ليسَ هناك حاجةٌ دائمة لاستعمال الأدوية لتدبير أمراض الطفولة، حيث إنَّ معظمَ الأمراض تتحسَّن من تلقاء نفسها، وتزيد من قوَّة الطفل وقدرته على مقاومة أمراضٍ مشابهة في المستقبل.
يُستَعمل باراسيتامول Paracetamol (بنادول Panadol) وإيبوبروفين Ibuprofen غالباً لتخفيف الإزعاج الذي يسبِّبه ارتفاعُ الحرارة.
قد لا يستطيع بعضُ الأطفال، كالأطفال الذين يعانون من الربو مثلاً، استعمالَ إيبوبروفين؛ لذلك يجب استشارةُ الصيدلاني أو الطبيب أو الزائر الصحِّي بشأن ذلك.
يُعَدُّ استعمالُ باراسيتامول وإيبوبروفين آمناً وفعَّالاً. ويجب دائماً الاحتفاظُ بأحدهما أو كليهما في مكانٍ آمنٍ في المنزل.
ينبغي عدمُ استعمال الأسبرين عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارُهم عن 16 عاماً، ما لم يُوصَف بالتحديد من قِبَل الطبيب؛ فقد ارتبطَ ذلك بالإصابة بمرضٍ نادرٍ وخطير. ولذلك، يجب على الأمَّهات المُرضِعات استشارة الزائر الصحِّي أو القابلة أو الطبيب قبل استعمالهنَّ الأسبرين.
استعمال الأطفال للباراسيتامول
يمكن استعمالُ باراسيتامول لتدبير الألم والحمَّى عندَ الرُّضَّع الذين تجاوز عمرُهم الشهرين. ويجب الحرصُ على استعمال جرعة الدواء المناسبة للرضيع، حيث إنَّ استعمالَ جرعةٍ زائدةٍ أمرٌ خطير. وينبغي استشارةُ الصيدلاني عند شراء الدواء، وقراءة المُلصَق المرافق بدقَّة.
استعمال الأطفال للإيبوبروفين
يمكن استعمالُ إيبوبروفين لتدبير الألم والحمَّى عند الرُّضَّع بعمرِ ثلاثة أشهر أو أكبر، والذين تزيد أوزانُهم على 5 كيلوغرامات. ولكن، ينبغي التحقُّقُ من صحَّة الجرعة المُقدَّمة والمناسبة لعمر الرضيع. كما يجب تجنُّبُ استعمال الدواء عندَ الرضيع الذي يُعاني من الربو، ما لم يوصي الطبيب بذلك.
يُعَدُّ استعمالُ المضادَّات الحيويَّة عند الأطفال غيرَ ضروريٍّ في أغلب الأحيان؛ حيث إنَّ السببَ في الإصابة بمعظم حالات العدوى عندَ الأطفال هو الفيروسات، بينما تفيد المضادّاتٌ الحيوية في علاج الأمراض التي تُسبِّبها الجراثيمُ فقط، وليس الفيروسات. وإذا اقتُرِح استعمالُ وصفةٍ طبيَّة، وخصوصاً إذا تضمَّنت تقديمَ مضادٍّ حيوي، فينبغي استشارة الطبيب حول مدى الحاجة إلى استعمالها، وحجم المساعدة التي سوف تقدِّمها، وما إذا كانت هناك بدائلُ يمكن الاستعاضةُ بها عنها. كما يجب الاستفسارُ عن أيَّة آثارٍ جانبيَّةٍ محتملة (مثل التأثير المُسبِّب للنعاس أو التهيُّج لدى الطفل).
ينبغي الحرصُ على إتمام الطفل لكامل برنامجه العلاجي في حال وُصفَ له مضادٌّ حيويّ، وذلك للتأكُّد من القضاء على كلِّ الجراثيم؛ فقد يبدو الطفلُ بحالةٍ أفضل بعدَ يومين أو ثلاثة، ولكن عليه إتمام الدواء إذا كانت مدَّةُ البرنامج العلاجي هي خمسة أيَّام، حيث تزداد فرصةُ حدوث انتكاسةٍ إن لم تُؤخَذ جرعةُ المضاد الحيوي كاملةً.
يجب الحرصُ على معرفة مقدار وموعد استعمال الدواء. وقد يساعد تسجيلُ هذه المعلومات في السجلِّ الصحِّي الخاص بالطفل على تذكُّر ذلك. ويمكن استشارةُ الصيدلاني إذا كان هناك شكٌّ في صحَّة المعلومات. كما ينبغي عدمُ تكرار استعمال الدواء بشكلٍ أكثر ممَّا أوصى به الطبيبُ أو الصيدلاني.
يجب حساب الجرعةُ الصحيحة دائماً من الأدوية السائلة وفقاً لعمر الطفل. وتكون بياناتُ استعمال الدواء مُدوَّنةً على زجاجة الدواء عادةً.
قد تُعطى بعضُ الأدوية السائلة أحياناً باستعمال ملعقة خاصَّة أو بمقياس الدواء السائل. ويسمح هذا بتقديم جرعاتٍ صغيرةٍ من الدواء بشكلٍ أكثر دقَّة.
ينبغي عدمُ استعمال ملعقة الشاي، حيث يوجد اختلافٌ في أحجامها. ويمكن الاستفسارُ من الصيدلاني أو من الزائر الصحِّي عن الطريقة التي ينبغي اتِّباعُها للقياس.
يجب قراءةُ بيانات الشركة المصنِّعة المُرافقة للدواء دوماً، والتي تُوضِّح جرعةَ الدواء الدقيقة التي ينبغي استعمالُها والمُدوَّنة على زجاجة الدواء. ويمكن طلبُ مساعدة الصيدلاني إذا كان هناك شكٌّ في المعلومات.
عندَ شراء الأدوية من الصيدليَّة، يجب الحرص على ما يلي:
ينبغي الالتزامُ بأن يستعملَ الطفلُ الدواءَ الذي وصَفه الطبيبُ أو الصيدلاني أو اختصاصي الرعاية الصحيَّة. كما يجب عدمُ استعمال أيّ دواءٍ وُصِفَ له من قِبَلِ أيِّ شخصٍ آخَرَ.
يجب الحفاظُ على جميع الأدوية بعيدةً عن متناول أيدي الأطفال ومرأى نظرهم قَدَرَ الإمكان. ويُعدُّ المطبخُ مكاناً جيِّداً لحفظ الأدوية، كما تَسهُلُ مراقبَتَها هناك. ولكن، ينبغي وضعُها في مكانٍ بعيدٍ عن الحرارة.
يجب إيقافُ استعمال الدواء والتكلُّم مع مُقدِّم الرعاية الصحيَّة، عندَ الاعتقاد بأنَّ الدواءَ يؤثِّر بشكلٍ سيِّئ في الطفل، مثل ظهور طفحٍ جلديّ أو حدوث إسهال.
وإذا كان هناكَ قلقٌ من أنَّ هذا العَرَضَ قد يكون من الآثار الجانبيَّة، فيمكن القيامُ بما يلي:
الكلمات الرئيسيَّة: أدوية، الرضع، الأطفال الصغار، باراسيتامول، إيبوبروفين، ربو، مضاد حيوي، ألم، حمى، أدوية الأطفال.
التصنيف: نحو حياة صحية، صحَّة الأطفال، أمراض حدديثي الولادة، أمراض الأطفال والمراهقين.
آلامُ النُّمو growing pains هي أوجاعٌ شائعة تحدث لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارُهم بين 3-12 سنة في أسفل الساقين، في فترة المساء أو الليل. ورغم أنَّ هذه الآلامَ قد تُسبِّب الإزعاجَ للطفل، إلاَّ أنَّها لا تسبِّب ضرراً على المدى الطويل.
ورغم تسميتها بهذا الاسم، إلاَّ أنَّه لا يوجد دليلٌ واضحٌ يُشير إلى أنَّ آلامَ النَّمو ناجمةٌ عن طفرات النمو (أو قفزات النمو) growth spurts. وهذا هو سببُ تفضيل بعض الأطبَّاء استعمال مصطلح " ألم الأطراف الليلي المُعاود عند الأطفال recurrent nocturnal limb pain in children".
تتظاهر آلامُ النموِّ بشكل تقلُّصات عضليَّة شديدة في كلتا الساقين، وخاصة في الربلتين calves (بطّة الساق: الجزء العضلي الخلفي من الساق) وعظمي الظنبوب shins (الجزء الأمامي من الساق) أو الكاحلين، ولكن قد تصيب هذه الآلامُ الفخذين أيضاً.
يشعر الطفلُ بهذه الآلام مساءً أو ليلاً (وغالباً في الأيَّام التي يبذل فيها جهوداً غير معتادة)، ولكن من المفترَض ألاَّ يستمرَّ الشعورُ بهذه الآلام حتى الصباح.
من المفترَض ألاَّ تتأثَّر قدرةُ الطفل على المشي رغم شعوره بآلام النُّمو، وينبغي ألاَّ تكون هناك علاماتٌ لحدوث إصابة جسديَّة أو عَرجٍ أو عدوى.
إذا كانت الأعراضُ الظاهرة على الطفل مختلفةً عن الأعراض المذكورة سابقاً، كما لو أنَّ ساقاً واحدة أُصيبَت بالألم فقط، أو أخذ الطفلُ يعرج في مِشيته، فمن غير المُحتمَل أن تكونَ هذه الآلامُ هي آلام نمو. وينبغي في مثل هذه الحالات اصطحابُ الطفل لمراجعة الطبيب.
سببُ الشعور بآلام النُّموِّ غير معروف، إلا أنَّها تكون أكثرَ شيوعاً عند الأطفال المُفعمين بالحيويَّة والأطفال الذين تكون مفاصلُهم رخوة ومرنة (فرط حركة المفصل Joint hypermobility). كما تميل هذه الحالةُ إلى أن تكونَ مُتوارَثة عندَ بعض العوائل.
لا يوجد دليلٌ واضحٌ يشير إلى أنَّ هذه الآلامَ ناجمةٌ عن طفرات النَّمو أو الإصابة بأيَّة حالات مرضية.
يمكن علاجُ ألام النموِّ في المنزل عادةً، وذلك باستخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. ويُنصَح بإعطاء هذه المسكِّنات بشكلٍ وقائي قبلَ الذهاب للنوم في حال أمضى الطفلُ يوماً حافلاً بالنشاط، فقد تساعده على الحفاظ على نومه وعدم الاستيقاظ بسبب الألم.
وبالمناسبة، ينبغي عدمُ استعمال الأسبرين عند الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارُهم ستة عشرَ عاماً، ما لم يُوصِ الطبيبُ بخلاف ذلك.
كما يمكن تدليكُ عضلات ساق الطفل بقوَّة أيضاً، أو تدفئة ساقيه باستعمال الكمَّادات الساخنة.
قد يُساعد استعمالُ الأحذية الدَّاعمة، مثل الأحذية الرياضيَّة، على الوقاية من آلام النَّمو. ولكن، يجب الحرصُ على إحكام ربطِ أربطة الحذاء.
يجب مراجعةُ الطبيب إذا كانت الأعراضُ التي يُعاني منها الطفل شديدةً، أو إذا قدَّمت دليلاً على وجود إصابة بحالةٍ أخرى، مثل:
سيقوم الطبيبُ بدراسة الحالة واستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، مثل التهاب المفاصل، وعوز فيتامين د (الكُساح أو الرَّخَد rickets) أو حتَّى سرطان الدم إن كان الطفل متوعِّكاً، وقد يقوم بتحويل الطفل إلى المستشفى ليحصلَ على مزيدٍ من التقييم.
يقوم بعضُ الأطبَّاء بالاستقصاء عن وجود رابطٍ بين الشعور بآلام النَّمو ومتلازمة تململ الساقين restless legs syndrome (RLS). وهذه حالةٌ تُصيبُ الجهازَ العصبي، حيث تُسبِّبُ الشعورَ برغبةٍ عارمةٍ في تحريك الساقين مع شعورٍ بالانزعاج فيهما، وهو ما يتحسّن أو يزول بتحريك الساقين.
ومن غير المعروف حاليَّاً ما إذا كانت آلامُ النمو هي الشكل المبكِّر من الإصابة بمتلازمة تململ الساقين، أو ما إذا كانتا حالتين مُنفصلتين كليَّاً.