تساعد اختباراتُ السمع لدى الأطفال حديثي الولادة newborn hearing screening tests على التعرُّف باكراً - ما أمكن - إلى الرضَّع المصابين بفقدان السَّمع الدائم؛ وذلك ما يساعد الوالدين على الحصول على الدعم والمشورة اللازمة منذ البداية.
واحد إلى اثنين من كل ١٠٠٠ رضيع يُولَد مُصَاباً بفقدان سمع دائم permanent hearing loss في إحدى الأذنين أو في كلتيهما.
وتصل هذه النسبةُ إلى نحو ١ من كلِّ ١٠٠ طفل من الذين يقضون أكثر من ٤٨ ساعة في العناية المركَّزة. وأغلبُ هؤلاء الأطفال يُولدون من عائلات ليس لديها تاريخٌ لفقدان السمع الدائم.
يمكن أن يؤثِّرَ فقدانُ السمع الدائم بشكلٍ ملحوظ على تطوُّر الطفل. ولذلك، فاكتشافُه المبكِّر يمكن أن يعطي الطفلَ فُرصَةً أفضل لتَطوير مهارات التواصُل واللغة والكلام. كما يساعد الرضَّعَ أيضاً على تمكين علاقتهم مع عائلاتهم في عمرٍ مبكِّر.
إذا حدثت الولادةُ في المستشفى، فقد تُجرى اختباراتُ السمع للوِلدان قبلَ خروج الأمِّ من المستشفى. وفي بعض البلدان، يجري الاختبارُ من قِبَل طبيب أو مهني مختصّ في الأسابيع الأولى من عمر الطفل.
وقد يجري التواصلُ مع الأهل لترتيب موعدٍ مناسب ومكان مناسب لإجراء الاختبار.
يُجرى الاختبارُ في أوَّل أربعة أو خمسة أسابيع من عمر الطفل، ويمكن أن يكونَ ذلك في عمر ٣ أشهر.
إذا لم يُعرَض على الوالدين إجراءُ الاختبار، يمكن طلب ذلك من قسم السمعيَّات audiology، لترتيب موعد.
يُطلَق على الاختبار اسم الإصدار الأذني السمعي automated otoacoustic emission (AOAE). وهو يستغرق دقائقَ قليلة؛ حيث تُوضَع قطعةٌ أذنية ذات نهاية ليِّنة في أذن الطفل، وهي تُصِدر أصواتَ قلققة لطيفة. وعندما تتلقَّى الأذن الصوت، تستجيب الأذن الداخلية (القوقعة cochlea). ويمكن التقاطُ هذه الاستجابة بواسطة جهاز مزوَّد بشاشة.
ليس من الممكن دائماً الحصولُ على استجابات واضحة من أوَّل اختبار، وهذا يحدث كثيراً مع الأطفال، وهو لا يعني أنَّ الطفلَ مصابٌ بفقدان السمع الدائم، بل قد يعني أنَّ:
في هذه الحالات، سيُعرَض على الأهل إجراء اختبار آخر. وهذا الاختبارُ يشبه الاختبارَ الأوَّل، ويُطلَق عليه اختبار استحابة جذع الدِّماغ السمعيَّة التلقائية the automated auditory brainstem response (AABR) test.
يقوم الاختبارُ الثاني على وضع ثلاثة مِجسَّات أو حسَّاسات صغيرة على رأس ورقبة الرضيع. كما تُوضَع سمَّاعات ليِّنة فوقَ أذنيه، وتصدر أصوات قلقلة لطيفة. ويستغرق هذا الاختبارُ ٥ الى ١٥ دقيقة.
وهذه الاختباراتُ لا تؤذي الطفلَ، ولا تسبِّب ألماً بأي طريقة.
يُنصَح به بشدَّة، لكن لا يُشترَط قبوله. واذا قرَّر الأهلُ عدمَ إجراء الاختبار للطفل، عندئذٍ ستُقدَّم لهم قائمةُ تحقُّق للمساعدة على مراقبة السمع لدى الطفل خلال نموِّه. وإذا كان هناك أيُّ مخاوف أو ملاحظات، فيمكن استشارة الطبيب.
يحصل الأهلُ على نتائج اختبار السمع في أقرب وقت ممكن بعدَ الانتهاء من الاختبار. وإذا أظهرت النتائجُ استجابةً واضحة في كلا الأذنين، فمن المرجَّح ألا تكونا مصابتين بفقدان السمع الدائم.
ولكنَّ اختبارَ السمع لدى الوليد لا يمكن أن يكتشفَ جميعَ أنواع فقدان السمع الدائم؛ فمن الممكن أن يظهرَ لدى الطفل فقدان السمع الدائم فيما بعد، لذلك من المهمّ أن تَتحقَّقَ من سمع الطفل بينما هو ينمو ويكبر. وهناك قائمةُ تحقُّق خاصَّة بالطفل تخبر كيف يحصل ذلك، وسوف يزوّد الطبيبَ الأهلَ بها.
اذا كان هناك مخاوفُ أو ملاحظات حول حاسة السمع لدى الطفل فيجب استشارة الطبيب.
إذا لم تُظهِر نتائجُ الاختبار استجابةً واضحة في إحدى الأذنين أو كلتيهما لدى الطفل، يُؤخَذ للطفل موعدٌ عند اختصاصي السَّمع في عيادة علاج أمراض السمع؛ وإذا حدث ذلك، لا يعني أنَّ الطفلَ مصابٌ بفقدان السمع الدائم.
يجب أن يرى اختصاصيُّ السمع الطفلَ في غضون أربع أسابيع من وقت اختبار السمع. ومن المهمِّ جداً حضورُ الأهل للموعد في حال إصابة الرضيع بفقدان السمع الدائم.
يستغرق الموعدُ من ساعة إلى ساعتين تقريباً عادة. ويتضمَّن هذا الوقتُ تحضيرَ الطفل للاختبار (لتهدئته). ويُفضَّل - إن أمكن - إرضاع الطفل قبلَ إجراء الاختبار، والحرصُ على جلب الأشياء أو الألعاب التي تجعله سعيداً ومرتاحاً.
الاختباراتُ لا تؤلم الطفل ولا تضايقه، ويمكن للأمِّ البقاء مع الطفل خلال إجراء الاختبار. كما يمكن إحضارُ مرافق أو صديقة معها للموعد أيضاً.
تبدو الاختباراتُ شبيهةً بالاختبارات والفحوصات الأخرى المستخدَمة لتحرِّي الرضيع، لكنَّ هذا الاختبارَ يعطي معلوماتٍ أدقّ عن السمع لدى الطفل.
يستطيع اختصاصيُّ السمع غالباً مناقشةَ النتائج مع الأهل عندَ انتهاء الموعد، حيث يشرح لهم النتائجَ الخاصَّة بالسمع لدى الطفل، وما إذا كانت هناك حاجةٌ إلى إجراء اختبارات أو فحوصات أخرى.
هناك أنواع ومستوياتٌ مختلفة من فقدان أو نقص السمع. وكلُّ حالةُ فقدان للسمع لدى رضيعٍ تختلف عن الأخرى.
يُقال إنَّ الطفلَ لديه تأخُّرٌ في النُّطق عندما لا يستخدم كلماتٍ ذات معنى عندما يبلغ ثمانيةَ عشر شهراً, أيّ سنة ونصف، ويزيد بعض الخبراء هذه الفترةُ إلى 30 شهراً. وبعبارة أخرى، يكون الطفلُ مصاباً بتأخُّر النُّطق إذا كان عمره يتراوح ما بين 18 إلى 30 شهراً، ويفهم اللغةَ جيِّداً، وقد ظهرت لديه مهاراتُ اللعب والمهارات الحركية ومهارات التفكير والمهارات الاجتماعيَّة، ولكن لديه مفرداتٌ محدودة بالنسبة لعمره.
تكمُن مشكلة تأخُّر النطق لدى الأطفال تحديداً في اللغة المنطوقة أو التعبيريَّة. ومشكلةُ هؤلاء الأطفال مُحيِّرة جداً؛ لأنَّ لديهم كلَّ أساسيات اللغة المنطوقة، ولكنَّهم لا يتحدَّثون أبداً أو يتحدَّثون بشكلٍ قليل جداً.
لم يتَّفق الباحثون بعدُ على تفسير هذا التأخير, ولكنَّهم اتَّفقوا على أنَّ الأطفالَ المُصابين بتأخُّر النطق لديهم تاريخٌ عائلي لهذه المشكلة, لاسيَّما بالنسبة للذكور، وأنَّ وزنَ هؤلاء الأطفال عند الولادة كان أقلَّ من 85٪ من الوزن الطبيعي، أو كانت أسابيع الحمل أقلَّ من 37 أسبوعاً.
لقد وجد الخبراءُ أنَّ نحو 15-25٪ من الأطفال الصِّغار يكون لديهم شكلٌ من أشكالِ اضطراب التواصل. ومن الملاحظ أنَّ الأولادَ يميلون إلى إظهار مهارات اللغة بشكل متأخِّر قليلاً عن البنات. لكن، يمكن - بوجهٍ عام - وصفُ الأطفال بأنَّ لديهم تأخُّراً في النُّطق إذا نطقوا أقلَّ من 10 كلمات وهم بعمر 18-20 شهراً، أو أقلَّ من 50 كلمة وهم بعمر 21-30 شهراً.
لا يُعاني العديدُ من الأطفال الذين يتحدَّثون في وقتٍ متأخِّر من مشاكلٍ صحيَّة, وقد لا يبدؤون الحديثَ حتَّى يبلغوا الثانيةَ أو الثالثة أو الرابعة من العمر. ولكن، عندما يظهر عندهم النطق، تتطوَّر مهاراتُهم اللغوية بسرعة، ولا يكون لديهم أيٌّ من المشاكل الطبيَّة السابقة. وبشكلٍ عام، كلَّما قلَّ ظهورُ عوامل الخطر بالنسبة لتأخُّر الكلام على الطفل (وهي مذكورة لاحقاً في هذه المقالة)، كان من الأرجح أنَّ سببَ تأخُّر النطق لدى الطفل مرتبطاً بمراحل نموِّه، وليس بمرضٍ حقيقي.
إنَّ أكثر المشاكل الصحيَّة شيوعاً لتأخُّر النطق الحقيقي هي اضطراب اللغة التعبيري واضطراب اللغة التعبيري الاستقبالي المختلط (أي اضطراب النطق والفهم) واضطراب التصويت أو نطق الكلمات والإعاقة العقلية (التخلُّف العقلي) وبعض الاضطرابات النمائية الشاذَّة كمرض التوحُّد ومتلازمة ريت. وهناك متلازمة أسبرجر (وهي من أشكال اضطراب التوحُّد) التي تتميّز بتحدُّث الطفل بشكلٍ طبيعي، ممَّا يدلُّ على أنّ تأخُّرَ النطق ليس أحد أعراض طيف التوحُّد.
ويرى معظمُ الخبراء أنَّ الأطفالَ ينبغي أن ينطقوا كلماتٍ مفردة بعمر 12 شهراً، وقد يكونون قادرين على نطق "ماما" و "دادا". كما يجب أن يكونوا قادرين على فهم وإطاعة الأوامر البسيطة (مثلاً، أعطني اللعبة).
إذا كان لدى الطفل تأخُّرٌ في النطق، فهذا لا يعني بالضرورة أنَّه يُعاني من مرض التوحُّد، حيث قد يحدث لدى بعض الأطفال تأخُّرٌ في النطق بسبب نقص السمع أو ضعف الإدراك أو اضطراب الكلام أو اضطراب اللغة أو التوحُّد، أو بسبب أشياء أخرى. ولكن تُعدُّ هذه المشكلةُ في الكثير من الأطفال جزءاً من مراحل نموِّهم وتطوُّرهم، وليس لها آثارٌ سلبية على المدى الطويل.
من المُهم جداً أن يزورَ والدا الطفل أحدَ الأطبَّاء الماهرين لإجراء تقييم موضوعي لسلامة حواسه (لاسيَّما السمع)، والتأكُّد من عدم وجود الأسباب التي ذُكرت سابقاً. على الرغم من أنَّ جميعَ الأطفال الذين يعانون من التوحُّد يتحدَّثون في وقتٍ متأخِّر، لكن ليس كلُّ الأطفال الذين يتأخَّر النطقُ عندهم مُصابين بالتوحُّد. وبغضِّ النظر عمَّا إذا كان تأخُّرُ النطق لدى الطفل هو مرحلة من مراحل نموِّه أو أحد الأعراض التي تستدعي العلاج، يُمكن لجميع الأطفال التعلُّم. ولذلك، من المُهمِّ أن يخضعَ الطفلُ لتشخيصٍ دقيق، وأن يتلقَّى العلاجَ المُناسب إذا لزم الأمر.
يتطوَّر نموُّ هؤلاء الأطفال بشكلٍ جيِّد في مجالات حياتهم الأخرى،. وفي الواقع، يستطيع الكثيرُ من الأطفال الذين يُعانون من تأخُّر في النطُّق التخلُّصَ من هذه المشكلة, بينما قد لا يستطيع بعضهم تحقيقَ ذلك. قد يكون من الصَّعب التنبُّؤ أو تحديد الطفل القادر على التخلُّص من هذه المشكلة، واللحاق بأقرانه الطبيعيين. ولكن، أمكن تحديدُ عوامل الخطر التي تُشير إلى الطفل الأكثر عرضةً لاستمراريَّة الصعوبات اللغوية لديه, وهي كما يلي:
عندما يستخدم الشخصُ دواء معيَّناً، وتزداد أعراضُ مشكلته الصحيَّة، قد يعني ذلك تعرُّضَه لتأثير دواء وهمي. لذا من المُهمِّ معرفةُ تأثير الدواء الوهمي عندَ الحكم على فعَّالية العلاج، أو عندَ استخدام أحد هذه الأدوية من دون استشارة طبيَّة.
تشير بعضُ المصادِر إلى أنَّ نسبةَ تأثير الدواء الوهمي هي 20-30٪، بينما تشيرُ مصادر أخرى إلى أنَّ التأثيرَ قد يصل إلى 50-60٪ في حالاتٍ خاصَّة، مثل الألم والاكتئاب وبعض العِلَل القلبيَّة والقرحات المعديَّة وغيرها من المشاكِل الهضميَّة.
تأثيرُ الدواء الوهمي هو تَحسُّن قابلٌ للقياس، أو يمكن ملاحظتُه، أو الشُّعورُ به على مستوى الصحَّة أو السُّلوك، وهو لا يُنسَب أو يعود إلى أدويةٍ فِعلِيَّة أو علاجٍ جراحي أو باضِع حقيقي. وهو ليس هيمنةًمن العقل على المشكلة، وليس دواء للعقل والجسم أيضاً. لقد أصبح تأثيرُ الدواء الوهمي مصطلحاً جامعاً لإحداث تغييرٍ إيجابي في الصحَّة لا يُنسَب إلى الأدوية أو المعالجة. ولكن، يمكن أن يكونَ هذا التغيُّرُ عائداً إلى عدَّة أشياء، مثل الرجوع إلى الوضع العادي أو التحسُّن العفوي أو تراجع الشدَّة النفسيَّة أو وجود خطأ في التشخيص في المقام الأوَّل أو حالة من التكيُّف ... إلخ.
ينبع تأثيرُ الدواء الوهمي من قوَّة التأثيرِ النفسي أو العقليٍّ في الجسم.
علماً أنَّ هذا يُمكن أن يحدثَ عندما يستخدم الشخصُ أيَّ دواء، سواءٌ أكان من الأدوية التقليدية أو التكميليَّة أو البديلة.
وقد يظهر تأثير الدواءُ الوهمي في الجميع, سواءٌ أكانوا على علمٍ بتأثير هذا الدواء الوهمي أم لا.
من المُهمِّ أن يعرفَ الطبيبُ تأثيرَ الدواء الوهمي عندَ اختيار الأدوية التكميلية والبديلة, لأنَّ الشخصَ عندما يتناول علاجاً تكميلياً أو بديلاً، ولا يستفيد من الأثر الوهمي، فقد يفوِّت الطبيبُ عليه فرصةَ تناول أدوية فعَّالة أكثر.
يعرف الأطبَّاءُ منذ مئات السنين أنَّه عندما يتوقَّع المريضُ تحسُّنَ أعراض حالته الصحيَّة، فإنَّه غالباً ما يتحسَّن.
أمَّا اليومَ، فيتحسَّن الكثيرُ من المرضى الذين يجري إعطاؤُهم حقناً أو حبوباً فارغة لا ضررَ منها, لأنَّهم يظنُّون أنَّ هذه الحقنَ أو الحبوب هي علاج لأمراضهم. وغالباً ما يُسمَّى هذا بالعلاج الوهمي، ويُسمَّى التحسُّنُ الذي يحدُث بتأثير الدواء الوهمي.
إنَّ تأثيرَ الدواء الوهمي هو مثالٌ كافٍ على قوَّة تأثير توقُّعات ومُعتَقدات الشخص التي يمكن أن تُسبِّبَ تغيُّراتٍ حقيقيةً في جسده. إنَّها ظاهرةٌ لم تُفهم تماماً من الناحية الطبِّية. ولكنّها تُجدِي في جميع أنواع الطرق، وفي مختلف الظروف.
سنتناول مثالاً يعتمد على شعور جسدي يعرفه الجميعُ، وهو الألم.
في عام 1996، جمع العلماءُ مجموعةً من الطلبة، وقالوا لهم إنَّهم سيُشاركون في دراسة على مُسكِّنٍ جديد، يُسمَّى "تريفاريكايين trivaricaine" وكان تريفاريكايين مُرطِّباً بنِّياً يُوضَع على الجلد ورائحتُه كالدواء. ولم يُخبر الأطبَّاءُ الطلابَ أنَّ هذا المرطِّب يحتوي في الواقع على ماء ويُود وزيت الزعتر فقط, وهذه المكوِّناتُ ليست أدويةً مُسكِّنة, بل كان مُسكِّناً وهمياً فقط.
وضع الأطبَّاءُ هذا المُرطِّبَ على سبَّابات جميع الطلاَّب، ولم يضعوه على كلا السبَّابتين, ثمَّ طلبوا منهم أن يضغطوا على كلا السبَّاباتين، فذكر الطلاَّبُ أنَّ الألمَ قد خفَّ في السبَّابة التي وُضعَ عليها المرطِّب, على الرَّغم من أنَّ هذا الدواء كان وهمياً.
يُوضِّح هذا المثالُ أنَّ التوقُّعات والمعتَقدات تُحدث نتائجَ حقيقيَّةً؛ فالطلاَّبُ توقَّعوا أنَّ هذا "الدواء" يُسكِّن الألم, لذا شعروا بتحسُّن, هذا هو تأثير الدواء الوهمي.
أظهرت البحوثُ الطبِّية أنَّ الدواءَ الوهمي كان له أثر في تسريع شفاء قرحة المعدة مُقارنةً بمدَّة الشفاء المعتادة.
تُظهر هذه النتائجُ المذهلة أنَّ تأثيرَ الدواء الوهمي حقيقيٌ وقوي، ويُمكن رؤيتُه واضحاً للعيان.
لا يُعدُّ هذا التأثيرُ "خِداعاً" للمريض أو حماقةً منه؛ فقد يحدُث هذا التَّأثيرُ للجميع حتَّى الأذكياء، وسواءٌ أكان الشخصُ يعرف تأثيرَ الدواء الوهمي أم لا.
جرى جمعُ الأدلَّة عن طريق إجراء اختبارات دقيقة على العلاج الوهمي. في هذه الاختبارات، وجد العلماءُ أنَّ العلاجَ يُسبِّب تحسُّناً بسبب تأثيرِ الدواء الوهمي وحدَه.
تمارس الأدلَّةُ دوراً هاماً في سياق الطبِّ؛ وهذا يعني أنَّ استخدامَ الأدوية التقليدية مبنيٌّ على أدلَّة علميَّة أثبتت فعَّاليتَها.
عندما يشعر المرضى بتحسُّنٍ بعدَ استخدام أحد الأدوية التي لم تثبت فعَّاليتُها، فإنَّ ذلك هو تأثير الدواء الوهمي فقط.
بطبيعة الحال، يُعدُّ التحسُّنُ الذي يحدث بعدَ تناول دواء وهمي تَحسُّناً مُرحَّباً به في عالم الطبِّ.
ولكن من المُهمِّ معرفةُ أنَّه بالنِّسبة لحالات صحِّية عديدة، هناك أدويةٌ أفضل من الأدوية الوهميَّة. إذا قرَّر الشخصُ تناولَ علاج لا يُعطي سوى تأثير الدواء الوهمي، فقد يُفوِّت عليه فرصةَ تحسُّن حالته الصحيَّة عندَ تناول أحد الأدوية المُثبَتة فعَّاليتها.
تَكون الطريقةُ الوحيدة لمعرفة ما إذا كان العلاجُ المُثبَت فعَّاليتُه يعمل بشكلٍ أفضل من العلاج الوهمي عن طريق التحقُّق من الأدلَّة.
عندما نسأل أيَّةَ أمٍّ جديدة عمَّا تفتقده بشكل خاص، فسيكون الجواب هو النوم على الأرجح. ولكن، يمكن للأساليب التَّالية أن تساعدَ الأمَّ (بشكلٍ خاص) وطفلها على النوم بشكلٍ أفضل.
في البداية، سيكون الطفلُ أو الرضيع بحاجةٍ إلى تغذية منتظمة ليلاً ونهاراً، وبذلك يجب أن تنامَ الأمُّ عندما ينام طفلها. ولا داعيَ للقلق بشأن روتين ما قبل النوم في الأيَّام الأولى؛ فالأمُّ تحتاج إلى النوم أيضاً، بحيث إذا استيقظت في الليل، يمكنها أن تنامَ قليلاً خلال النهار.
عندما يكون الطفلُ بعمر بضعة أسابيع، يبدو أكثرَ تأهُّباً وتيقُّظاً خلال النهار. وهذا هو الوقتُ المناسب لمساعدته على تعلُّم الفرق بين الليل والنهار. خلال النهار، يجب فتحُ السَّتائر، وممارسة الألعاب، ولا حاجةَ للقلق كثيراً من ضوضاء الحياة اليومية عندَ نوم الرضيع. أمَّا في الليل، فينبغي أن يكونَ التكلُّمُ بهدوء، مع الحفاظ على أضواء خافتة، وتجنُّب اللعب مع الطفل. وبذلك سوف يتعلَّم الطفلُ بسرعة أنَّ الليلَ هو وقت للنوم.
قد تشعر الأمُّ بأنَّها مستعدَّة لإدخال روتين وقت النوم عندَما يبلغ الطفلُ نحوَ ثلاثة أشهر من العمر. وحتى إذا بقيت الغفوات ومرَّات التغذية ليلاً غيرَ منتظمة، يمكن للانخراط في التهدئة عندَ اقتراب وقت النوم أن يكونَ مفيداً للجميع، حيث يجري الأمرُ خطوة بخطوة كما يلي:
● يُفضَّل أن تفعلَ الأمُّ الشيءَ نفسه كلَّ ليلة؛ فمعرفةُ ما سيحدث يجعل الطفلَ يشعر بالراحة والاسترخاء.
● البَدء بالتهدئة وتخفيف أيِّ نشاط في الغرفة قبلَ نحو ساعة من وقت نوم الطفل.
● يمثِّل الحمَّامُ في كثير من الأحيان وسيلةً جيِّدة لإنهاء يومٍ حافل. ويمكن إنهاءُ هذا اليوم بشيء ما، مثل ترديد أغنية أو اللعب مع بعض الدُّمى في الحمَّام.
● جَعل الأضواء خافتةً في الغرفة التي ينام الطفل فيها، لخلق جوٍّ أكثر هدوءاً.
● وَضع ملابس النوم (البيجامة) والحِفاظ الجديد على الطفل، وقراءة قصَّة أو سرد حكاية قبلَ النوم.
● وَضعُ الطفل في السَّرير على ظهره، ومعانقتُه وتَقبيلُة.
● ترديد أغنية أو نشيد مثلاً عندَ وضع الطفل في السَّرير.
● مغادرة غرفة الطفل وهو لا يزال مستيقظاً ومبتهجاً ومُستَرخياً، وبذلك سوف يتعوَّد الطفلُ على الخلود للنوم من تلقاء نفسه. وبهذه الطريقة، إذا ما استيقظَ الطفلُ في منتصف الليل، فمن الأرجح أن يعودَ إلى النوم من تلقاء نفسه.
يجب تركُ القليل من الوقت بين تغذية الطفل ووقت نومه؛ فإذا جرى إطعامُ الطفل لينامَ، فإنَّ الربطَ بين التغذية والنوم سوف يترسَّخ في ذهن الطفل. وعندما يستيقظ في الليل، سوف يرغب بالتغذية لمساعدته على العودة إلى النوم.
إذا أخد الطفلُ بالدَّمدمة والهَمهمة في الليل، فيجب تركُه لبضع دقائق، والانتظار ليهدأَ وحدَه.
يجب التعاملُ مع صياح أو بكاء الطفل بالطريقة نفسها في كلِّ ليلة؛ فإذا اندفعَت الأمُّ في إحدى الليالي مرَّةً واحدة نحو الطفل، بينما تركته يبكي لمدَّة بضع دقائق في ليلةٍ أخرى، فإنَّه لن يعرف ما هو منتظرٌ منها.
يقوم جميعُ المواليد الجدد بتَغيير أساليبهم في النوم والاستيقاظ؛ فعندما تعتقد الأمُّ أنَّها عرفت أسلوبَ رضيعها، ونامت نوماً جيِّداً في إحدى الليالي، ففي الليلة التالية قد تستيقظ كلَّ ساعتين.
لذلك، يجب أن تكونَ الأمُّ مستعدَّةً لتغيير الروتين مع نموِّ طفلها ودخوله في مراحل مختلفة (قد تحتاج الأمُّ إلى قطع غفوات الطفل خلال النهار مع زيادة عمره). ولنتذكَّر بأنَّ قفزاتِ النمو، والتَّسنين (ظهور الأسنان) والأمراض يمكن أن تؤثِّرَ جميعها في كيفية نوم الطفل.
يُعرَف هذا اللُّقاحُ (4-in-1 pre-school booster vaccine) بلقاح الخُناق Diphtheriaوالكزاز Tetanus والسعال الديكي (الشاهوق) Whooping cough وشلل الأطفال Polio، أو بشكلٍ مُبسَّط "اللُّقاح الدَّاعم قبلَ دخول المدرسة"، حيث يُعطى هذا اللُّقاحُ للأطفال بعمر ثلاث سنوات لتعزيز وقايتهم من الإصابة بالأمراض التالية:
● الخُناق (الدفتريا) Diphtheria.
● الكزاز Tetanus.
● السعال الديكي (الشاهوق) Whooping cough.
● شلل الأطفال Polio.
يزيد هذا اللُّقاحُ من مناعة الأطفال الذين جرى تلقيحُهم بشكلٍ روتيني ضدَّ هذه الأمراض خلال مرحلة الرضاعة، وذلك لفترةٍ أطول.
يُعطى اللُّقاحُ الدَّاعم 4 في 1 للأطفال في المرحلة السابقة لدخول المدرسة، وذلك عندما يكونون بعمرٍ يُقاربُ ثلاث سنوات وأربعة أشهر.
يتوفَّر نوعان مختلفان من لقاحات 4 في 1: يحتوي أوَّلهما على لقاح الخناق ذي الكفاءة المرتفعة (DTaP/IPV)، واسمه التجاري Infanrix-IPV؛ بينما يحتوي الآخر على لقاح الخناق ذي الكفاءة المنخفضة (dTaP/IPV)، واسمه التجاري Repevax.
وقد ثبتَ أنَّ كِلا اللُّقاحين يُوفِّران استجابات فعلٍ داعمة جيِّدة، لذلك فإنَّه من غير المهم معرفةُ أيّ النَّوعين الدَّاعمين حصلَ عليه الطفل قبلَ دخوله المدرسة.
توصَّلت التَّجاربُ السريريَّة إلى أنَّ أكثرَ من 99% من الأطفال الذين تَلَقَّوا اللُّقاح الدَّاعم قبلَ دخول المدرسة تظهر لديهم وقايةٌ من الكُزاز والخناق والسُّعال الديكي وشلل الأطفال.
تعمل هذه اللُّقاحاتُ على حماية الأطفال من هذه العدوى إلى أن يَتَلقَّوا الجرعة الدَّاعمة في سنِّ المراهقة، عندما تتراوح أعمارُهم بين 13-18 عاماً.
يُعَدُّ اللُّقاحُ الدَّاعم 4 في 1 السابق لدخول المدرسة آمنًا جدًا، حيث خضعَ لفحصٍ شملَ سلامةَ استعماله وجودته وفعاليَّته في مرحلة ما قبل الدخول إلى المدرسة، وذلك قبل منحه التَّرخيص، مثل مثله جميع اللُّقاحات. ولا يحتوي هذا اللُّقاح على الزئبق.
قد تظهر بعضُ الآثار الجانبيَّة عندَ بعض الأطفال الذين تلقَّوا هذا اللُّقاح الدَّاعمَ قبل المدرسة، مثل اللُّقاحات الأخرى، رغم أنَّ استعمالَه آمنٌ جدًّا.
يُعَدُّ اللقاحُ 5 في 1 5-in-1 vaccine، والمعروف أيضاً باسم لقاح الخُناق Diphtheria والكزاز Tetanus والسُّعال الديكي (الشَّاهوق) Whooping cough وشلل الأطفال Polio والمستدمية النَّزلية من النوع ب Haemophilus influenzae type b (والذي يُرمزُ له اختصاراً بالاسم DTaP/IPV/Hib vaccine)، أحد اللقاحات الأولى التي ينبغي أن يحصلَ عليها الرضيع. وهو يُحقنُ كجرعةٍ وحيدة لتعزيز وقاية الرضيع من الأمراض الخمسة السابقة.
يُعطى اللقاحُ 5 في 1 على ثلاث جرعاتٍ منفصلة، وذلك عندما يكون الرضيعُ بعمر شهرين وثلاثة أشهر وأربعة أشهر.
يعمل هذا اللقاحُ بشكلٍ جيَّد، ويوفِّر مناعةً جيِّدةً جدَّاً ضدَّ الإصابة بالخُناق Diphtheria والكزاز Tetanus والسعال الديكي (الشاهوق) Whooping cough وشلل الأطفال Polio والمستدمية النزلية النوع ب Haemophilus influenzae type b.
يُعدُّ استعمالُ اللقاح 5 في 1 آمناً جداً. فهو من اللقاحات المُعطَّلة، ممَّا يعني أنَّه لا يحتوي على أيَّة كائناتٍ حيَّة. لذلك، لا يوجد أيُّ خطرٍ من أن يُصابَ الرضيع بمرضٍ من الأمراض التي يَقِي اللقاحُ منها.
كما قد تظهر بضعةُ آثار جانبيَّة أيضاً، رغم أنَّه من الشائع بين الرُّضَّع حدوثُ بعضُ التهيُّج والاحمرارٍ الطفيف قصير الأجل وظهور تورُّم في مكان الحقن.
يُعَدُّ الكواشيوركور (سوء تغذية البروتين والطاقة) Kwashiorkor أحدَ أشكال سوء التَّغذية الذي غالباً ما يُصيب الأطفالَ في المناطق النَّامية في العالم، عندما تتعرَّض لمجاعة أو تكون مصادرُ الطعام محدودة.
العلامةُ الرئيسيَّة للإصابة بداء كواشيوركور هي وجود الكثير من السوائل في أنسجة الجسم، ممَّا يؤدِّي إلى حدوث تورُّم تحت الجلد (وذمة oedema). يبدأ التَّورُّمُ في الساقين عادةً، ثم قد يشمل كاملَ الجسم، بما في ذلك الوجه. كما قد تظهر الأعراضُ التَّالية أيضاً:
وقد تكون الحالةُ مُميتةً إذا تُرِكَت دون علاج لمدَّةٍ طويلة.
يُلاحَظُ داءُ كواشيوركور بشكلٍ شائعٍ في المناطق النَّامية في العالم التي لا توجد فيها مصادرُ ثابتةٌ للتغذية، وخصوصاً في البلدان التي يكون نظامُها الغذائي الرئيسي مُكوَّناً من الذرة والأرز والبقوليَّات، والتي تفتقد بشكلٍ رئيسي إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن؛ إلاَّ أنَّ السببَ الرئيسي للإصابة يبقى غير معروف.
نادراً ما تحدث هذه الحالةُ في البلدان المُتطوِّرة، رغم أنَّها قد تحدث أحياناً نتيجةَ الإهمال الشديد أو المرض المزمن أو ضعف الثقافة الغذائية، أو الخضوع لنظام غذائي صارم.
يمكن أن يُصيبَ داءُ كواشيوركور الأشخاصَ من كلِّ الأعمار، ولكنَّه يكون أكثرَ شيوعاً عند الأطفال.
يمكن تشخيصُ داء كواشيوركور اعتماداً على مظهر الجسم ومعرفة النِّظام الغذائي للمريض ومستوى الرعاية الذي يحصل عليه.
هناك حالاتٌ صحيَّةٌ أخرى يمكن أن تُسبِّبَ الوذمة وغيرها من أعراض الإصابة بداء كواشيوركور. ويمكن إجراءُ اختبارات دمويَّة وبوليَّة لاستبعادها ولمعرفة تأثير داء كواشيوركور في الجسم، ومن ذلك قياسُ مستويات البروتين والسكَّر في الدَّم، والتَّحقُّق من عمل الكبد والكُلى، وتحرِّي الإصابةٍ بفقر الدم وقياس مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم.
كما قد تشتملُ الاختباراتٌ إجراء قياسات النمُّو وحساب مؤشِّر كتلة الجسم Body mass index (BMI) وحساب مُحتوى الجسم من الماء وأخذ خزعة جلديَّة وتحليل عيِّنات من الشعر.
يمكن علاجُ داء كواشيوركور أحياناً عند اكتشاف الإصابة به مبكِّراً، وذلك بتناول الأطعمة التي يكون فيها الحليبُ المادةَ الرئيسيَّة في تحضيرها أو الأغذية العلاجيَّة الجاهزة للاستعمال Ready-to-use therapeutic food (RUTF)، والتي تكون مُحضَّرةً غالباً من زبدة الفول السوداني والحليب المجفَّف والسُّكَّر وزيت الخضروات ومُضافاً إليها الفيتامينات والمعادن.
ويمكن إعطاءُ العلاج بشكلٍ مُركَّزٍ أكثر في الحالات الشديدة، أو عند حدوث مضاعفاتٍ، مثل حالات العدوى، وذلك بإقامة المريض في المستشفى.
وفي المستشفى، سوف يتضمَّن علاج المريض ما يلي:
يستغرق استكمالُ هذه الخطة العلاجية مدَّة تتراوح بين 2-6 أسابيع عادةً. ويُعَدُّ اللعبُ والنشاط من أساسيات الخطة العلاجية، وكذلك توفير رعايةٍ وتغذيةٍ كافيتين في المنزل.
يعتمد نجاحُ علاج المصاب بداء كواشيوركور على شدَّة الحالة عند بداية العلاج.
يكون مآلُ الحالة جيِّداً في العادةً إذا بدأ العلاج مُبكِّراً، رغم وجود احتمالٍ لعدم حدوث نموٍّ كاملٍ عند الطفل.
وقد يُعاني الشخصُ المُصاب بداء كواشيوركور من إعاقاتٍ فكريَّة وجسديَّة إذا تأخَّر علاجُه إلى مراحل مُتأخِّرة من المرض.
ويمكن أن يموتَ الشخصُ إذا لم تُعالَج الإصابةُ، أو إذا تأخَّر علاجها كثيراً.
السَّغل Marasmus هو نوعٌ آخرٌ من سوء التَّغذية، ينتشر في المناطق النَّامية من العالم، والتي تُعاني من عدم استقرار مصادر الغذاء.
وترتبط الحالةُ بشكلٍ عام مع نقص البروتينات والسُّعرات الحراريَّة والعناصر الأخرى في النِّظام الغذائي. وخلافاً لداء كواشيوركور، فإنَّ المُصابَ بالسَّغلَ يميلُ إلى فقدان كميةٍ كبيرةٍ من الدهون ومن حجم العضلات دون حدوث أيِّ تورُّم (وذمة) مرتبط بالحالة.
وليس من الواضح تماماً سببُ حدوث السَّغل عند بعض الأطفال الذين يُعانون من سوء التَّغذية الشديد، بينما يحدث داءُ كواشيوركور عند آخرين، ويعتقد الكثير من العلماء أنَّه لا ينجم عن سوء النِّظام الغذائي فقط، حيث يمكن لكلتا الحالتين أن تحدثا عند الأطفال الذين يخضعون لنظامٍ غذائيٍّ متشابهٍ جدَّاً.
يُعالَجُ السَّغلُ عادةً بنفس طريقة علاج الكواشيوركور.