، والجزء الأفقي منه حول الحوض أسفل الرحم.
تُعدُّ حوادثُ الطرق من أكثر أسباب الإصابات عند الأمهات الحوامل. في حال قيادة الأم الحامل للسيارة، يجب عليها تجنُّب السفر لمدة طويلة بمفردها، وأن تتشاركَ القيادة مع شخص آخر.
تفرض شركاتُ النقل البحري شروطاً خاصة بها، وقد تمتنع عن السماح للأم الحامل بعد الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل بالركوب على متن قواربها. في حال قرَّرت الأم الحامل السفر في رحلات بحرية طويلة، فيجب عليها التأكُّد من وجود مرافق صحية على متن القارب أو السفينة للعناية بها في حال حصول أي طارئ.
يجب أن تحرصَ الأمُّ الحامل على تجنُّب الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء أو الشراب، مثل الانزعاج المعدي أو إسهال المسافرين؛ فبعضُ الأدوية التي تعالج مثل تلك الحالات قد لا تكون مناسبةً للأم الحامل.
كما يجب على الأم الحامل التأكُّد دوماً من صلاحية المياه للشرب، وأن تستخدمَ المياه المعبَّأة ما أمكن. وفي حال أُصِيبت بشيء ممَّا ذكرناه آنفاً، فيجب عليها شرب المياه بوفرة، وأن تأكل الطعام بانتظام وحتى إن لم تشعر بالجوع، وذلك من أجل صحَّة طفلها.
يعدُّ الطقسُ البارد السَّببَ الرئيسيَّ للإصابة بأعراض الربو. ولذلك، فيما خمس نصائح يجب اتِّباعُها للسيطرة على الربو عندَ انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.
يمكن أن يؤثِّرَ الطقسُ البارد بشكل خطير في 5.4 مليون شخص ممَّن يعانون من الربو في المملكة المتَّحدة. ووفقاً لجمعية الربو في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، يقول ثلاثة أرباع الذين يعانون من الربو إنَّ الهواءَ البارد يزيد من أعراض الربو لديهم, ويعتقد 90٪ منهم أن الأصابةَ بالبرد أو الأنفلونزا تزيد من وضعهم الصحِّي سوءاً بشكل كبير.
كما يزداد دخولُ مرضى الربو إلى المستشفى عادة, وهذا ما قد يكون بسبب دخول الهواء البارد إلى الرِّئتين، والذي يحرِّض نوبةَ الربو، فضلاً عن نزلات البرد والأنفلونزا.
إنَّ مرضى الربو، الذين يسيطرون جيِّداً على حالتهم الصحِّية، من المرجَّح أن يكونون أكثرَ قدرةً على مواجهة المخاطر الصحِّية في فصل الشتاء، وذلك عن طريق إجراء فحص منتظم لحالتهم الصحِّية مع الطبيب أو الممرِّضة المتخصِّصة في الربو؛ كما يمكن أن يحصلَ المريضُ على خطَّة فردية لمعالجة حالته.
توصي جمعيةُ الربو في المملكة المتَّحدة بما يلي, للسيطرة على أعراض الربو في أثناء الطقس البارد:
1. الالتزام بتناول أدوية الوقاية التقليدية التي وصفها الطبيبُ للمريض.
2. إذا كان الشخصُ يعرف أنَّ الهواءَ البارد يثير أعراضَ الربو عنده، يجب أن يقوم باستعمال بخَّة مرَّة أو مرَّتين من بخَّاخ الربو قبل أن يخرجَ.
3. أن يأخذَ المريضُ بخَّاخ الربو الأزرق معه في كلِّ مكان.
4. ارتداء الملابس الدافئة وارتداء وشاح على الأنف والفم؛ حيث يساعد ذلك على تدفأة الهواء قبلَ دخوله للرئتين.
5. توخِّي المزيد من الحذر عندَ ممارسة الرياضة في الطقس البارد، حيث يجب الإحماء لمدَّة تتراوح ما بين 10 إلى 15 دقيقة، واستعمال البخِّ مرَّةً أو مرَّتين من بخَّاخ الربو قبلَ البدء في ممارسة الرياضة.
مع بداية الطقس البارد، من الأفضل للشخص أن يتأكَّدَ أنَّه وأصدقاؤه وعائلته يعرفون كيف يتصرَّفون إذا تعرَّضوا لنوبات الربو.
الأعراض الرئيسية للنوبة:
ما هو مقدارُ النَّشاط البدنِي أو الرِّياضي الذي يحتاج البالغون الذين تتراوح أعمارُهم ما بين 19-64 سنة إلى القيام به للحفاظ على صحَّتهم؟
حتَّى يُحافظَ البالغون على صحَّةٍ جيِّدة أو يَعملوا على تَحسين صحَّتهم، لابدَّ من القِيام بنَوعين من النَّشاط البدنِي كلَّ أسبوع: النَّشاط الهوائي aerobic activity ونَشاط تَقوية العضلات muscle-strengthening activity.
● النَّشاطُ الهوائي أو الرِّياضَةُ الهوائيَّة aerobics: هو شَكلٌ من التَّمارين البدنيَّة التي تجمع ما بين التمارين الهوائيَّة الإيقاعيَّة أو النَّظميَّة مع الشدِّ والتَّمطيط stretching، بهدف تحسين عناصر اللياقة (المرونة والقوَّة العضليَّة واللياقة القلبيَّة الوعائيَّة).
● نَشاطُ تَقوية العضلات muscle-strengthening activity: يُدعى تدريبَ القوَّة strength training أيضاً، هو أيُّ تدريب يَقوم على استعمال المقاومة لتَقوية تقلُّص العضلات، مثل استعمال الأدوات والأثقال أو استعمال وزن الجِسم في التَّدريب.
إنَّ مقدارَ النَّشاط البدنِي الذي يحتاج الشخصُ إلى القيامِ به كلَّ أسبوع يعتمد على عمره؛ فهناك توصياتٌ بهذا الشأن للفئات العمريَّة الأخرى:
وسنتحدَّث هنا على هذه التَّوصيات للبالغين بعمر 19-64 سنة.
للحِفاظ على صحَّةٍ جيِّدة، يجب على البالغين الذين تتراوحُ أعمارُهم ما بين 19-64 سنة محاولةُ القِيام بأنشطةٍ يَوميَّة، وكذلك القيام بما يلي:
أو
أو
تَشتملُ الأمثلةُ على الأنشطة التي تتطلَّب جهداً معتدلاً بالنسبة لمعظم الناس على ما يلي:
يُشير النَّشاطُ الرِّياضي الهوائي المعتدِل الشدَّة إلى جهدٍ كافٍ لزيادة سرعة ضربات القَلب والتعرُّق. وهناك طريقةٌ لمعرفة ما إذا كان الشخصُ يمارس جهداً معتدلاً، وهي إذا كان يستطيع الحديثَ، لكنَّه لا يستطيع ترديدَ كلمات أُنشودة.
تشتملُ الأمثلةُ على الأنشطة التي تتطلَّب جهداً قوياً بالنسبة لمعظم الناس على ما يلي:
يُشِير النَّشاطُ الهَوائيُّ القَوي أو المكثَّف إلى أنَّ الشَّخصَ يتنفَّس بصُعوبةٍ وبسُرعة، وأنَّ سرعةَ ضَرباتِ قلبه قد ازدادت بشَكلٍ ملحوظ. وعندما يَعمل هذا الشَّخصُ أو يمارس نَشاطاً على هذا المستوى، فلن يكون بوُسعه أن يقولَ أكثر من بضع كلمات دون التوقُّف عن التنفُّس.
وبشكلٍ عام، يمكن من خِلال 75 دقيقة من النَّشاط القَوي الحصولُ على مَنافع صحِّية مماثلة لنشاطٍ بدنِي معتدل يدوم 150 دقيقة.
تعدُّ تمارينُ تقوية العضلات تَمارينَ من نوع التكرار repetition والمجموعات sets. والتكرارُ هو حركةٌ كاملة واحدة من أحد الأنشطة، مثل رَفع الأثقال أو النُّهوض بالجسم. وأمَّا المجموعةُ فهي حزمة من التكرار.
بالنسبة لكلِّ نَشاط، يجب أن يحاولَ الشخصُ القيامَ بعدد 8-12 تكراراً في كلِّ مجموعة أو دفعة. ولابدَّ من مُحاولة القيام بما لا يقلُّ عن مجموعةٍ واحدة من كلِّ نشاطٍ لتقوية العضلات. ويمكن أن يحصلَ الشخصُ على مَنافع أكبر إذا قام بمجموعتين أو ثلاث مجموعات.
قد توفِّر بعضُ الأنشطة الهوائية القويَّة 75 دقيقة من النَّشاط الهوائي ونَشاط مقوِّياً للعضلات كافياً. ومن الأمثلة على ذلك التدريبُ أو الرياضة الدَّائرية أو الحلقيَّة ككرة القدم أو الرَّغبي.
للحُصول على المنافع الصحِّية من أنشطة تقوية العضلات، يجب القيامُ بها إلى النقطة التي يشعر فيها الشخصُ بأنَّه يجد صُعوبةً في استكمال عمليَّة تكرار أخرى.
هناك العَديدُ من الطُّرق التي يمكن من خِلالها تَقوية العضلات، سواءٌ أكان ذلك في المنـزل أو في صالة الألعاب الرياضيَّة. ومن الأَمثلةِ على الأَنشطةِ المقوِّية للعَضلات بالنسبة لمعظم الناس ما يلي:
يمكن القيامُ بأنشطة تقوِّي العضلات في اليوم نفسه أو في أيَّام مختلفة كتمرينٍ هَوائي، حسبما يُفضِّله الشخص.
ولكنَّ الأنشطةَ التي تقوِّي العضلات لا تُلبِّي إجمالي النَّشاط البَدنِي الهوائي، لذلك سوف يحتاج الشخصُ إلى القيام بها، بالإضافة إلى النَّشاط الهوائي العادي.
يتناول مُعظمُ البالغين والأطفال الكثيرَ من الحلويَّات والسكَّريات. ولكن، يجب تقليلُ تناول الأطعمة السكَّرية، مثل الكعك والحلويَّات والبسكويت, وتقليل شرب المشروبات الغازية السُّكرية.
توجد السَّكاكرُ الطبيعيَّة في عدد من الأطعمة، مثل الفواكه والحليب، ولا يحتاج الشخصُ إلى تقليل استهلاك هذه الأطعمة.
يُضاف السُّكَّر إلى مجموعةٍ كبيرة من الأطعمة، مثل الحلويَّات والكعك والبسكويت والشوكولاته وبعض المشروبات الغازيَّة والعصائر. وهذه هي الأطعمةُ السُّكَّرية التي يجب تقليلُ استهلاكها.
أظهرت الدراساتُ الحديثة أنَّ مُعظمَ البالغين والأطفال يتناولون كمِّية من السكَّريات أكثر من التي يُوصي بها الأطبَّاءُ كجزءٍ من نظام غذائي صحِّي ومُتوازن.
تشتمل العديدُ من الأطعمة التي تحتوي على سكريَّات مُضافة على الكثيرِ من السُّعرات الحرارية، لذا غالباً ما يُؤدِّي تناولُ هذه الأطعمة إلى زيادة الوزن.
كما أنَّ الأطعمةَ والمشروبات التي تشتمل على الكثيرِ من السُّكريات المُضافة تحتوي على سعرات حرارية، ولكنَّها في الوقت نفسه تحتوي على القليل من المواد الغذائية غالباً. وحتَّى يَتمتَّع الشخصُ بنظامٍ غذائي صحِّي ومُتوازن، ينبغي عليه تناولُ هذه النوع من الأطعمة في المناسبات فقط، وأن يحصلَ على غالبية السُّعرات الحرارية من الأطعمة الأخرى مثل الأطعمة النشويَّة والفواكه والخضروات.
يُمكن أن تُسبِّبَ الأطعمةُ والمشروبات السكريَّة تسوُّسَ الأسنان أيضاً، لاسيَّما إذا تناولها الشخصُ بين الوجبات. وكلَّما طالت مدَّةُ بقاء الأغذية السُّكرية على الأسنان، زاد الضرر.
من غير المُحتمل أن تُسبِّبَ السكَّريات الطبيعية تسوُّسَ الأسنان، لأنَّ السكَّريات موجودة في تركيب أو بنية الفاكهة. ولكن عندما يجري عصرُ الفواكه أو خلطها، تخرج السُّكريات, وبذلك تُسبِّب ضرراً للأسنان، لاسيَّما إذا تناول الشخصُ عصيرَ الفاكهة بشكلٍ مُتكرِّر.
ورغم ذلك, يظلُّ عصيرُ الفاكهة خياراً صحِّياً، ويُعدُّ جزءاً من الحصص الخمس اليومية من الفواكه والخضروات التي يُوصي بها الأطبَّاء. ولكن من الأفضل شربُ عصير الفواكه في أثناء الوجبات لتقليل الضرر الذي يلحق بالأسنان.
لاتِّباع نظام غذائي صحِّي ومُتوازن، يجب تقليلُ استهلاك الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سكَّريات مُضافة.
وهذه بعضُ النصائح:
● بدلاً من استهلاك المشروبات الغازية السُّكرية وشراب العصير، يُفضَّل شربُ الماء أو عصير الفاكهة غير المُحلَّى.
● إذا كان الشخصُ يُحبُّ المشروبات الغازية، يستطيع إضافةَ الماء الفوَّار إلى عصير الفاكهة.
● استبدال الكعك أو البسكويت بكعكة زبيب أو رغيف شعير ودهنه بمُنتج قليل الدَّسم.
● إذا كان الشخصُ يُضيف السُّكرَ إلى المشروبات السَّاخنة، أو إلى وجبات الإفطار المُشتقَّة من الحبوب, ينبغي تقليلُ ذلك تدريجياً حتى يستطيع إيقافَه تماماً.
● بدلاً من دَهن التوست بمربَّى البرتقال أو بالعسل الأسود أو دبس السُّكَّر، يُفضَّل دَهنُه بمُنتَج قليل الدَّسم أو بجبنة قابلة للدَّهن قليلة دسم، أو تناول شرائح موز.
● قراءة مُلصَق المُكوِّنات لاختيار الأطعمة التي تحتوي على كمِّية سكَّريات مُضافة أقلّ، أو اختيار المُنتَجات التي تحتوي على نسبة سُكَّريات مُنخفضَة.
● مُحاولة استخدام نصف كمِّية السُّكر في الوصفات. وتُجدي هذه الطريقةُ لمعظم الوصفات، ما عدا في الحلويات والمربَّى والآيس كريم.
● اختيار الفواكه المُعلَّبة بدلاً من شراب العصير.
● اختيار وجبات الإفطار المُشتقَّة من الحبوب، ولا تكون مُغطَّاه بالسُّكَّر أو العسل.
غالباً ما يُكتَب على مُلصَقات المُكوِّنات الغذائية كميَّةَ السُّكر التي تحتوي عليها. ولذلك، يُمكن مقارنةُ الملصقات، وشراء الأطعمة التي تحتوي على نسبة سُكَّريات أقل.
عندَ قراءة المُلصَق، يجب البحثُ عن "الكربوهيدرات" (السكَّريات).
● تُعدُّ نسبةُ السُّكريات "عالية" إذا احتوى المُنتَج على أكثر من 15 غرام من كميَّة السُّكر الإجمالية لكلِّ 100 غرام.
● تُعدُّ نسبةُ السُّكريات "منخفضة" إذا كانت كمِّيةُ السكَّر الإجمالية 5 غرام أو أقل لكل 100 غرام.
● وإذا كانت كميَّةُ السكَّريات في كلِّ 100 غرام تتراوح ما بين هذه الأرقام، فتُعدُّ نسبة السُّكريات مُتوسِّطة.
إنَّ نسبةَ السُّكر المكتوبة في الملصَق هي الرقم الإجمالي للسُّكريات في المُنتَج. ويشمل هذا الرقمُ نسبةَ السُّكريات في الفاكهة والحليب، وكذلك نسبة السُّكريات التي جرت إضافتُها.
تُعدُّ الأغذيةُ التي تحتوي على الكثير من الفواكه أو الحليب صحيَّةً أكثر من التي تحتوي على الكثير من السُّكريات المُضافَة، حتَّى لو احتوى كلا المُنتَجين على كمِّية السكَّريات الإجماليَّة نفسها. ويُمكن معرفةُ ذلك من خلال قراءة قائمة مُكوِّنات المُنتَج.
في بعض الأحيان يقرأ الشخصُ نسبةَ "الكربوهيدرات"، وليس "السكَّريات فيها".
تشمل نسبةُ "الكربوهيدرات" أيضاً نسبةَ النَّشَويات، وبذلك لا يُمكن معرفةُ نسبة السكَّريات عند قراءة هذه المعلومة. في هذه الحالة، ينبغي قراءةُ قائمة المكوِّنات لمعرفة ما إذا كان الطعامُ يحتوي على نسبةٍ عالية من السُّكَّريات المُضافَة.
هناك مُلصَقات تحتوي على معلوماتٍ غذائية في الجزء الأمامي من بعض العَبْوات.
تحتوي هذه الملصقاتُ على بعض الرموز المُلوَّنة.
هذه الرموزُ تُساعد الشخصَ على معرفة نسبة السكَّر في المُنتَج.
● اللون الأحمر يعني نسبةَ سُكَّريات عالية.
● اللون الأصفر يعني نسبةَ سكَّريات متوسِّطة.
● اللون الأخضر يعني نسبةَ سكَّريات مُنخفضَة.
توضِّح بعضُ المُلصقات الموجودة في الجزء الأمامي من العبوات كميَّةَ السُّكر الموجودة في المُنتَج كجزءٍ من نسب العناصر الغذائية المُوصَى باستهلاكها صحيَّاً؛ وهي إرشاداتٌ حولَ نسب العناصر الغذائية اللازمة لاتِّباع نظامٍ غذائي صحِّي.
يمكن أن يحصلَ الشخصُ منها على نسب المكوِّنات، حيث تُكتب نسبةُ السكَّريات المضافَة في قائمة المُكوِّنات، ويكون أوَّلُ عنصر هو الأكثر نسبة.
هذا يعني أنَّه إذا كُتب السُّكر في أعلى القائمة، فمن المرجَّح أن يحتوي المُنتَج على نسبة عالية من السُّكريات المُضافَة.
يجب الانتباهُ للكلمات الأخرى التي تُستخدم لوصف السُّكريات المُضافَة، مثل السَّكروز والغلوكوز والفركتوز والمالتوز والنَّشا المهدرَج والسُكَّر المُنقَلِب وشراب الذُّرَة والعَسَل.
عندما يأتي سنُّ اليأس، تأتي معه مجموعةٌ مختلفة من المشاكل الجنسيَّة. ولكن ينبغي ألاَّ تيأسَ المرأة، فهناك حلول لها.
قد تصبح الممارسةُ الجنسية أقلَّ متعةً بالنسبة لبعض النساء بعدَ انقطاع الطمث لديهن. إنَّ التراجعَ الطبيعي في مستويات هرمون الإستروجين يُمكنه أن يجعلَ الجماعَ مزعجاً. وتجد بعضُ النساء تراجعاً في مدى اهتمامهنَّ بالجنس، حيث إنَّ التغيُّرات الجسدية التي طرأت عليهنَّ مع تقدُّمهنَّ بالسِّن لا تساعدهن على حلِّ هذه المسألة؛ فالجلدُ الجاف، وترهُّل الثديين، والدهون المتراكمة في الخاصرتين، جميعها أمورٌ تقلِّص من مقدار الاعتداد بالذات.
يشير استطلاعٌ علمي إلى أنَّ 84٪ من النساء في سنِّ اليأس يجدن أنَّ ممارسةَ الجنس تصبح مؤلمةً في هذه المرحلة. ويشير 70٪ من النساء تقريباً إلى أنَّ علاقاتهن الزوجية تتأثَّر كنتيجة لذلك.
يقول الخبراءُ في هذا المجال إنَّه يجب على النساء أن يتغلَّبنَ على الخجل ويطلبن المساعدة، حيث إنَّ الكثيرات من النساء يعانين في صمت بسبب وجود أعراض سنِّ اليأس الشائعة، مثل جفاف المهبل، لأنهنَّ يشعرن بالحرج من إخبار الطبيب.
تُشاهَد هذه المشاكل بانتظام، ويمكن تَفهُّمُ مدى تأثيرها في طبيعة الحياة. هناك الكثير من المعالجات الفعَّالة التي يمكن تقديمها للنساء، ولكن لا يمكن أن نساعدَ إذا لم نعرفَ أنَّ هناك مشكلة أصلاً.
يجدر أوَّلاً أن نحاولَ تقديمَ الخيارات العلاجية التي تستند إلى العون الذاتي. هناك مجموعةٌ متنوعة من الوسائل لتخفيف جفاف المهبل، ومن ثَمَّ جعل الجماع أكثرَ سهولةً ومتعةً:
إذا كانت هذه التدابير لا تفيد، يمكن للطبيب أن يصفَ العلاج الهرموني؛ فهذا العلاجُ يخفِّف من الجفاف. ولكن إذا كانت المرأةُ لا تستطيع أو لا تريد أن تأخذَ العلاج الهرموني، يمكنها استخدام هرمون الإستروجين الذي يُطبَّق "موضعياً"، أي في المهبل فقط، لزيادة تدفُّق التزليق الطبيعي للمهبل.
هناك خياراتٌ علاجية مختلفة، بما في ذلك كريمات أو رُهيمات الإستروجين (يجري تطبيقُها باستخدام أداة طبِّية)، أو أقراص صغيرة (يجري تطبيقُها باستخدام أداة طبية)، أو حلقة مهبلية تطلق الإستروجين وتبقى في المهبل لمدَّة ثلاثة أشهر في المرَّة الواحدة.
تكتشف بعضُ النساء أنَّهن يفقدن الرغبةَ في ممارسة الجنس بعد انقطاع الطمث. من الطبيعي أن يقلَّ الدافعُ الجنسي مع مرور السنين، ولكن يمكن أن يكونَ أسوأ مع وجود الاكتئاب، وأعراض انقطاع الطمث، ومشاكل العلاقة الزوجية، والإجهاد.
غالباً ما تكون هذه المشاكلُ مؤقَّتة، وقد يكون كلُّ ما هو مطلوبٌ القدرةَ على الحديث عن كلِّ هذه الأشياء مع زوج متفهِّم. ولكن إذا ظهرت أعراضُ سنِّ اليأس أو استمرَّ الاكتئاب، عندئذٍ قد يكون من الأفضل مراجعة الطبيب للعلاج.
إنَّ معالجةَ أعراض سن اليأس قد تزيد الدافع الجنسي لدى المرأة بشكلٍ غير مباشر، من خلال تحسين الصحَّة العامَّة للمرأة، ورفع مستوى الطاقة لديها؛ إلاَّ أنَّ استعادةَ مستوى الهرمونات لديها يُمكنه أن يُحسِّن الإحساس الجنسي أيضاً.