لا يحصل جميعُ الأطفال على ما يكفيهم من الفيتامينات أ و سي خلال فترة نموِّهم، وخصوصاً أولئك الذين لا يتناولون نظاماً غذائيَّاً متنوِّعاً. كما يصعُبُ الحصولُ على كميةٍ كافيةٍ من فيتامين د من خلال الغذاء وحدَه.
ويُفسِّرُ هذا سببَ توصية الجهات الصحيَّة بأن يتناولَ جميعُ الأطفال، الذين تتراوح أعمارُهم بين 6 أشهر و 5 سنوات، مكمِّلاتٍ غذائيَّة على شكل نقطٍ فمويَّة تحتوي على فيتامين أ و سي و د.
يمكن شراءُ بعض المكمِّلات الغذائيَّة من الصيدليَّة من دون وصفةٍ طبيَّة، حيث تحتوي على فيتاميناتٍ أو مكوِّناتٍ أخرى. ويمكن الاستفسارُ من الصيدلاني عن نوع المُكمِّل الغذائي الأكثر ملاءمةًً للطفل.
قد يكون تناولُ كميَّة كبيرة من بعض أنواع الفيتامينات ضارَّاً بالصحة. لذلك، ينبغي الالتزامُ باستعمال الجرعة الموصى بها، والمُدوَّنة على المُلصَق، وينبغي الحرصُ على عدم تزامن استعمال نوعين من المكمِّلات في نفس الوقت؛ فمثلاً، ينبغي عدمُ تزامن استعمال زيت كبد السمك cod liver oil مع نقط أو قطرات الفيتامين vitamin drops، وذلك لاحتواء زيت كبد السمك على فيتامين أ و د أيضاً؛ ذلك أنَّه يكفي استعمالُ نوعٍ واحدٍ من المكمِّلات الغذائيَّة.
يقتصر وجودُ فيتامين د Vitamin D بشكلٍ طبيعيٍّ على بعض الأغذية، مثل الأسماك الدهنيَّة oily fish والبيض. كما أنَّه يُضَاف إلى بعض الأطعمة، مثل الزبدة والسمن والحبوب التي يجري تَناولُها في وجبة الإفطار. ويُعَدُّ التَّعرُّضُ لأشعَّة الشمس خلال فصل الصيف أفضلَ مصدرٍ للفيتامين د.
إلاَّ أنَّه يجب الحفاظُ على سلامة جلد الطفل عند تعرُّضه لأشعَّة الشمس، حيث ينبغي ألاَّ يتعرَّضَ الأطفالُ إلى أشعَّة الشمس لفترةٍ زمنيَّةٍ طويلة في الطقس الحار. ومن الضروري تغطيةُ أو حماية جلد الطفل قبلَ أن يصبحَ مُحمرَّاً أو مُصاباً بحروق.
ومن الضروري استمرارُ تناول الأطفال الأكبر سنَّاً لنقط فيتامين د، حتَّى وإن كانوا يتعرَّضون لأشعَّة الشمس.
ينبغي أن يستعملَ جميعُ الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 5 سنوات، مكمِّلاتٍ تحتوي على فيتامين د على شكل نقطٍ فمويَّة يوميَّاً. ويُساعدهم هذا على تلبية المُتطلَّبات المُحدَّدة لهذه الفئة العمريَّة، والتي تتراوح بين 7-8.5 مِكروغرام من فيتامين د يوميَّاً.
لا يحتاج الأطفالُ، الذين يعتمدون في تغذيتهم على أغذية الرُّضَّع الجاهزة، إلى استعمال نقط الفيتامين عندَ استعمالهم لمقدار 500 ميلي ليتر من ذلك الغذاء أو أكثر يوميَّاً، وذلك لأنَّ هذا الغذاءَ يحتوي في تركيبته بطبيعة الحال على الفيتامينات التي يحتاج إليها الأطفال.
قد يقوم الطبيبُ بنصيحة الأم، التي لم تستعمل مكمِّلات فيتامين د خلال فترة حملها وتقوم بالإرضاع الطبيعي، بأن تبدأَ بإعطاء رضيعها نقط الفيتامين المحتوية على فيتامين د من عمر الشهر.
يُعَدُّ فيتامين أ Vitamin A ضروريَّاً بالنسبة للرُّضَّع والأطفال الأكبر سنَّاً، وقد يكون ما يحصل عليه بعضُ الأطفال من هذا الفيتامين غيرَ كافٍ، حيث يعمل هذا الفيتامينُ على تقوية جهاز المناعة، وقد يُساعد على تقوية الرؤية في الضوء الخافت، ويُحافظُ على صحَّة الجلد.
ومن المصادر الجيِّدة لفيتامين أ نجد:
يُعَدُّ فيتامين سي Vitamin C ضروريَّاً لصحَّة الأطفال العامَّة، ولصحَّة جهازهم المناعي. وقد يُساعد أجسامَهم على امتصاص الحديد أيضاً.
ومن المصادر الجيَّدة لفيتامين سي نجد:
سوف يُعرَض على الطفل، طوالَ فترة وجوده في المدرسة، عَددٌ من الفُحوصات الصحِّية health checks واللِّقاحات vaccinations، حيث يمكن أن تكشفَ هذه الفُحوصاتُ المشاكلَ الصحِّية في وقتٍ مبكِّر، كما يمكن أن تحمي اللقاحاتُ الطفلَ من الأمراض المُعدِية الخطيرة.
ولكن، لا تُجرى الفحوصاتُ الصحِّية واللقاحات إلاَّ بإذن الأهل.
بالنسبة إلى غالبيَّة الأطفال، تعطي الفُحوصات الصحِّية المدرسيَّة نتيجةً طبيعيَّة. ولكن، يمكن أن تتحقِّق الفُحوصات تحسُّناً كبيراً بالنسبة للأطفال الذين لديهم مشكِّلة صحِّية، حيث يمكن التَّقليلُ من تأثير حالةٍ طبِّية في حياة الطفل إذا جرى التعامُل معها في وقت مبكِّر.
عندَ بداية المدرسة، تُجرى فحوصاتٌ للطفل، حيث تقوم ممرِّضةُ المدرسة school nurse بزيارة المدرسة لفحص الطفل فيما يتعلّق بما يلي:
إذا جرى العثورُ على أدلَّة على وجود مشكلة ما، يُحال الطفلُ إلى الطَّبيب للحصول على مزيدٍ من الاستقصاءات.
وكجُزءٍ من هذا البرنامج، يجري وزنُ الأطفال في السنة التي يُستَقبلون فيها (بعمر أربع وخمسة سنوات) وبعدَ ست سنوات (بعُمر 10 و 11 سنة)، وتُقاسُ المعالم الحيويَّة لديهم في المدرسة. وعندما يدخل الطفلُ هذه السَّنوات، سوف يتلقَّى الأهلُ رسالةً تشرح هذه الأمورَ أكثر. ويجري استخدامُ المعلومات من المدارس بهدف التَّخْطيط للخدمات الصحِّية للأطفال وتَقديم أفضل مستوى منها.
كما تُعطي هذه النتائج أيضاً فكرةً عن الوزن الصحِّي للطفل وقياساته المناسبة.
يعدُّ الحفاظُ على وزنٍ صحِّي في مرحلة الطفولة أمراً مهماً لصحَّة الطفل في الحاضر والمستقبل. وهناك أدلَّةٌ على أنَّ الأطفالَ من ذوي الوزن الزائد هم أكثر عُرضةً لأن يصبحوا بالغين زائدي الوزن overweight adults. وهؤلاء الكبار من ذوي الوزن الزَّائد هم أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل صحِّية ، مثل داء السكَّري من النمط 2 type 2 diabetes وأمراض القلب وبعض أنواع السَّرطان.
قبل أن يبدأَ الطفلُ في المدرسة، يجري عرضُ مجموعة من اللقاحات ضدَّ طيف من الأمراض المُعدِية الخطيرة، وربَّما القاتلة في بعض الأحيان، بما فيها الكُزازُ tetanus والخُناق diphtheria وشَلل الأطفال polio والسُّعال الديكي whooping cough والحصبة measles والنُّكاف mumps والحصبة الألمانية rubella.
كما تُقدَّم للطفل لقاحات أخرى بعمر 12 و 18 سنة، مثل:
عندما يُلاحَظُ أنَّ الطفلَ يعرج، يكون سببُ ذلك إصابةً بسيطة عادةً، مثل الالتواء أو تمزُّق الأربطة الخفيف. ولكن، إذا لم يكن هناك سببٌ واضحٌ، فينبغي مراجعةُ الطبيب، حيث إنَّه قد تكون هناك حالةٌ طبيَّةٌ كامنةٌ مهمَّة.
ينبغي، عندَ ملاحظة العرج لدى الطفل، معرفةُ ما إذا كانت هناك إصابةٌ في الساق أو القدم، أو أنَّه قد داس على شيءٍ حاد. لذلك، يجب فحصُ باطن القدم وما بين الأصابع للبحث عن جروحٍ أو بثور. وقد تكون هناك ضرورةٌ لاصطحاب الطفل إلى الطبيب أو إلى أقرب قسمٍ لإصابات الحوادث والكسور إن كانت الإصابةُ شديدة.
قد يُعاني الطفلُ من حالةٍ طبيَّةٍ كامنةٍ تحتاج إلى أن يقومَ الطبيبُ بفحصها بشكلٍ دقيق إذا لم يكن هناك جرحٌ أو علامةٌ على حدوث إصابة. ويكون ذلك عادةً بإجراء اختباراتٍ دمويَّة وصورة بالأشعَّة السينيَّة لورك الطفل.
يجب مراجعةُ الطبيب بأسرع ما يمكن إذا كان الطفلُ يُعاني من حمَّى أيضاً، حيث يحتاج إلى فحصٍ عاجل من قِبَل طبيبٍ اختصاصيٍّ حتى يستبعدَ وجودَ عدوى في العظم. وينبغي ألاَّ يضعَ الطفلُ أيَّ وزنٍ على الساق إذا بدا أنَّه منزعج، ثمَّ يُنقَلُ إلى قسم الحوادث والكسور.
الأسبابُ الطبيَّة الأكثر شيوعاً للعرج غير المُفسَّر عندَ الأطفال هي:
• تهيُّج الورك Irritable hip.
• العدوى الفيروسيَّة الشديدة severe viral infection.
• التهاب المفصل اليفعي Juvenile arthritis.
• إصابة العظم أو المفصل بالعدوى.
• وجود حركة في صفيحة نموِّ الورك (انزلاق المشاشة الفخذية العلوية slipped upper femoral epiphysis).
وفيما يلي توضيحٌ لتفاصيل هذه الأسباب، ولأسباب أخرى غير مألوفة:
تهيُّجُ الورك
تهيُّج الورك أو الورك المُتهيِّج (المعروف بالتهاب الزليل العابر Transient synovitis أيضاً) هو حالةٌ شائعةٌ خلال مرحلة الطفولة، تُسبِّبُ ألماً في الورك مع العَرج. وقد يكون الطفلُ المُصاب بتهيُّج الورك مُتردِّداً في وضع وزنه على مفصل الورك المُصاب، ممَّا يجعل من الصعب عليه الوقوف أو المشي.
تحدث هذه الحالةُ عندَ إصابة البطانة المُغطِّية لمفصل الورك بالالتهاب، رغم أنَّ سببَ حدوث الالتهاب غيرُ واضح.
لا يُوضَع تشخيصُ الورك المُتهيِّج إلاَّ بعدَ استبعاد الأسباب الأكثر أهمِّية للعَرَج.
العدوى الفيروسيَّة الشديدة
قد تُسبِّبُ بعضُ حالات العدوى الفيروسيَّة آلاماً في المفاصل؛ فإذا كان الطفلُ يُعاني من الحمَّى والألم في عددٍ من مفاصله، بالإضافة إلى العَرج، فمن المرجَّح أن يكونَ مُصاباً بعدوى فيروسيَّة؛ إلاَّ أنَّ ينبغي الحرصُ على استشارة الطبيب من أجل الحصول على التشخيص الصحيح واستبعاد احتمال الإصابة بحالات أشدّ خطورةً لعدوى العظام، مثل:
• التهاب المفصل الإنتاني Septic arthritis: عدوى جرثوميَّة تُصيبُ أحدَ المفاصل، فتتقيَّد حركته كثيراً، حيث يحتاج إلى علاجٍ جراحيٍّ مُستَعجَل مع استعمال المُضادَّات الحيويَّة. وتكون الإصابةُ بهذه الحالة أكثرَ شيوعاً عند الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين.
• التهاب العظم والنِّقي Osteomyelitis: عدوى جرثوميَّة تُصيب العظمَ، ويُصاب بها الأطفالُ بنسبةٍ أكبر من البالغين. يكون العلاجُ بالمضادَّات الحيويَّة، وقد تكون هناك ضرورةٌ للجراحة أحياناً.
الالتهاب المفصلي اليفعي
يرتبط الالتهابُ المفصلي غالباً مع تقدَّم الشخص بالسن، ولكنَّه قد يُصيبُ الأطفالَ أحياناً. وهذا ما يُعرَف بالتهاب المفاصل اليفعيّ.
يُسبِّبُ التهابُ المفاصلِ ألماً والتهاباً (تورُّماً) في المفاصل والعظام. ويشعر الطفلُ المُصابُ بالالتهاب المفصلي اليفعي بتيبُّس المفاصل، وخصوصاً عندَ استيقاظه صباحاً، ولا يكون قادراً على تحريك مفاصله بحرِّية.
ليس هناكَ علاجٌ لالتهاب المفاصل، ولكن تتوفَّر علاجاتٌ يمكنها تخفيف الحالة والمساعدة على ضبط الأعراض.
تحرُّك الصفيحة النموِّ في الورك (انزلاق المشاشة الفخذية العلوية)
يعدُّ انزلاقُ المشاشة الفخذية العلوية (حيث يقع ينزلق الجزءُ النَّامي من العظم في مفصل الورك) أكثرَ شيوعاً عندَ المراهقين. ويحدث ذلك بشكلٍ تدريجي بمرور الوقت عادةً، ويميلُ إلى أن يُصيبَ الأطفالَ الأكبرَ سنَّاً، رغم أنَّه قد يحدث فجأةً نتيجةً لإصابة.
ينبغي أن يتجنَّبَ الطفلُ المُصابُ بانزلاق المشاشة الفخذية العلوية المشيَ أو تدويرَ الساق، وسوف يحتاج إلى إجراء عمليَّةٍ جراحيَّة لإعادة ترصيف وتثبيت العظم في مكانه، في أقرب وقت ممكن.
• داء بيرتس Perthes disease (التَّنَكُّس العَظمِيّ الغُضرُوفِيّ لِرَأسِ عَظمِ الفَخِذ): مشكلةٌ تُصيبُ القسمَ العلوي من الورك، وتؤدِّي إلى نموِّ العظم بشكلٍ غير طبيعي. ولا تُعَدُّ هذه الحالةُ إسعافيَّةً، ولكنَّها مؤلمةٌ، وقد تحتاج إلى إجراء عمليَّةٍ جراحيَّة.
• الجَنَف Scoliosis: وهو انحناءٌ غير طبيعي في العمود الفقري، يمكن أن يُسبِّبَ ميلانَ الطفل إلى إحدى الجهتين.
• خلل التَّنسُّج النَّمائي للورك Developmental dysplasia of the hip:وركٌ غير طبيعي أو مخلوع، يحدث قبل الولادة أو بعدَ الولادة مباشرةً.
• الألم الشديد في أسفل البطن Severe pain in the lower abdomen : قد يتسبَّب به التهاب الزائدة الدوديَّة.
• تفاوت طول الساقين Unequal leg lengths : قد يتسبَّب به عددٌ كبيرٌ من الأسباب.
• مرضٌ في الأعصاب: مثل الشلل الدماغي Cerebral palsy.
يجب اتِّباعُ النصائح التالية من أجل الحفاظ على الدِّفء، والبقاء بصحَّة جيِّدة بالنسبة للشَّخص وعائلته في الطقس البارد جداً:
• الحفاظ على إغلاق الستائر والأبواب لمنع دخول تيَّار الهواء البارد.
• تناول المشروبات الساخنة المألوفة، وتناول وجبة ساخنة واحدة على الأقل يومياً إن أمكن؛ فتناولُ الطعام بشكلٍ منتظم يساعد على الحفاظ على مستوى عالٍ من الطاقة خلال فصل الشتاء.
• ارتداء أكثر من قطعة من الملابس الخفيفة الدافئة (بدلاً من قطعة واحدة سميكة).
• الحفاظ على حالة من النشاط قدرَ الإمكان.
• لف الجسم برداء دافئ عندَ الاضطرار للذهاب خارج المنـزل في الأيَّام الباردة.
يُفضَّل الحفاظُ على درجة الحرارة في غرفة الجلوس الرئيسية في حدود 18 إلى 21 درجة مئوية، أمَّا بالنسبة لباقي الغُرَف في المنـزل، فيجب ألاَّ تقلَّ درجةُ الحرارة فيها عن 16 درجة مئوية. ولكن، إذا كان المرء لا يستطيع تدفئة جميع الغرف التي يستخدمها، فيكفي أن يُدفِّئ غرفة الجلوس في النهار وغرفة النوم فقط قبل الذهاب إلى النوم.
في هذه الظروف، قد تكون الأرصفةُ والطرق جليديةً وزَلِقةً جداً؛ ولذلك ينبغي أخذُ المزيد من الحذر عندَ الخروج من المنـزل وارتداء جَزمَة أو حذاء ذي نَعل مُحكَم. ويُنصَح بوضع الحصى على الأرصفة وممرَّات الطرق للتخفيف من خطر الانزلاق. كما يُنصَح بضرورة الانتظار حتى يجريَ كشطُ الطرق من الثلج عند السَّفر بالسيارة.
ولابدَّ من الانتباه إلى أنَّ طبقةَ الثلج الأسود التي تتشكَّل على الأرصفة والطرق قد لا تكون واضحةً للعيان، مع الانتباه إلى أنَّ الثلجَ المتراكم قد يتحوَّل إلى جليد ويُصبح زلقاً.
يقوم مكتبُ الأرصاد الجويَّة بتقديم التنبؤات عن الأحوال الجوية لبثِّها عبر الإذاعة والتلفزيون، لذا، ينبغي الاستماعُ إلى هذه النشرات بشكلٍ منتظم لمواكبة حالة الطقس. هذا ويجري إصدارُ تحذيرات من الظروف المناخية القاسية من خلال مكتب الأرصاد أيضاً.
يُفضَّل متابعةُ أحوال الأقارب والأصدقاء والجيران الذين قد يكونون أكثر عرضةً للطقس البارد؛ فالطقسُ البارد هو أمرٌ خطير، لاسيَّما عندَ كبار السِّن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة، لذا ينبغي التحقُّقُ من أحوالهم إن أمكن. كما يُفضَّل أن يقرأَ المرءُ عن كيفيَّة اكتشاف حالة انخفاض حرارة الجسم وكيفيَّة علاجها.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الجهاز التنفسي، قد يُصابون بأعراض أسوأ خلال نوبة الزُّكام، حيث تستمرُّ لديهم لعدَّة أيام حتَّى بعد أن تعودَ درجة حرارة الجسم إلى الوضع الطبيعي.
هي ذلك الجزء من برنامج الصحة العامة الذي يطبق داخل المدارس بهدف رفع المستوي الصحي للمجتمع المدرسي ومن خلاله يتم التعاون بين المدرسة والأسرة لرفع المستوى الصحي للتلاميذ والبيئة المحيطة بهم.
لاشك أن الصحة أساس للنمو السليم لعقل و جسم الطفل ، و وجود أي ضعف أو نقص في هذا المجال سيؤثر سلباً على التحصيل العلمي للطفل . و في كثير من الأحيان لا تستطيع الأسرة وحدها توفير أسباب الحياة الصحية بشكل كامل للطفل ، لذلك فإن وجود برنامج صحي متكامل في المدرسة سيساهم بتكوين بيئة صحية تضمن بإذن الله نمو الطفل بشكل طبيعي و بالتالي التحصيل العلمي الأمثل له .
يمكن تقديم الخدمات الصحة المدرسية من خلال ثلاث مستويات
المستوى الأول (وقائي):
العمل على منع حدوث المشاكل الصحية قبل حدوثها .
المستوى الثاني(كشفي):
ويشمل الاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية واتخاذ الإجراءات المبكرة لتداركها و تشمل الأمراض الجسمية (العيون - الأذنين –الجلد وفروه الرأس – الفم والأنف والحنجرة و غيرها ( إضافة للمشاكل النفسية و العاطفية.
المستوى الثالث (علاجي):
التعامل مع المشاكل الصحية المزمنة لدى الطلاب المصابين بها (كالسكر و الربو و السمنة و غيرها) بالإضافة للأمراض النفسية . و كذلك مساعدة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .
أولاً : رعاية صحة التلاميذ
ـ الكشف الطبي الدوري
- الأشراف الصحي اليومي
ـ تقويم الحالة النفسية للتلاميذ
ـ رعاية التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة
ـ الإسعاف الأولى
ـ الوقاية من الأمراض المعدية
ثانياً : البيئة المدرسية الصحية
ـ البيئة الاجتماعية
ـ التغذية المدرسية
ـ الوقاية من الحوادث
ـ تنظيم اليوم المدرسي
ثالثاً :التثقيف الصحي المدرسي
ـ التثقيف الصحي للتلاميذ
ـ التثقيف لهيئة التدريس
ـ التثقيف الصحي لأولياء الأمور
1 رعاية صحة التلاميذ
1.1 الكشف الطبي الدوري
الذهاب إلى الطبيب في فترات زمنية منتظمة قبل الشعور بأعراض مرضية ، وذلك للكشف المبكر عن الأمراض وخاصة الأمراض المهمة . ويتم الكشف عادة في بداية العام الدراسي أو بداية كل مرحلة.
1.2 الإشراف الصحي اليومي
من خلال متابعة التلاميذ بصفة يومية داخل الفصول والطوابير للكشف عن النظافة أو وجود أي أعراض مرضية ظاهرة مثل (العيون ـ الجلد ـ الأنف ـ الأذن ـ الفم – الشكل العام)
1.3 تقويم الحالة النفسية للتلاميذ
لا بد من متابعة الحالة النفسية للتلاميذ داخل المدرسة لأنها تعتبر عامل أساسي في استيعاب الدراسة. و لتحقيق ذلك يجب أن تتلاءم رغبات وأهداف الطالب مع قدراته الذاتية ، وأيضاً لابد أن يطور الطالب مهارات التكيف مع الواقع . ويتم تحقيق ذلك بتنمية كل من العلاقة بين التلاميذ والمدرسة، و العلاقة ما بين التلاميذ وأنفسهم، و العلاقة ما بين أولياء الأمور والمدرسة.
1.4 الوقاية من الأمراض المعدية
وذلك بوضع لافتات الإرشادية داخل المدرسة عن تلك الأمراض وكيفية الوقاية منها ، و التثقيف الصحي المرئي ، وتطبيق إجراءات الوقاية على الطلاب المرضى و زملاؤهم ، و الحفاظ على سجل صحي داخل المدرسة لكل طالب ، و كذلك الاهتمام باللقاحات و التطعيمات الوقائية للتلاميذ .
1.5 الإسعافات الأولية
وذلك بالتعليم و التدريب على وسائل الأولية للإبقاء على الحياة و منع تضاعف الإصابة و تخفيف الألم وتدريب بعض المدرسين و التلاميذ على كيفية الإسعاف الأولى ، مع تخصيص حجرة للإسعافات الأولية وتجهيزها بالوسائل و الأجهزة المهمة . و وجود طبيب أو ممرض قادر على التعامل مع أهم الحالات الحرجة مثل الإغماء و انقطاع أو صعوبة التنفس و حالات التحسس بأنواعها و غيره من الحالات التي تتطلب تقديم رعاية طبية أولية بشكل سريع لمنع تفاقم الحالة و العمل على استقرارها قبل إحالتها للمستشفى للحصول على العناية الكاملة .
1.6 رعاية التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة
التلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المعاق هو التلميذ الذي لا يستطيع أن يقوم بالبرنامج المدرسي البدني بشكل طبيعي كباقي زملائه . و يقوم برنامج الصحة المدرسية بمساعدة التلميذ بعدة طرق منها : أن يتعرف مدرس التربية الرياضية على حجم الإعاقة لدى التلميذ ، و العمل على إكساب التلميذ مهارات تساعده في التكيف مع الإعاقة ، ووضع برنامج يتلاءم مع نوع الإعاقة لديه ، و قبل هذا كله عدم تكليف التلميذ بما يتعدى حدود قدراته .
2. البيئة الصحية المدرسية
2.1 البيئة الطبيعية
وهى بيئة المدرسة بطبيعتها الشاملة ، و تشمل تصميم المبنى المدرسي بحيث تكون هناك تهوية و إضاءة للفصول الدراسية و القاعات و الملاعب بشكل جيد ، نظافة و تطهير المرافق الصحية باستمرار ، مراعاة عوامل السلامة في المرافق الرياضية ، المحافظة على أقصى درجات النظافة في المقصف و قاعات الطعام و التفتيش المستمر على العاملين فيها مع ضرورة وجود بطاقة صحية سارية المفعول لكل عامل ، الكشف الدوري على خزانات المياه و تعقيمها.
2.2 البيئة الاجتماعية
حتى تكون هناك بيئة اجتماعية صحية في المدرسة ، هناك مطالب للمدرسة من التلميذ لضمان حدوث التكيف الاجتماعي و ذلك يتمثل بالتعاون و التكامل في الجانب الدراسي ، و الجانب السلوكي الأخلاقي ، وكذلك الرغبة و التحفيز على تكوين صداقات و معارف في الدرسة . أما من جهة المدرسة فهي مطالبة بضمان التعامل الحسن من قبل المدرسين و إدارة المدرسة للطالب و احترام ذاته ، و المساواة بين كافة الطلاب مع مراعة الفروق الذاتية بين التلاميذ .
2.3 التغذية المدرسية
المطلوب من المدرسة هو تقديم مادة غذائية صحية و تعليم الطفل أساسيات الوجبة الصحية المفيدة و الوجبات الغير مفيدة ، بالإضافة للتربية على القواعد و السلوكيات السليمة في تهيئة و تناول الطعام .
2.4 الوقاية من الحوادث
سواء داخل المدرسة أو خارجها . داخل المدرسة بإصلاح الأجهزة والأدوات داخل المدرسة للوقاية من الحوادث مع دوام المراقبة و التفتيش. أما خارج المدرسة فعند البوابات و حول أماكن الدخول و الخروج و تنظيم النقل المدرسي و الإشراف عليه. بالإضافة إلى توعية التلاميذ بأسباب الحوادث و كيفية الوقاية منها في المنزل و الشارع و غيره من الأماكن.
2.5 تنظيم اليوم الدراسي
وذلك من خلال ترك أوقات كافية ما بين الحصص للذهاب إلى المرافق ، و جدولة فترات الراحة لتكون ملائمة للمراحل السنية ، و تنظيم الحصص المدرسية أثناء اليوم لتتناسب مع طبيعة المادة و العوامل الأخرى كعوامل الطقس.
3. التثقيف الصحي المدرسي
و يشمل ثلاث عناصر أساسية و هي كلاً من التلميذ و المدرس و أولياء الأمور
3.1. التثقيف الصحي للتلميذ : وذلك بوضع برنامج صحي داخل المدرسة يعتمد بالدرجة الأولى على معرفة جسم الإنسان و حاجاته و كيفية الحفاظ عليه و تقويته و سبل الوقاية من الأمراض و الحوادث وتزويد التلاميذ بالمعارف والمعلومات وإكسابهم السلوك الصحي للقيام بذلك عن طريق الإعلام المدرسي و النشاطات المنهجية و اللامنهجية .
3.2. التثقيف الصحي لأولياء الأمور : بإشراكهم بالعملية التعليمية و التواصل معهم بالنشرات و الوسائل الأخرى المساعدة.
3.3. التربية الصحية لهيئة التدريس : و ذلك حتى يكونوا قدوة حسنة للتلاميذ في تصرفاتهم وسلوكهم و مظهرهم و تزويدهم بالوسائل و الطرق المساعدة على ذلك.
المواضيع المهمة التي يجب أن يشملها برنامج التثقيف:
الكاتب: د. عبدالرحمن الصغيّر
استشاري طب العائلة ، مدينة الملك عبدالعزيز الطبية
أستاذ مساعد كلية الطب ، جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الطبية
المشرف على موسوعة الملك عبدالله للمحتوى الصحي kaahe.org
من المهمِّ أن يوفِّرَ الشَّخصُ وقتاً لممارسة الرياضة والنشاط البدني، لاسيَّما في أثناء الاختبارات عندما يبدو أنَّ كلَّ ما يفعله هو الجلوس على المكتب، والعمل طوال اليوم (وحتَّى إلى الليل في أغلب الأحيان).
ممارسةُ الرياضة تفيد الصحَّة عموماً واللياقة البدنية، وتعزِّز من الصحَّة النَّفسية أيضاً.
يساعد النشاطُ البدني على بقاء الشخص هادئاً خلال فترة الاختبارات. كما يشعر بمزيد من النشاط والراحة، الأمر الذي سوف يساعده على المزيد من الإنجاز في دراسته.
كما أنَّ ممارسةَ التمارين الرياضية البدنية بانتظام تساعد على الحفاظ على الوزن الصحِّي، وتقلِّل من خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
لا يتطلَّب الحفاظُ على النشاط الكثيرَ من الوقت والجهد، حيث إنَّ القيام بنشاط بدني معتدل الشِّدة لمدَّة 150 دقيقة (ساعتين ونصف) أسبوعياً، كالمشي السريع أو ركوب الدرَّاجة، سوف يوفِّر العديدَ من الفوائد الصحِّية.
إذا كان المرءُ غير مهتم بالرياضة، أو كانت دروسُ التربية الرياضيَّة في مدرسته تنفِّره من التمارين الرياضيَّة، فالآن قد حانت الفرصة لتجريب نشاط جديد، كالفنون القتاليَّة (الدفاع عن النفس) التي يمكن أن تكونَ مفاجأة سارَّة بالنسبة له، ويكوِّن من خلالها صداقاتٍ جديدة في الوقت نفسه.
يحتاج المرءُ أوَّلاً إلى معرفة ما هو متاح في منطقته.
تقوم معظمُ الجامعات والكلِّيات بتزويد الطلاَّب بالمرافق الرياضية، ومن ضمنها حوضُ للسباحة وصالة الألعاب الرياضية. ويكون هناك مركزٌ رياضي على أرض الحرم الجامعي عادةً، أو في مكان قريبٍ منه، مجهَّز بمجموعة من الألعاب، مثل كرة الريشة وكرة السلَّة والرماية والتمارين البدنية في الهواء الطَّلق. وهناك بعضُ الجامعات التي توفِّر الكثيرَ من النوادي الرياضية بألعاب متنوِّعة، ولذلك لابُدَّ أن يكونَ هناك لعبةٌ أو نشاط يناسبان الشخص.
ولا يُعدُّ وجودُ ميزانية مالية قليلة عذراً يجعل المرء يفوِّت هذه الفرصة، لأنَّ المنشآت الرياضية في الجامعات تلقى دعماً كبيراً عادةً، وتكون مجَّانية أحياناً.
لا حاجةَ للقيام برحلة خاصَّة إلى مركز رياضي من أجل الوصول إلى الحصَّة الأسبوعية من الرياضة؛ فهناك طرقٌ سهلة لجعل بعض التمارين الرياضية تصبح روتيناً يومياً.
قد يشعر المرءُ في أثناء فترة الاختبارات بأنَّه غيرُ قادر على قضاء وقت طويل بعيداً عن الدراسة؛ فبدلاً من التخلِّي عن ممارسة الرياضة تماماً، يمكن أن يحاول أخذ فواصل صغيرة ومنتظمة لإراحة النفس وتصفية الذهن، والقيام بمشي سريع لمدَّة 15 دقيقة إلى المكتبة أو حول الحرم الجامعي، فذلك هو وسيلة جيِّدة للحصول على بعض التمارين الرياضية.
كما يمكن أيضاً محاولة ممارسة الرياضة عندَ الاستيقاظ من النوم مباشرةً؛ فربَّما يجد المرءُ أنَّها تجعله يصحو من النوم وتمنحه طاقةً طوال اليوم. ويمكن محاولة القيام بممارسة السباحة أو الهرولة الخفيفة، أو القيام ببعض تمارين التمطُّط.
يُفضَّل التفكير في الأوقات التي يعمل فيها الشخصُ على أفضل وجه على مدار اليوم؛ فبعضُ الناس يجدون أنَّ القيامَ بكتابة الواجبات ومراجعتها يكون أسهل في الصباح، في حين أنَّ البعضَ الآخر يجدون أنفسهم أكثر إنتاجاً في فترة ما بعد الظهر أو في المساء. لذلك، يُستحسَن ضعُ خطَّة لليوم يجري فيها تكييفُ بعض التمرينات الرياضية في الخطَّة الدراسية التي وضعها الشخصُ لنفسه.
يُعاني كثيرٌ من الأطفال من الكوابيس nightmares والرُّعب الليلي Night terrors؛ ولكن، يتمكَّن معظمُهم من تجاوزها. ولا يُصابُ الطفل بأيُّ ضررٍ نفسيٍّ على المدى الطويل نتيجة مروره بهذه الحالة.
يوجد اختلافٌ كبيرٌ بين الرعب الليلي والكوابيس.
فقد يصرخُ الطفلُ، الذي يُعاني من الرعب الليلي، ويثور، وقد لا يتعرَّف إلى أبويه عند محاولة تهدئته. ويظهرُ هذا السلوكُ عند الاستيقاظ المفاجئ من النوم العميق الخالي من الأحلام. ولا يكون الطفلُ مُستيقظاً بشكلٍ كاملٍ خلال هذه النوبات، كما لا يتذكَّر ما حدثَ خلالها في صباح اليوم التالي.
تحدث الكوابيسُ خلال مرحلة نوم الرِّيم REM sleep (نوم حركات العين السريعة rapid eye movement sleep)؛ حيث يستيقظ الطفلُ نتيجة مشاهدته لكابوس، وتعتمد قدرتُه على تذكُّر ووصف الحلم السيِّئ على عمره.
يعدُّ الرُّعبُ الليلي شائعاًً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-8 سنوات؛ فالطفلُ الذي يُعاني من الرُّعب الليلي قد يصرخ ويثور في حالةٍ من الهلع الشديد، قد تصل إلى درجة القفز من السرير. وتكون عيناه مفتوحتين، ولكنَّه ليس مستيقظاً بشكلٍ كامل.
تحدث هذه النوباتُ في بداية الليل عادةً، وتستمرُّ عدَّةَ دقائق (15 دقيقة كحدٍّ أقصى) وقد تحدثُ أكثرَ من مرَّةٍ خلال الليلة الواحدة.
سبب حدوث الرعب الليلي
يكون حدوثُ الرعب الليلي شائعاً عند أطفال الأسر التي وَردَ في تاريخها العائلي حدوثُ رعبٍ ليليٍّ، أو كان لديها اضطِرابُ السَّيرِ النَّومِيّ sleepwalking behaviour.
وقد تُثارُ نوبةُ الرعب الليلي بأيِّ شيء، مثل:
● فرط استغراق الطفل في النوم العميق، بسبب التعب الزائد أو إصابته بالحمَّى أو استعماله لأنواعٍ مُعيَّنةٍ من الأدوية.
● استيقاظ الطفل من نومه العميق، مثل شعوره بالإثارة أو بالقلق أو سماعه لضجيجٍٍ مفاجئ أو حاجته للتَّبوُّل.
ما الذي ينبغي فعله؟
أفضل ما يمكن أن يقومَ به الأهلُ، عند حدوث نوبة الرُّعب الليلي عندَ الطفل، هو الحفاظ على الهدوء، والانتظار حتى انتهاء النَّوبة؛ حيث ينبغي عدمُ التَّدخُّل أو التفاعل مع الأطفال خلال النوبة، ما لم يُؤذوا أنفسَهم.
قد تكون نوبةُ الرُّعب الليلي مخيفةً لمن يُراقبها، ولكنَّها - ولله الحمد - ليست بضارَّة للطفل. ويجب عدمُ محاولة إيقاظ الطفل خلال النوبة، فقد لا يتعرَّف إلى أبويه، ويمكن أن يزدادَ هياجُه عند محاولة تهدئته.
وبعدَ انتهاء النوبة، يكون إيقاظ الطفل آمناً. ويمكن عندَ الضرورة تشجيعه على استعمال المرحاض قبلَ أن يعودَ إلى النَّوم.
عندَ عودة الطفل سريعاً إلى الاستغراق في النوم العميق، قد يؤدِّي ذلك إلى حدوث نوبةٍ أخرى. لذلك، ينبغي الحرصُ على إيقاظ الطفل بشكلٍ كاملٍ قبلَ عودته إلى النوم، لأنَّ إيقاظَه سوف يُوقفُ هذه الحلقة.
لا يتذكَّر الطفلُ في صباح اليوم التالي ما أصابه ليلاً، ولكنَّه قد يحتاج إلى مساعدة من خلال مناقشته لمعرفة ما يُقلقه، وما يُثير النَّوبات. وسوف يكون مفيداً حصولُ الطفل على فترة استرخاءٍ منتظمةٍ قبلَ النوم أيضاً. ينبغي عدمُ مناقشة الطفل حول هذه النَّوبات التي تُصيبه بأسلوبٍ يُقلقه، لأنَّ ذلك قد يزيد من شدَّة قلقه.
وإذا كانت نوبات الرَّعب الليلي تحدثُ بشكلٍ مُتكرِّر في وقتٍ محدَّدٍ كلَّ ليلة، فقد يجد الأهلُ أنَّ إيقاظَ الطفل سوف يُوقف هذه السلسلة، حيث ينبغي إيقاظُ الطفل قبل 15 دقيقة من الوقت المُتوقَّع لحدوث النوبة كلَّ ليلة لمدَّة سبعة أيَّام. قد يكون هذا الإجراءُ كافياً للتشويش على نمط نومه لإيقاف حدوث النَّوبات، دون أن يُؤثِّرَ ذلك في جودة النَّوم.
متى ينبغي طلب المساعدة الطبيَّة
يتخلَّصُ معظمُ الأطفال من الرُّعب الليلي في نهاية المطاف، إلاَّ أنَّه ينبغي مراجعةُ الطبيب عندَ تكرُّرِ حدوثها خلال الليلة الواحدة أو عندَ حدوثها في معظم الليالي.
يمكن أن يتحقَّقَ الطبيبُ من وجود سبِّبٍ سهل العلاج يُثيرُ هذه النَّوبات؛ فمثلاً، قد يُسبِّبُ كِبَرُ حجم اللوزتين حدوثَ مشاكل تنفُّسيَّة خلال الليل، ممَّا يؤدِّي إلى استيقاظ الطفل.
قد يكون من الضروري إحالةُ عددٍ قليلٍ من الأطفال، الذين يُعانون من نوباتٍ متكرِّرة من الرعب الليلي، إلى رعايةٍ طبيَّةٍ اختصاصيَّة.
تعدُّ الكوابيسُ شائعةً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارُهم بين 3-6 سنوات. ولكن، يتجاوز معظمُ الأطفال هذه الحالة.
تحدث الكوابيسُ في وقتٍ متأخِّرٍ من الليل عادةً، مُولِّدةً شعوراً شديداًً بالرعب أو الخوف أو الضيق أو القلق. وقد يكون الطفلُ قادراً عندَ استيقاظه على تذكُّر ووصف حُلمه.
قد تكون الكوابيسُ لدى الأطفال ناجمةً عن مرور الطفل بتجربةٍ مخيفة، مثل مشاهدة فيلم مخيف أو بسبب وجود شيء ما يُثير القلق.
ما يجب على الأبوين فعله
ينبغي تبادلُ الحديث مع الطفل لمعرفة الأمر الذي يُقلقه، والذي قد يُسبِّبُ رؤيةَ الكوابيس. وكما هي الحالُ في الرُّعب الليلي، فمن المفيد أن يعتادَ الطفلُ على الاسترخاء قبلَ النوم أيضاً.
يجب مراجعةُ الطبيب عندَ تكرُّر مشاهدة الطفل للكوابيس؛ فإذا كانت هذه الكوابيسُ ناجمةً عن تجربةٍ سابقةٍ مُثيرة للشدَّة، فقد تكون استشارةُ الطبيب الاختصاصي ضروريَّاً.
الكوابيس عند البالغين
ترتبط الكوابيسُ والرُّعب الليلي بالأطفال عادةً، ولكنَّها قد تُصيبُ البالغين أحياناً أيضاً.
هناك عددٌ من الأسباب المحتملة للكوابيس عندَ البالغين، ولكنَّها غالباً ما ترتبط بالشِّدَّة أو بالرضوض النفسيَّة أو الحالة الصحيَّة النفسيَّة القائمة. كما أنها قد تحدث بعدَ استعمال أنواعٍ معيَّنة من الأدوية أيضاً، مثل مضادَّات الاكتئاب.
الحالةُ التي تؤثِّرُ في النوم قد تُثيرُ الرُّعبَ الليليَّ أحياناً. مثل:
• انقطاع التنفُّس الانسدادي خلال النوم obstructive sleep apnoea.
• متلازمة تململ الساقين restless legs syndrome.
• الشقيقة migraines.
لا تتسبِّبُ الكوابيس بحدوث أيَّ ضررٍ جسدي عادةً، ولكنَّها قد تكون مزعجةً أو مُقلِقة. كما أنَّها يمكن أن تكونَ عائقاً أمام النوم الجيِّد خلال الليل أيضاً. ولذلك، ينبغي مراجعةُ الطبيب عند معاناة الشخص من كوابيس دوريَّة تؤثِّرُ في النوم وفي الحياة اليوميَّة.
إذا كانت الكوابيسُ ناجمةً عن حدثٍ أليمٍ مُعيَّن، فقد يكون خضوعُ المريض للعلاج النفسي ضروريَّاً، مثل تقديم النصيحة أو المشورة.