يعتقد كثيرٌ من الناس أنَّ الاكتئاب يصيب البالغين فقط. لكن، في الواقع، يمكن للاكتئاب أن يصيبَ الأطفال والمراهقين أيضاً.
في بريطانيا، على سبيل المثال، بلغت نسبةُ الأطفال الذين يعانون من اضطراب نفسي ملحوظ 10٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 16 عاماً، حيث إنَّ 4٪ من الأطفال يعانون من اضطراب وجداني مثل القلق أو الاكتئاب.
والمشكلةُ بالنسبة للوالدين هي أنَّ الاكتئاب عند الأطفال قد يصعب كشفُه.
هناك طرقٌ لمعرفة الفرق بين لحظات السعادة والتعاسة العادية، وبدايات مشكلة صحِّية نفسية أكثر خطورة.
يقول الخبراء: "العلاماتُ الواضحة التي يجب الانتباهُ إليها تتضمَّن تردِّياً في الحالة المزاجية، وعلامات الحزن مع البكاء أو التهيُّج التي قد لا تكون متعلِّقةً بأيِّ شيءٍ محدَّد.
كما يجب الانتباهُ إلى ردَّات الفعل عندما يحدث شيءٌ محزن؛ على سبيل المثال، عندما يموت شخصٌ ما، فمن الطبيعي أن يشعرَ أيُّ فردٍ في العائلة بالأسى، ولكن إذا شعر الوالدان أنَّ ردةَ فِعل الطفل مفرطة جداً أو أنَّها استمرَّت لفترة طويلة جداً، عندئذٍ يمكن أن تكونَ علامةً على الاكتئاب أيضاً".
يضيف خبيرٌ آخر فيقول: "إذا كان مزاجُ الطفل يؤثِّر في أدائه وواجباته اليومية، فهذه علامةٌ على وجود مشكلة صحِّية نفسيَّة ينبغي التحقُّقُ منها.
إذا كان الشاب غيرَ قادر على متابعة تحصيله في المدرسة، وفقد الاهتمام بالأشياء التي كانت محطَّ اهتمامه سابقاً، فإنَّ هذا هو مؤشِّر كبير، فضلاً عن زيادة العزلة الاجتماعية أيضاً. إنَّ هذه دلائل على أنَّ تردِّي الحالة المزاجية يتسبَّب في اضطراب هام".
إذا شعر الآباءُ أنَّ الطفل يعاني من الاكتئاب، فقد يكون من الصعب معرفة ما ينبغي القيام به.
إنَّ أوَّلَ شيء يجب القيام به هو التحدُّث إلى الطفل، ومحاولة معرفة ما يقلقه. ومهما يكن سبب المشكلة، لا ينبغي التقليل من شأنها؛ فربَّما لا يكون مشكلةً كبيرةً بالنسبة للوالدين، لكنها قد تكون مشكلة كبيرة بالنسبة للطفل.
وإذا انشغل بالُ الوالدين بشأن طفلهم بعد التحدُّث إليه، فعليهم أن يُراجعوا الطبيب.
إذا كان الأمرُ يتطلَّب مزيداً من العلاج، فهناك العديد من الخيارات، تتضمَّن خدمات المشورة للشباب، أو العلاج الأسري، أو العلاج السلوكي المعرفي الذي هو نوعٌ من العلاج بالكلام. قد يُفكِّر الطبيبُ أيضاً بوصف الأدوية المضادَّة للاكتئاب، ولكن ذلكَّ يكون في الحالات الشديدة فقط.
إذا شعر الآباء، في أيَّة مناسبة، بقلق تجاه طفلهم من أنَّه قد يكون عرضةً للاكتئاب، يمكنهم أن يساعدوا على منع وقوع ذلك لديه، من خلال جعل الأطفال يشعرون بأنَّ آباءهم موجودون من أجلهم هم فقط.
إنَّ جميعَ الأطفال والشباب في حاجة إلى الشعور بالاحترام والتقدير والحب من قِبل الآخرين، ويحتاجون إلى إقامة صِلات مع الذين يقدِّمون لهم الرعايةَ (الوالدان عادةً)، حيث يشعرون بعطف آبائهم عليهم بطريقةٍ إيجابية، لا لشيءٍ إلاَّ لأنَّهم أبناؤهم.
فهذا الأمر مفيدٌ في حماية الشاب من إصابته بالاكتئاب.
لقد طرأ تعديلٌ جذري على الوجبات الغذائية المدرسية، ولكن ماذا عن صناديق الغداء التي يُعلِّب بها الآباء طعامَ أطفالهم؟
من الأهمِّية بمكان التأكُّد من أنَّ صناديق أو عبوات الغداء، التي يأخذها الأطفالُ معهم إلى المدرسة، تؤمِّن غذاءً صحِّياً ومتوازناً.
وهذا يعني زيادةَ الأطعمة التي تحتوي على المواد المغذِّية التي يحتاج إليها الأطفال، والإقلال من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكَّر والدهون المشبَعة (الضارَّة بالصحَّة).
ينبغي أن تحتوي وجبةُ الغداء المدرسية المتوازنة على ما يلي:
الأطعمةُ النشوية هي مصدر جيِّد للطاقة، وينبغي أن تشكِّلَ ثلث صندوق الغداء؛ ولكن لا ندع الأمورَ تصبح مملَّة؛ فبدلاً من السندويتش يُمكننا أن نعطي الأطفال الكعك والخبز؛ هذا وينبغي استعمال الخبز الأسمر، أو خبز الحبوب الكاملة أو المحتوي على البذور، وليس الخبز الأبيض.
يرغب الأطفالُ غالباً في الأطعمة التي يمكنهم تناولها بأصابعهم، لذلك ينبغي تقطيع الخضار الطازجة لهم مثل الجزر أو الفليفلة، وإعطائهم الحمُّص أو الزبادي لكي يغمسوا الخضار فيها. إنَّ الخبز الصامولي والرقائق المخبوزة من الحبوب الكاملة هي من الأطعمة المهمَّة التي يمكن تناولها بالأصابع، ويمكن دهنها بالجبنة الطرية القليلة الدسم، أو تناولها مع الجبن قليل الدسم والمخلَّل.
ينبغي استبدالُ الكعك والشوكولاته بالفواكه الطازجة أو الفواكه المجفَّفة أو المكسَّرات غير المملَّحة. كما يُفضَّل تنويع الفواكه كلَّ يوم، وتشجيع الأطفال على تناول أشياء جديدة في كلِّ مرَّة، مثل الكيوي أو البطيخ.
يمكن للآباء أن يُشكِّلوا سلطةَ فواكه لذيذة أيضاً؛ ويفضَّل أن يخترعوا تشكيلات جديدة، مع تشجيع أطفالهم على تجريب أشياء جديدة.
قد يستغرق الأمرُ بعضَ الوقت ليعتاد الأطفالُ على صندوق الغداء الصحِّي، ولكنَّه يستحق ذلك من أجل صحَّتهم، لذلك يجب المحافظة على الاستمرار به.
كما يمكن مساعدةُ الأطفال أيضاً من خلال تناول مجموعة واسعة من الأطعمة والفاكهة والخضار في المنـزل، كأسرة واحدة.
يمكن لقراءة الملصَقات الموجودة على المواد الغذائية الموجودة في الأسواق أن تساعدَ على شراء أغذية صحِّية من أجل طعام الغداء للأطفال، ومن أجل وجبات الطعام العائلية.
يمكن الاحتفاظُ بالشوكولاته والكعك إلى وقت المناسبات. ويجب أن نتذكَّر الثَّناءَ على أطفالنا عندَ تناولهم شيئاً جديداً لإظهار التشجيع لهم.
يمكن اتِّباعُ هذه النَّصائح التي قد تساعد المراهِقَ على النوم بشكلٍ أفضل، حيث يمكن للأهل الاستفادة من هذه النصائح في توجيه أولادهم.
● التحدُّث إلى المراهق عن الأشياء التي تُقلِقه؛ فهذا يساعده على وضع مشاكله في منظورها أو سِياقها الصحيح.
● التأكيد على أهمِّية النوم للمراهق؛ فقد تبيَّن أنَّه مفيدٌ للذاكرة والأداء. ولذلك، يُوصى بأن يكونَ الحدُّ الأدنى من النوم هو 8-9 ساعات في ليالي المدرسة.
● تشجيع المراهق على القيام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدَّة لا تقلُّ عن 60 دقيقة كلَّ يوم، بما في ذلك مختلفُ الأنشطة البدنية.
● التَّقليل من تناول الكافيين (الموجود في بعض المشروبات، مثل الكولا والشاي والقهوة)، فهو يتعارض مع عمليَّة النوم، ويمنع النومَ العميق.
● تَعليم المُراهِق أنَّ الافراطَ في تناول الطعام أو التقليل كثيراً منه على مقربةٍ من وقت النوم قد يمنع النومَ بسبب فرطِ امتلاء المعدة أو خَوائها. وهذا ما يمكن أن يكونَ سبباً لعدم الراحة أو الانزعاج طوالَ الليل.
● تَشجيع المراهِق على أن يكونَ له روتينٌ خاص وقتَ النوم، حيث يمكن أن يفعلَ الأشياءَ نفسها وبالترتيب نفسه قبلَ النوم، ممَّا يساعد على الخلود للنوم، مثل بعض القراءة.
● التأكُّد من توفير بيئةٍ جيِّدة للنوم، من حيث الغرفةُ المظلمة والمعتدلة الحرارة والهادئة والآمنة والمريحة.
● تجنُّب وجود تلفزيون في غرفة النوم، لأنَّ ضوءَ جهاز تلفزيون أو شاشة الحاسوب يسبِّب معظمَ المشاكل.
● ضَمان حُصول المراهِق على سريرٍ أو فراش مريح، وتشجيعه على اختيار ما يناسبه.
● يجب أن نتذكَّرَ بأنَّ العاداتِ المكتسبةَ في مرحلة المراهقة غالباً ما تصبح عاداتٍ طوالَ الحياة. لذلك، يجب التأكيد على تَعلُّم عادات نوم جيِّدة في وقت مبكِّر من العمر.
يَنبَغي تَفريشُ brushing أسنان الطِّفل حالما تبدأ بالبزوغ في الفم، ويمكن استخدامُ فرشاة خاصَّة بالأطفال مع كمِّية صغيرة من معجون الأسنان لتحقيق ذلك.
لا داعيَ للقلق إن لم يتم القيامُ بتفريش أسنان الطفل كثيراً في البداية؛ فالغايةُ من هذا الفعل هو أن يعتادَ الطِّفلُ على تفريش الأسنان، ويجعل ذلك جُزءاً من روتينه اليَومي. ويجب تقريبُ مفهوم التَّفريش للطفل عن طريق ضرب الأمثلة، وجعله يراقب عمليةَ التَّفريش بواسطة مرآة.
يجب اصطحابُ الطِّفل إلى عيادة طبيب الأسنان عندَ زيارة أحد الوالدين إليها لمعالجة أسنانه، وذلك كي يألفَ الطفلُ العيادةَ ويعتادَ عليها.
تُسَبِّب الموادُّ السكَّرية نخرَ الأسنان؛ فلقد أظهرت الدِّراساتُ أنَّ الأطفال الذين يَتناولون المواد السكَّرية كلَّ يوم ترتفع لديهم نسبةُ الإصابةُ بنخر الأسنان بمعدَّل الضِّعفين مُقارنةً مع الأطفال الذين يتناولون كمِّيات أقلَّ من المواد السكَّرية.
وهذا لا يتعلَّق بالمقدار المتناوَل من المواد السكَّرية فقط، ولكن بالطريقة التي يحصل فيها تَماسُ الأسنان مع المواد السكَّرية. ويعني ذلك أنَّ السَّوائل المُحلاَّة والمقدَّمة للطفل بواسطة زجاجة الإرضاع أو كوب التغذية، أو المصَّاصات، هي ذات أثر ضارٍّ كبير على الأسنان، لأنَّها تُسبِّب إغراقَ الأسنان بالمواد السكَّرية ولفترة زمنية طويلة. كما يمكن للمَشروبات الحمضيَّة أن تؤذي الأسنانَ، مثل عصير الفواكه وعصير اللَّيمون. ولذلك، يُنصَح بتقديم هذه المشروبات للطفل في أثناء الوجبات وليس فيما بينها.
تُساعِد الإجراءاتُ التَّالية على إنقاص كمِّية السكَّر في النظام الغذائي للطفل، ومنع النَّخر السنِّي:
يعدُّ السَّكروز sucrose والغلوكوز glucose والدِّكستروز dextrose والمالتوز maltose والفركتوز fructose والنَّشاء المُحَلمَه hydrolysed starch كلُّها من السكَّريات. كما أنَّ السكَّر أو الشَّراب المنقَلِب والعسل والسكَّر الخام والسكَّر الأسمر وقصب السكَّر وعصير الفاكهة المركَّز كلها من السكَّريات أيضاً.
بالرَّغم من أنَّ المالتُودِكسترين (الدِّكسترين المالتوزِيُّ) Maltodextrin ليس سكَّراً، إلاَّ أنَّه قد يُسبِّب نخرَ الأسنان.
تُلقي إصابةُ الطفل بالبدانة مسؤوليةً كبيرةً على كاهل ذويه، إذ يتوجَّب عليهما مساعدتَه على استعادة وزنه الطبيعي واكتساب جسمٍ رشيقٍ وصحِّي مع تقدُّمه في النمو.
كثيراً ما تُلازم مشكلةُ البدانة الطفلَ حتى بلوغه، ووصوله إلى سنِّ الرشد، وهذا ما يعرّضه إلى مشاكل صحيّة كثيرة، كالإصابة بالداء السكري من النمط الثاني، أو مرض القلب، أو بعض أنواع السرطان.
وفي المقابل، أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أن الأطفالَ الذين يتمتعون بوزنٍ صحيٍ يميلون لأن يكونوا أكثرَ رشاقة وصحّة، ويُبدون قدرةً أكبر على التعلُّم، وتكون لديهم مستوياتٌ أعلى من الثقة بالنفس؛ كما أنَّهم يكونون أقلَّ عُرضة للمضايقات والإزعاج من زملائهم.
يمكن لوالدي الطفل البدين أن يُشجِّعا طفلهما على اكتساب عاداتٍ صحيةٍ تُساعده على بلوغ وزنٍ صحيٍ أكثر (كممارسة الرياضة والالتزام بنظامٍ غذائي صحِّي).
وسنقدِّم في هذا المقال بعضَ النصائح العملية في سبيل ذلك.
ينبغي على الوالدين الاستماع للطفل، ومحاولة فهم مشاعره تجاه ما يعانيه من وزنٍ زائد؛ فغالباً ما يُدرك الطفلُ البدين بأنَّه يواجه مشكلةً مع وزنه، ولذلك فهو بحاجة إلى الكثير من الدعم النفسي والتعاطف، والشعور بأنَّه محبوبٌ بغضِّ النظر عن شكل جسمه، وأنَّ والديه لا يُريدان إلاَّ مساعدتَه على التخلُّص من هذه المشكلة، وأنَّه قادرٌ بالفعل على مواجهتها والتغلُّب عليها.
نورد فيما يلي خمسَ نصائح للوالدين حول كيفية مساعدة ابنهما البدين على تجاوز مشكلة البدانة لديه، واكتساب وزنٍ صحِّي:
إنَّ النصائحَ الواردة في هذا المقال موجَّهةٌ لذوي الطفل البدين الذي لا يعاني من مشاكل صحِّية نوعيّة؛ أمَّا إذا كان الطفلُ يعاني من حالة مرضية ما، فقد لا تكون هذه النصائحُ مناسبةً له، وينبغي على ذويه استشارة الطبيب.
من أفضل الطرق لتعليم الطفل العادات الصحِّية، وتشجيعه على الالتزام بها، هو تقديمُ النموذج الحيّ له، حيث ينبغي على والديه الالتزام بهذه العادات الصحِّية قبلَ أن يطلبا منه ذلك.
يمكن للوالدين ممارسة رياضة الجري أو ركوب الدرَّاجة بدلاً من مشاهدة التلفاز أو تصفُّح الإنترنت، أو مشاركة الطفل لعبه في الحديقة، وهو ما سيُشعره بمتعة اللعب والقيام بالنشاط الجسدي.
ينبغي التدرُّجُ في تعديل نظام وجبات الطفل، وأن يشملَ هذا التعديلُ جميعَ أفراد الأسرة؛ فمن شأن ذلك أن يزيدَ من قبول الطفل لهذا التعديل والالتزام به.
لا يحتاج الأطفالُ البدينون لممارسة الرياضة أو غيرها من النشاطات الجسدية بمُعدَّلاتٍ أكبر من الأطفال الذين لا يعانون من البدانة، حيث إنَّ زيادةَ حجم جسم الطفل البدين تعني أنه سيستهلك مقداراً أكبر من الطاقة عند ممارسة نفس النشاط الجسدي.
يحتاج جميعُ الأطفال إلى ممارسة النشاطات الجسدية لمدة ساعة يومياً على الأقل، وليس من الضروري أن تكونَ هذه المدَّةُ متواصلة، بل يُستحسَن أن تكونَ على دفعات أو مراحل، بحيث تدوم كلُّ مرحلة خمسَ أو عشر دقائق.
بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، يمكن للنشاط الجسدي أن يتمثَّلَ بممارسة لعبة حركيَّة، كألعاب الكرات، أو المطاردة، أو ركوب الدراجات ذات العجلات الثلاث، أو غير ذلك.
أمَّا بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيمكن للنشاط الجسدي أن يتمثَّلَ بركوب الدرَّاجة الهوائية، أو السباحة، أو الجري، أو القفز على الحبل، أو الذهاب إلى المدرسة سيراً على الأقدام، أو غير ذلك.
إذا كان الطفلُ غيرَ معتادٍ على ممارسة النشاطات الجسدية، فينبغي تشجيعُه على البدء بذلك بشكلٍ تدريجي حتَّى يصلَ إلى معدَّل 60 دقيقة يومياً. ومن الأفضل أن يقومَ الطفلُ باختيار النَّشاط الجسدي الذي يُناسبه بنفسه، فمن شأن ذلك أن يُساعدَه على الالتزام به والمواظبة عليه.
يُعدّ المشيُ أو ركوبُ الدراجة لقطع المسافات القصيرة بدلاً من استخدام السيارة أو وسائل النقل العام طريقةً ممتازة لممارسة النَّشاط الجسدي بالمشاركة مع باقي أفراد الأسرة، كما أنَّه وسيلةٌ جيدةٌ لتوفير النقود.
ينبغي تجنُّبُ تقديم وجبات طعامٍ كبيرة للطفل.
وكقاعدة عامة، يجب أن تُقدَّمَ للطفل وجبةُ طعامٍ صغيرة، وألاَّ تُضافَ إليها كمِّية جديدة إلا إذا طلب الطفل ذلك أو أظهر عدمَ الشعور بالشبع.
ينبغي عدمُ إكراه الطفل على تناول كامل كمِّية الطعام في صحنه، أو الطلب إليه بأن يأكل أكثر من رغبته. كما ينبغي عدمُ تقديم الطعام للطفل في الصحون أو الأطباق المخصَّصة للبالغين؛ فمن شأن ذلك أن يشجِّعَه على تناول المزيد من الطعام.
ينبغي الحذرُ من الأطعمة الغنية بالسّعرات الحرارية. ومن جهة أخرى، ينبغي الموازنةُ بين عدد السُّعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفلُ يومياً وعدد السعرات التي يستهلكها في نشاطاته المختلفة، فمن شأن ذلك أن يُساعدَه على الحفاظ على جسم رشيق وصحِّي.
يحتاج الأطفالُ، مثلهم مثل البالغين، إلى تناول خمس حصص أو أكثر من الفواكه والخضروات يومياً، وذلك لأنها مصادرُ غنيةٌ بالفيتامينات والمعادن والألياف.
من المفترض ألاَّ يكونَ ذلك صعباً، وخاصةً أنَّ هنالك العديد من أصناف الفواكه والخضروات التي تفي بهذا الغرض، سواءٌ أكانت طازجة أم مُعلّبة أم مُجمّدة أم مجفَّفة. كما تدخل العصائرُ الطبيعية والبقوليات ضمن هذا الباب أيضاً.
ينبغي منعُ الطفل عن الإكثار من الأطعمة السكرية أو الغنية بالدهون، مثل الحلويَّات أو الكيك أو البسكويت أو المشروبات الغازية
كما ينبغي أن يحرصَ الأهلُ أيضاً على أن يكونَ معظمُ مدخول طفلهم من السُّعرات الحرارية من مصادر صحِّية، كالخضار والفواكه، والأطعمة النشوية (مثل الخبز والبطاطا والمعكرونة والأرز، وخاصَّة ذو الحبة الكاملة)، وأن يستبدلوا المشروبات الحلوة بالماء النقي.
ينبغي تشجيعُ الطفل على تقليص عدد ساعات جلوسه أو استلقائه، وتحديد عدد الساعات التي يمضيها الطفلُ في وضعيَّات ساكنة، مثل مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو أو استخدام الهاتف المحمول أو الأجهزة اللوحية.
لا يوجد عددٌ محدَّد من الساعات يصف ما هو كثير وما هو قليل في هذا الصدد؛ ولكن، ينصح الخبراءُ بعدم جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز لأكثر من ساعتين يومياً، وبإزالة جميع أشكال الشاشات (بما فيها الهواتفُ الذكية والأجهزة اللوحية) من غرف النوم، وخاصةً في الليل.
ومن جهةٍ ثانية، فإنَّ النومَ مُفيدٌ جداً للحفاظ على رشاقة الطفل؛ فقد أظهرت الدراساتُ بأنَّ الأطفالَ الذين لا يحصلون على كفايتهم من النوم يكونون أكثرَ عُرضةً لزيادة الوزن. كما يمكن لنقص عدد ساعات النوم أن يؤثِّرَ في سلوكهم ومزاجهم.
يواجه الطلاَّبُ مشاكلَ صحِّيةً معيَّنة. ونذكر هنا خمس طرق للتحكُّم بالصحة، والإبقاء على صحَّة جيِّدة قدرَ الإمكان في فترات الدراسة.
يمكن للاختصاصيين في مجال الصِّحة، الذين يتفهَّمون احتياجات الطلاَّب، أن يُقدِّموا الدَّعمَ المناسب لهؤلاء الطلاَّب.
إنَّ بُعدَ الطالب عن منـزله لأوَّل مرَّة، مع ما يتعرَّض له من ضغوط دراسيَّة وأعباء مالية، كلُّ ذلك يُمكنه أن يؤدِّي إلى حدوث مشاكل نفسيَّة لدى هذا الطالب، بما في ذلك القلقُ والاكتئاب.
ولذلك نقدِّم خمسَ نصائح تتعلَّق بالصحَّة لدى الطلاَّب، لاسيَّما المستجدِّين منهم:
إذا كان الطالبُ سيمكث معظمَ أيَّام السنة الدراسيَّة - على غرار معظم الطلاَّب - في مكان قريب من موقع الجامعة أكثر ممَّا سيمكث عند عائلته، عندئذٍ عليه أن يقومَ بالتسجيل عند أحد الأطباء العامِّين القريبيبن من مكان الجامعة في أقرب وقتٍ ممكن. وبهذه الطريقة، يمكن الحصولُ على الرعاية في حالات الطوارئ عندَ الحاجة، وكذلك الحصول على الخدمات الصحِّية بسرعة وسهولة في أثناء وجود الطالب في الجامعة.
ومن الضروري القيامُ بعملية التسجيل عندَ الطبيب لاسيَّما إذا كان لدى الطالب حالةٌ مرضيَّة تتغيَّر باستمرار، مثل مرض السكَّري أو الربو أو الصرع. ويُفضَّل أن يكونَ ذلك في غضون بضعة أيَّام من بدء الدراسة الجامعية لتقييم حالتهم الصحِّية والأدوية التي يتناولونها.
ويمكن اختيارُ أيِّ طبيب عام في المنطقة التي يقيم فيها الطالبُ بهدف التسجيل عنده. ويبقى المركزُ الصحِّي الملحق بالكلِّية أو الجامعة هو الأنسب على الأرجح للطالب. ويكون الأطبَّاء الذين يعملون فيه من ذوي الخبرة في مجال الاحتياجات الصحِّية للطلاب، حيث إنَّ للعديد من المراكز الصحِّية التابعة للكليات الجامعيَّة ارتباطاتٌ جيِّدة مع المتخصِّصين، مثل الأطبَّاء النفسيين والأطباء المتخصِّصين في الطبِّ الرياضي والمعالجين النفسيين والمستشارين والمعالجين الفيزيائيين.
بالنسبة لمشاكل الأسنان عندَ الطلاب، لا يمكن معالجتُها عندَ الأطبَّاء العامين، لذا ينبغي أن يجري التسجيلُ عند طبيب أسنان في الحيِّ.
توصي الجامعاتُ والكلِّيات الطلاَّبَ بالحصول على التطعيمات ضدَّ الحمَّى الشَّوكية (أوالتهاب السحايا من النوع "سي")، والنُّكاف قبلَ البدء في دراستهم الجامعيَّة.
ومع أنَّ هذا النوعَ من الأمراض المُعدِية نادرٌ، ولكنَّها أكثر شيوعاً بين الطلاب؛ وهما من الأمراض المعدية الخطيرة؛ فالحمَّى الشوكية يمكنها أن تسبِّبَ الوفاة، والنكاف يمكنه أن يسبِّب ضرراً في الخصوبة.
إذا لم يكن قد جرى تطعيمُ الطالب ضدَّ التهاب السحايا "سي" أو النكاف، فعليه أن يأخذَ التطعيمات عند طبيبه.
إذا كان الطالبُ مُصاباً بالربو، ويتناول الكورتيزون عن طريق البخَّاخات الاستنشاقية، ينبغي عليه أن يحصلَ على التَّطعيم السنوي ضدَّ الأنفلونزا. كما يجب عليه أيضاً الحصولُ على تطعيم ضدَّ الأنفلونزا إذا كان لديه مرضٌ مزمن خطير، مثل المرض الكلوي.
تكون حياةُ الطلاَّب مشهورةً بقلَّة النوم باكراً وتناول الطعام الصحِّي؛ ولكن، عندما يحصل الطالبُ على قسطٍ كافٍ من النوم ويتناول الطعامَ بشكلٍ جيِّد، فهذا يعني أنَّ فرصَه في البقاء بصحَّة جيِّدة ستكون أفضل. وسوف يشعر بأنَّه أكثرُ نشاطاً ومُجهَّزٌ بصورة أفضل للتعامل مع الدراسة والاختبارات.
إنَّ تناولَ الطعام المناسب لا يعني بالضرورة أنَّه يكلِّف الكثيرَ من المال، وغالباً ما يكون أرخصَ من الوجبات السريعة. إنَّ قضاءَ بعض الوقت في طهي وجبات بسيطة بدلاً من تناول الطعام في المطاعم أو شراء وجبات جاهزة هو أيضاً أمرٌ مفضَّل من الناحية الصحيَّة.
ويمكن أن يشتري الطلاَّب كتاباً في الطَّبخ، حيث يقدِّم لهم بعضَ الأفكار. يجب تناولُ خمس حصص من الفواكه والخضار في اليوم، وشراء الخبز الكامل والمعكرونة بدلاً من الخبز الأبيض، والحدُّ من تناول الوجبات السريعة إلى أقلَّ ما يُمكن.