لقد أظهرَت الأَبحاثُ أنَّ الخطَّةَ الصحِّية التَّالية للأَكل يمكن أن تُقَلِّلَ من خطر حُدوثِ ارتفاع ضَغط الدَّم من جهة، كما تُنقِص ضغطَ الدَّم المرتفِع أيضاً.
تُنقِص الأطعمةُ النَّباتيَّة بوجهٍ عام مستوياتِ ضغط الدَّم، وتُقلِّل معدَّلَ وُقوع ارتفاع ضَغط الدَّم وأمراض القَلب الأخرى. ويعتقد العلماءُ بأنَّ النِّظامَ الغِذائي النَّموذجي يحتوي على الكثير من البُوتاسيوم والكَربوهيدرات المعقَّدة والدُّهون غير المُشبَعة والألياف والكالسيوم والمغنـزيوم والفيتامين C والفيتامين A، فكلُّ هذه المواد يمكن أن تكونَ ذات أثر إيجابي في ضغط الدَّم.
لقد تَبيَّنَ أنَّ النِّظامَ الغِذائي الغنيَّ بالأَلياف فعَّالٌ في الوقاية من عِدَّة أشكال من أمراض القلب والأوعية، بما فيها ارتفاعُ ضغط الدَّم، ومعالجتها. ولكن، تُعَدُّ أَنماطُ الأَلياف الطعاميَّة هامَّةً. ومن أكثرها منفعةً في ارتفاع ضغط الدَّم الأليافُ الذوَّابة في الماء والمكوِّنة للهُلام، مثل نخالة الشُّوفان وقشرة التفَّاح وبزور القَطُّوناء psyllium seeds وصمغ الغوار guar gum. كما أنَّ هذه الأليافَ، فَضلاً عن دَورِها في معاكسة ارتفاع ضَغط الدَّم، تفيد في تقليل مستويات الكولستيرول وتعزيز نقص الوزن وسحب المعادِن الثَّقيلة .... أيضاً.
يؤدِّي السَّكروز sucrose، وهو السكَّرُ الشَّائع في الاستِخدام، إلى رفع ضَغط الدَّم. ولكنَّ الآليَّة التي تقف وراء ذلك لا تَزال غيرَ مفهومة بشكلٍ واضِح. ومن الممكن أن يزيدَ السكَّرُ إنتاجَ هُرمون الأدرينالين adrenaline، والذي يزيد بدَورِه تضيُّقَ الأوعية الدَّموية واحتباس الصُّوديوم.
لذلك، يُفضَّل تناولُ الأطعمة الغنيَّة بالبوتاسيوم (الخضروات والفواكِه) والحموض الدهنيَّة الأساسيَّة. وينبغي أن يكونَ مقدارُ البوتاسيوم الإجمالي في اليومر سبع غرامات. كما ينبغي أن يكونَ النِّظامُ الغذائي فقيراً بالدُّهون المُشبَعَة. وبوجهٍ عام، يجب تناولُ قوت الطَّعام الكامل الذي يُركِّز على الخضروات والأنواع المُنتَمية إلى فصيلة الثوم والبَصَل.
وقد وَجدت بعضُ الأبحاث، التي أَجرت اختباراتٍ على تأثيراتِ العَناصر المغذِّية الموجودة في الطَّعام في ضغط الدَّم، أنَّ ضغطَ الدَّم قد انخفضَ بالاعتماد على خطَّة في الأكل ركَّزت على الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدُّهون والفقيرة بالدُّهون المشبَعَة والدُّهون الإجماليَّة والكولستيرول؛ وتضمَّنت هذه الدِّراساتُ الحبوبَ الكاملة والدَّجاج والسَّمك والمكسَّرات، مع تَقليل مَقادير الدُّهون واللُّحوم الحمراء والحلويَّات والمشروبات المحلاَّة.
إنَّ مفتاحَ الأكل الصحِّي هو اختيار الأطعمة قَليلة الملح والصُّوديوم؛ فقبلَ الانتشار الواسع للأدوية الخافِضَة لضغط الدم، لم يكن أمامَ المُصابين بارتفاع خطير في ضَغط الدَّم سوى خيار وحيد، وهو النِّظامُ الغذائي المعتمِد على الرزِّ، قَليل الملح والسُّعرات الحراريَّة. ومن خلال تَجنُّب الملح، يستطيع بعضُ الناس تحقيقٍ نقص هام في ضغط الدَّم.
يؤدِّي النظامُ الغذائي قليل الصُّوديوم ومرتفع البوتاسيوم إلى الحدِّ من ارتفاع ضغط الدَّم خلال الشدَّة النفسيَّة، وذلك من خِلال إنقاص تأثير هُرمون الأدرينالين المضيِّق للأوعية. ولكنَّ تقليلَ مدخول الصُّوديوم وحدَه لا يؤدِّي إلى تحسُّن السيطرة على ضغط الدَّم، إذ لابُدَّ من أن يتصاحبَ بمدخولٍ مرتفع من البوتاسيوم.
يستهلك معظمُنا من الملح أكثر ممَّا نحتاج، ولكنَّ الأبحاث توصي بتقليل تناول الصُّوديوم إلى أقلَّ من 2.4 غرام منه يومياً، ويعادل هذا المقدارُ نحو ملعقة واحدة من الشَّاي أو 6 غرامات من ملح الطَّعام. وتشمل هذه الغراماتُ كلَّ الملح والصُّوديوم المستهلَكين، بما في ذلك الملح المستعمَل في الطبخ وعلى المائدة. ومع ذلك، ينبغي تقليلُ الملح أكثر من ذلك عندَ المُصابين بارتفاع ضغط الدَّم.
ولذلك، يجب تجنُّبُ إضافة الملح إلى الطَّعام على المائدة. كما يجدر بالشخص التقليل من الأطعمة الجاهزة والغنيَّة بالملح، مثل الخضروات المعلَّبة واللُّحوم في المَطاعِم وما إلى ذلك.
لقد تبيَّنَ أنَّ عدداً من الخضرواتُ والتَّوابِل الشائعة مفيدةٌ في السيطرة على ارتفاع ضَغط الدَّم:
يمكن أن يَسألَ مَريضُ السكَّري نفسَه عدَّةَ أسئلة عندَ تشخيص إصابته بمرض السكَّري حول التَّغذية وتناول الطَّعام:
إنَّ اختيارَ المريضُ لطَعامِه بشيءٍ من الحكمة سوف يُشعِره بالعافية كلَّ يوم، ويساعده على إنقاص وزنه عندَ الضَّرورة، كما يُقلِّل من خطر مَرَض القلب والسَّكتة الدِّماغية والمشاكل الأخرى التي يُسبِّبها السكَّري.
يساعدُ الأكلُّ الصحِّي على إبقاء سكَّر الدَّم ضمن المَجال المطلوب، كما تفيد التَّمارينُ والأَدوية على تَحقيق ذلك عندَ الحاجَة.
يجب ألاَّ يزيدَ سكَّر الدَّم عندَ مرضى السكَّري قبلَ تناول الطَّعام على 70-130 ملغ/100 مل، وأن يبقى دون 180 ملغ بعد ساعة إلى ساعتين من بدَء الوجبة.
يمكن المحافظةُ على سكَّر الدَّم عندَ المستوى المرغوب من خِلال ما يلي:
تُؤثِّر الأدويةُ وتَتَأثَّر، من حيث مقدارُها وتواتر تناولها، لدى مريض السكَّري بنوع الأطعمة التي يأكلها وبكمِّيتها، ولذلك يجب على المريض التَّعاون مع الطَّبيب في ذلك. كما ينبغي استشارةُ الطَّبيب في نوع ومقدار التَّمارين التي يُمارسها. ولذلك يجب أن ينتبهَ المريضُ إلى علامات نقص سكَّر الدَّم (الشُّعور بالارتعاش والضَّعف والتخليط الذهني والتهيُّج والجوع والتعرُّق وتسرُّع ضربات القلب)، وأن يحملَ في معصمه أو محفظته ما يدلُّ على إصابته بالسكَّري، فضلاً عن حمله لأقراص الغلوكوز أو السكَّر glucose tablets لاستعمالها عندَ الشُّعور بنقص سكَّر الدَّم، أو أيَّة مادَّة تحتوي على السكَّر مثل عصير الفواكه أو الحلويَّات ... إلخ.
لقد استُحدِث الهرمُ الغِذائي food guide pyramid للمُساعدة على التَّخطيط الغذائي المتوازن. وتعتمد فكرةُ الهرم الغذائي على زيادة عدد الحصص المتناوَلة من مجموعة الخبز والحبوب (في الأسفل) من أربع حصص إلى 6-11 حصَّة يومياً، بالإضافة إلى فصل مجموعة الخضروات والفواكه إلى مجموعتين منفصلتين، بحيث يصل عددُ الحصص التي يُنصَح بتناولها من مجموعة الخضروات إلى 3-5 حصص، بينما يصلُ في الفاكهة إلى 2–4 حصص يومياً، وذلك لتزويد الجسم بالطَّاقة اللازمة له عن طريق النَّشويات المتوفِّرة في المجموعات الثلاث الآنفة الذِّكر، والتَّقليل من تناول الدُّهون والملح والكولستيرول، والتَّركيز على الألياف.
يمكن تَلخيصُ فكرة الهرم الغِذائي بما يلى:
ومِمَّا سبق ذكره عن الهرم الغذائي، يستطيع هذه النظامُ توفير التغذية المتوازنة لأفراد المجتمع الأصحَّاء، بالإضافة إلى دوره الوقائي من العديد من الأمراض التى تنشأ عن عدم توفُّر التغذية المتوازنة.
تركِّز فكرةُ الهرم على زيادة استهلاك الحبوب الكاملة والخبز والخضروات والفواكه، والتي تؤدِّي بدورها إلى زيادة استهلاك الألياف والتَّقليل من استهلاك الدُّهون والسكَّر والكولستيرول.
يُمَكِّن هذا الهرمُ مريضَ السكَّري من الاختيار الحَكيم لطَعامِه؛ فالأطعمةُ المشتقَّة أو المعتمدَة على النَّشويَّات والفواكه والخضروات ومشتقَّات الحليب هي الأغنى بالكربوهيدرات، وهي الكثر تأثيراً في مستويات السكَّر في الدَّم. وتوضح الفقراتُ التَّالية كيف يَجري التَّعاملُ معها ولكن، قبل البَدء بكلِّ نوعٍ من أنواع الأطعمة في الهرم الغذائي، نذكر بعضَ النَّصائح الصحِّية العامَّة للنِّظام الغذائي في مرض السكَّري.
تَشتملُ النَّصائحُ العامَّة للتغذية عندَ مريض السكَّري على ما يلي:
النَّشويَّات
تَضُمُّ النَّشويَّاتُ الخبز والحبوبَ (الحنطة، الرز، الشَّعير ...)، والمكرونة والخضروات النشويَّة، مثل الذرة والبطاطس؛ وهي تُؤَمِّن الكربوهيدرات والفيتامينات والمعادِن والألياف. وتُعدُّ نَشَويَّاتُ الحُبُوب الكامِلَة أكثر منفعةً للصحَّة، لأنَّها تَحتَوي على كثيرٍ من هذه الفيتامينات والمعادِن والألياف.
يُفضَّل تَناوُلُ بعض النَّشويَّات مع كلِّ وجبة، فهي مفيدَة لكلِّ شخص، بما في ذلك مرضى السكَّري.
ولكن هناك طُرَقٌ صحِّية لتَناوُل النَّشويَّات:
يُفضَّل الحصول على خبز ومُعجَّنات الحبوب الكامِلة.
الخَضروات
تُؤمِّن الخضرواتُ الفيتاميناتِ والمعادِنَ والألياف، وهي فقيرةٌ بالكربوهيدرات، ويمكن زيادة الحصص اليوميَّة منها.
ولكن هناك طُرَقٌ صحِّية لتَناوُل الخضروات:
الفَواكِه
الحَليب
اللُّحومُ وبَدائلُها
تَشتملُ اللُّحومُ وبدائلُها على اللحم الأحمر والدَّجاج والبيض والجبنة والسَّمك. وينبغي تناولُ كمِّيات صَغيرة منها يومياً، وهي تؤمِّن البروتين والفيتامينات والمعادِن. ومن الضَّروريَّ إزالة الدُّهون قبل طبخ أو تناول اللُّحوم وإزالة جلد الدَّجاج. ومن طرق تقليل الدُّهون في اللُّحوم شَويُها أو تبخيرُها. كما يمكن إضافةُ المزيد من النَّكهة لها باستعمال الخلِّ أو عصير اللَّيمون أو التَّوابل والأعشاب.
يُفضَّلُ التَّقليلُ من تناول المكسَّرات وزبدة الفول السُّودانِي والأطعمة المقليَّة لأنَّها غنيَّة بالدُّهون.
الدُّهونُ والحلويَّات
يَنبَغي التَّقليلُ من تناول الدُّهون والحلويَّات، فهي ليست مغذِّية مثل الأطعمة الأخرى. كما أنَّ الدُّهونَ غنيَّة بالسُّعرات الحراريَّة، والحلويَّات غنيَّة بالكربوهيدرات والدُّهون. ويحتوي بعضُها على دهونٍ مُشبَعة وكولستيرول، ممَّا يزيد من خطر أمراض القلب. ويساعِد الحَدُّ من هذه الأطعمة على إنقاص الوَزن وضبط السُّكَّر والشُّحوم في الدَّم ضمن الحُدود الطبيعيَّة.
تَعمل كلُّ وحدة على حِدَة بشكلٍ مستقلٍّ. ولذلك، فإنَّ الوظيفةَ الإفراغيَّة للكلية تستطيع أن تقومَ بها نصفُ الكلية، أي حوالي 500,000 وحدة وظيفيَّة. وهذا يُمثِّل رُبعَ الكتلة الوظيفيَّة للكُلية.
الكُليَةُ هي العضوُ الخاصُّ بتَكوين وإفراغ البول والمحافظة على ثَبات الموادِّ الحيويَّة (البيولوجية) في الجسم.
تتكوَّن الكُليةُ Kidney من وحداتٍ وظيفية تُسمَّى الكليونات أو النِّفرونات Nephrons، يَصِل عددُها في الكلية الواحدة إلى أكثر من مليون وحدة وظيفيَّة. وتتكوَّن الوحدةُ الوظيفيَّة من مجموعةٍ من الشُّعَيرات الدمويَّة تُسمَّى الكُبَيبَة glomerulus، وهي مُحاطةٌ بكبسولة أو محفظة بومان Bowman’s capsule ومَجموعة متَّصلة من الأنابيب الصَّغيرة أو النُّبيبات tubules، لكلِّ جزء منها وظيفةٌ مُحدَّدة، الإفراغ أو إعادة الامتصاص. وفي نِهاية هذه النُّبيبات أنابيب جامِعَة تَصِل إلى حُوَيضة الكُلية renal pelvis، ثمَّ إلى الحالِب.
قد يَحتاج المريضُ إلى إدخال تَعديلات على نظامِه الغِذائي إذا ساءت حالتُه أو احتاج إلى غَسل الكلية.
وبناءً على ما تَقَدَّم، عندَ الإصابة بمرضٍ كلوي مُزمِن، يجب على المريض أن يتَّبع نِظاماً غِذائيَّاً يَقومُ على:
إنَّ هدفَ هذا النِّظام الغِذائي هو الحِفاظ على تَوازُن الشَّوارد الكهربيَّة والمعادِن والسَّوائل عندَ المرضى المُصابين بمرضٍ كلوي مزمن والذين يَقومون بغسل الكلية. ومن الضَّروري اتِّباع هذا النِّظام الغِذائي، وذلك لأنَّ غسلَ الكلية وحدَه لا يكفي للتخلُّص من جَميع الفضلات التي يُنتِجها الجِسم، كما قد لا يَكون بِمَقدور الكليةِ المريضَة تنقية الجسم من الفضلات والشَّوائب.
يجب على المصاب بمرضٍ كلوي مزمن طلبُ النُّصح من أحد اختصاصيِّي التَّغذية، حيث يمكن أن يساعدَه على إعداد برنامج نظامٍ غذائي خاص به تبعاً لحاجاتِه.
يجب أن يتضمَّنَ النِّظامُ الغِذائي تناولَ أغذية غنيَّة بالسُّعرات الحرارية، وذلك للمحافظة على صحَّة المريض ومنع تَضرُّر أنسجة الجسم. كما يجب على المريض أن يقيسَ وزنُه يومياً.
1. الكَربوهيدرات أو السُّكَّريات
تُعدُّ السكَّرياتُ مصدراً جيِّداً للسُّعرات الحرارية. ولكن عندَ إصابة مريض الكلية بمرضٍ مثل السكَّري، أو إذا كان يُعانِي من البدانة، فيجب عليه تَقليل كمِّية السكَّريات التي يتناولها. وإذا نصحَ الطبيبُ مريضَه بالاعتماد على نظامٍ غِذائي قَليل البروتين، يمكنه أن يستعيضَ عن السُّعرات الحرارية الموجودة في البروتين عن طريق:
2. الدُّهون
تُعدُّ الدهونُ مصادرَ جيِّدة للسُّعرات الحرارية. ولكن، يجب على المريض تناولُ الدُّهون غير المشبَعَة (مثل زيت الزيتون، زيت الصُّويا، زيت دوَّار الشَّمس ... إلخ)، حيث إنَّها تساعد على حِماية الشرايين.
3. البروتينات
قد يكون من المفيد، لدى مرضى غسل الكلية، اتِّباعُ نظامٍ غذائي قَليل البروتين قبلَ إجراء غسل الكلى، وبذلك قد يَنصح الطَّبيبُ أو اختِصاصي التَّغذية باتِّباع نظامٍ غذائي معتدل البروتين (غرام بروتين لكلِّ كيلوغرام من الوزن يومياً).
ولكن، عندما يبدأ المريضُ بإجراء غسل الكلية، فإنَّه سيحتاج إلى المزيد من البروتين. ولذلك، ينصح الأطبَّاء واختصاصيو التَّغذية بتناول أغذيةٍ تحتوي على كمِّياتٍ كبيرة من البروتين، مثل السمك أو الدَّجاج أو البيض في كلِّ وجبة. وهذا يساعد المريضَ على تعويض ما يتلف من أنسجة الجسم، ولكن في حالات غسل الكلى فقط أو حسب توصيات الطَّبيب.
4. الكالسيوم والفُسفور
وهما من المعادِن الهامَّة في جسم الإنسان. ولكن، ترتفع تراكيزُ الفُسفور بشكلٍ كبير جداً حتَّى في المراحِل الأولى من المرض الكلوي المزمن، ممَّا يؤدِّي إلى:
لذلك، يجب على مَريض الكلى التَّقليل من تناول مُنتَجات الألبان، بما في ذلك الحليبُ واللبن الرَّائب والجبن. ولكن، تحتوي بعضُ مشتقَّات الألبان على كمِّيات أقل من الفُسفور، مثل الزبدة وبعض أنواع الجبنة.
تَحتَوي الفواكهُ على كمِّيات ضئيلة من الفُسفور.
قد يحتاج المريضُ إلى تَناوُل مكمِّلات تحتوي على الكالسيوم للوقاية من أمراض العظام، وأخرى تحتوي على الفيتامين د للسيطرة على تَوازُن الفُسفور والكالسيوم في الجسم.
إذا تَبيَّن أنَّ مُحتَوى النِّظام الغِذائي الذي يتَّبعه المريضُ لا يتضمَّن كمِّياتٍ كافيةً من الفُسفور، فقد يصف الطَّبيبُ له أدويةً تُسمَّى خالِباتِ الفُسفور Phosphorous Binders، وهي تعمل على الارتباط بالفُسفور ومنع ارتفاع مستواه في الدَّم.
5. السَّوائل
في المراحلِ الباكرة من أمراض الكُلية المزمنة، لا يَحتاج المريضُ إلى لحدِّ من كمِّيات السوائل التي يتناولها. ولكن إذا ساءت حالةُ المريض، أو في حالى حاجته لغسل الكلية، فعليه مراقبة ما يتناوله من السَّوائل بين جلسات غسيل الكلية، وذلك لئلاَّ يرتفع تركيزُ السوائل كثيراً في جسمه.
كما يجب على المريض عندئذٍ عدمُ الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على الماء بكثرة، مثل أنواع الحساء والمثلَّجات والعِنَب والبطِّيخ والطَّماطم والخسِّ.
وفيما يلي بعضُ الإجراءات التي تساعد على مكافحة العطش:
6. الملحُ أو الصُّوديوم
يُساعِد التَّقليلُ من كمِّية الصُّوديوم المتناوَلة ضمن النِّظام الغِذائي على التحكُّم بضغط الدم، والتَّخفيف من العطش، بالإضافة إلى منع الجسم من حبس المزيد من السَّوائل.
يُفضَّل عندَ شراء الموادِّ الغذائية أن تحتوي على إحدى هذه الجُمل على لصاقتِها:
ينبغي تَجنُّبُ بَدائِل الملح، وذلك لأنَّها تحتوي على البوتاسيوم، حيث يَحتاج المصابون بأمراض الكُلى المزمنة إلى تَقليل مَدخولهم من البوتاسيوم.
7. البوتاسيوم
تَساعِدُ المستوياتُ الطبيعيَّة من البوتاسيوم القلبَ على النبضان بانتظام. ولكن يمكن للبوتاسيوم أن يتراكمَ في في الجسم في حالاتِ سوء الوظيفة الكلوية، ممَّا قد ينجم عنه اضطرابٌ في النَّظم القلبِي.
يُوجَد البوتاسيوم في العديدِ من الأطعمة، مثل الفواكه والخضروات. ولذلك، فإنَّ الاختيار المناسب لنوع الطعام يساعد على ضبط مستويات الكالسيوم في الجسم.
عندَ تناول الفاكهة، يمكن اختيارُ الدُّرَّاق والإجاص والكَرز والتفَّاح والأناناس. ويُفضَّل تَجنُّبُ عصير البرتقال والكيوي والزَّبيب والأنواع الأخرى من الفواكه الجافَّة، مثل الموز والمنِّ وغيرهما.
عندَ تناول الخضروات، يمكن اختيارُ بعض الخضار، مثل الجزر والقرنبيط والباذنجان والبصل والنَّعناع وغيرها. ويجب تَجنُّبُ الهليون والبَطاطا والطَّماطم ومعجون الطَّماطم والسبانخ المطبوخة وغيرها.
8. الحديد
يَحتاج المرضى في الأطوار المتأخِّرة من المرض الكلوي إلى كمِّياتٍ زائدة من الحديد. تحتوي الكثيرُ من الأطعمة على كمِّيات كبيرة من الحديد (الكبد، لحم البقر، الدَّجاج، الفاصولياء، الحبوب المعزَّزة بالحديد). ويمكن أن يحتاجَ المريضُ إلى مُستَحضَرات الحَديد أو ربَّما إلى نقل الدَّم حسب تَوصِيات الطَّبيب.
الكبدُ هو اكبر عضو في جسم الإنسان، يقعُ تحت الحجاب الحاجز إلى الأعلى من الجزء الأيمن من البطن، وتكونُ حافتُه السُّفلية مُحاذيةً لحافة الأضلاع في الحالة الطبيعيَّة. ويَزِن الكبدُ حوالي 2 كغ.
وظائفُ الكبد
تؤثِّر أمراضُ الكبد في الحالة الغذائية بشكلٍ كبير، نظراً للدور الهام الذي يقوم به. وعندَ تشخيص الإصابة بمرضٍ كبدي، تتوجَّه أسئلةُ المرضى الأولى نحو تأثير ذلك في نَمط حياتهم الغذائي. للأسف، لا يمكن أن يطلبَ المريضُ من الطَّبيب وصفةً جاهزة للنِّظام الغِذائي لدى مرضى الكبد، فلا وجودَ لمثل ذلك. وأسبابُ ذلك عَديدةٌ، مثل تَنوُّع الأمراض الكبديَّة واختلاف مراحل تطوُّر المرض. ومن جهةٍ أخرى، هناك العديدُ من الأمراض التي قد تتداخل مع المرض الكبدي، ومن ثَمَّ يَنبَغي التَّفكير بها عندَ وضع برنامجٍ غذائي للمريض (مثل السكَّري وأمراض القلب). إذاً، تختلف الحاجاتُ الغذائية تبعاً للمرضى، كما قد تتبدَّل تلك الحاجات بمرور الوقت.
تَتَضمَّن الفقراتُ التالية نصائحَ حول ما ينبغي على المريض معرفتُه بشأن نِظامِه الغِذائي.
وعلى الرغم ممَّا ذُكر آنفاً، يمكن تقديمُ نَموذج على نظام غذائي لاتِّباعه لدى المريض المُصاب بمرضٍ كبدي مستقرٍّ (يجب مراعاةُ تعديل هذا النِّظام الغذائي بحسب الحاجات الفرديَّة لكلِّ مَريض).
يجب أن يَحتَوي النظامُ الغذائي على:
تُعدُّ البروتيناتُ وحداتِ البناء الأساسيَّة المستخدَمة في بناء أعضاء الجسم وأنسجته، كما تمارسُ دوراً هاماً في النِّظام المناعي لدى الإنسان. وبسبب هذا الدَّور الهام للبروتينات في جسم الإنسان، يعتقد البعض أنَّه من المفيد تناولُ كمِّياتٍ كبيرة من البروتينات. ولكن، قد يكون لهذا التصرُّف الخاطئ ضررٌ بالغ، لاسيَّما عندَ مرضى الأذيَّات الكبدية. تكمن المشكلةُ في أنَّ الكبدَ المريض غير قادرٍ على العمل مثل الكبدِ السَّليم؛ فعندما يُـثقَل كاهِلُ الكبد بكمِّيات كبيرة من البروتين، ويكون غيرَ قادر على معالجتها كلِّها، قد يؤدِّي ذلك إلى اعتلال الدِّماغ الكبدي المنشأ (وهو حالةٌ من التخليط الذُّهني الذي قد ينتهي بالغَيبوبة). ومن جهةٍ ثانية، فإنَّ النِّظامَ الغذائي الغني بالبروتينات يزيد من نَشاط إنزيمٍ يُدعى السيتوكروم ب450 Cytochrome P450 المسؤول عن استقلاب الأدوية. وقد يؤدِّي هذا النَّشاط الزائد إلى زيادة احتمال تَحوُّل الأدوية إلى مُنتَجات ثانوية قادرة على إحداث أذية في الكبد.
يجب أن يجريَ ضبطُ كمِّيات البروتين تبعاً لوزن المريض ودرجة الإصابة الكبدية. ولكن، يُـنصح بتناول 0.8 غ من البروتين لكلِّ كليوغرام من الجسم عند مريض مصابٍ باضطراب كبدي مستقرٍّ. كما ينبغي على المرضى المصابين باضطرابٍ كبدي غير مستقرٍّ أو تَشمُّع كبدي غير مُعاوِض decompensated أن يُقلِّلوا من كمِّية البروتين في طعامهم ليكون بين 10-15٪ من النِّظام الغذائي. ويجب أن يقتصرَ البروتين الذي يتناولونه على البروتين النَّباتي، فقد يؤدِّي الإكثارُ من البروتين الحيوانِي عند هؤلاء المرضى (والذي يحتوي على نسبٍ عالية من الأمونيا) إلى الإصابة باعتلالٍ دماغي، في حين تَبيَّن أنَّ النظام الغذائي المحتوي على البروتين النَّباتي (الفقير بالأمونيا) لا يؤدِّي إلى هذه المضاعفة.
تَقومُ وَظيفةُ الكربوهيدرات الأساسيَّة على تزويد الجسم بالطَّاقة، ويُمارِس الكبدُ دَوراً رئيسياً في استقلاب الكَربوهيدرات، حيث تعبر السكَّريات أو الكربوهيدرات قبل أن تتحوَّلَ إلى طاقة إلى الكبد الذي يقرِّر مصيرها، فقد يقوم بإرسالها إلى الدم مباشرةً لتزويد الجسم بشحنةٍ فورية من الطاقة، أو قد يقوم بإرسالها إلى الدِّماغ أو العضلات تبعاً لطبيعة النَّشاط الذي يجري القيامُ به (نشاط ذهنِي أو عضلي)، أو قد يعمد الكبدُ إلى تَخزين السكَّر ليُصار إلى استخدامه لاحقاً. وتعدُّ عمليةُ الاستقلاب هذه مُنهِكة للكبد (حتَّى الكبد السليم)، وبذلك عندما يتناول مريضُ الكبد كمِّياتٍ غيرَ متوازنة من السكَّريات، فإنَّه يضيف عبئاً إضافياً على كبده المريض أصلاً، وهذا ما يفسِّر شعورَ العديدِ من مرضى الكبد بالإرهاق.
يجب على مرضى الكبد اتِّباع نظامٍ غذائي يحتوي على نحو ثلاثة أرباع النِّظام الغذائي من الكربوهيدرات، وتكون معظمُها من الكربوهيدرات المعقَّدة (النَّشا والألياف). ويؤدِّي فقرُ النِّظام الغذائي بالكاربوهيدرات إلى زيادة الوارد من البروتين والدُّهون.
تُعَدُّ الدُّهونُ أكثرَ وسائل الجسم فعَّالية في حفظ الطاقة، حيث يحتوي غرامٌ واحد من الدُّهون على ضعفي السُّعرات الحراريَّة التي تحتوي عليها عناصرُ غذائيةٌ أخرى. ولهذا السَّبب، يؤدِّي النظامُ الغذائي الغَنِي بالدُّهون إلى زيادة الوزن أكثر من النِّظام الغذائي الغني بالسُّعرات الحرارية الناتِجة عن السكَّريات أو البروتينات. ومن الضَّروري لمرضى الكبد أن يُقلِّلوا من مَدخُولهم من الدُّهون، وذلك عن طريق تَجنُّب الأطعمة الغنيَّة بها. قد تؤدِّي الزِّيادةُ في تناول الدُّهون إلى الإصابة بتَشحُّم الكبد Fatty Liver أو ما يُسمَّى أحياناً بالتهاب الكبد الدهني Steatohepatitis غير الكُحولِي، ولا تنحصرُ المشكلةُ في حدوث التهاب الكبد الدهني فقط، وإنَّما تَتَعدَّاها إلى تَفاقُم الأمراض الكبديَّة؛ فعلى سبيل المثال، يتسارع حدوث تندُّب الكبد عند مرضى التهاب الكبد سي المصابين بالتهاب الكبد الدهني أكثرَ من بقيَّة المرضى. وبالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من نقص هذا الاحتمال، فإنَّ مرضى التهاب الكبد الدُّهني قد تحدث لديهم حالةُ تشمُّع كبدي أو فشل كبدي. ومن الجدير بالذِّكر أنَّ الكبدَ الدهني يعدُّ حالةً مرضية غير صحِّية أبداً، حتَّى إنَّه لا يصلح للتبرُّع في عمليات زرع الكبد.
كقاعدة عامة، لا ينبغي أن يزيدَ مَدخولُ الفرد من السُّعرات الحرارية التي مصدرها الدُّهون على الثُّلث، في حين يجب ألاَّ يزيد ذلك الرقم على العُشر عندَ الأشخاص البدينين. وبالرغم من أنَّ التَّقليلَ ما أمكن من تَناول الدُّهون أمرٌ مهم، إلاَّ أنَّ تناولَ كمِّيات صغيرة من الدُّهون الصحِّية له بعض المنافع، حيث يحتاج الجسمُ إلى بعض الدُّهون كي يتمكَّن من امتصاص الفيتامينات الذوَّابة في الدُّهن (وهي الفيتامينات A و D و E و K). ومن دون هذه الدُّهون سيُصاب الجسم بعوزٍ في هذه الفيتامينات، حتَّى إذا تناولها بصورةٍ منتظمة. وقد يحدث هذا النوعُ من عوز الفيتامينات عندَ المصابين بأمراض الرُّكود الصَّفراوي Cholestatic Diseases، مثل تشمُّع الكبد الصَّفراوي Biliary Cirrhosis.
يُعدُّ الكبد مخزنَ الجسم الرَّئيسي للعناصر الغذائيَّة، حيث إنَّه يقوم بامتصاص وتخزين فـائض الفيتامينات والمعادن في الدَّم. وإذا لم يَحتَوِ المدخولُ الغذائي على كمِّيات كافية من هذه العناصر، يقوم الكبدُ بتحرير الكمِّية التي يحتاج إليها الجسمُ منها في الدَّم.
للكبد قدرةٌ محدودة على معالجة الفيتامينات والمعادن، وبذلك فإنَّ أيَّةَ كمِّيات منها تفوق طاقتَه سوف يجري إفراغُها من الجسم. كما قد يتأذَّى الكبدُ من معالجة الكمِّيات الزائدة من بعض الفيتامينات أو المعادن (وخاصَّة الحديد والفيتامين A والنِّياسين).
عند اتِّباع المرء لنظامٍ غِذائي مُتَوازن وصحِّي، فلسوف يجري تأمينُ جميع حاجاتِه من الفيتامينات والمعادن. ورغم ذلك، يعتقد الكثيرُ من الناس بأنَّهم بحاجة إلى تناول المكمِّلات الصنعيَّة للفيتامينات أو المعادن، وذلك من باب الحيطة لا أكثر. وقد يكون هذا الإجراءُ مقبولاً عندَ الأصحَّاء، إلاَّ أنَّه خَطيرٌ جداً لمن يعانون من أمراض الكبد. لذا، فإنَّ الجرعات الزائدة من الفيتامنيات ومكمِّلات المعادن قد تضرُّ مريضَ الكبد أكثر مِمَّا تنفعه.
في الحقيقة، هناك استثناءاتٌ لهذه القاعدة؛ فقلَّةٌ من الناس يتَّبعون نظاماً غذائياً متوازناً. وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ بعضَ النَّاس يتَّبعون نظاماً غذائياً نَباتياً قاسياً، ولذلك يكون تناولُ مكمِّلات للفيتامينات والمعادن إيجابياً لدى هؤلاء الأفراد. كما أنَّ بعضَ مرضى الرُّكود الصَّفراوي، مثل المُصابين بتشمُّع الكبد الصفراوي، تسوء لديهم وظيفةُ امتصاص الفيتامينات. ولذا، فقد يحتاج بعضُ هؤلاء المرضى إلى مُكمِّلات الفيتامينات والمعادِن. كما قد يحتاج المُصابون بالمرض الكبدي الكحولي المنشأ إلى هذه المكمِّلات بسبب استنـزاف الكحول للعناصر الغذائية في أجسامهم. ومن جهةٍ أخرى، تؤدِّي بعضُ الأمراض الكبدية إلى فرط مستويات بعض الفيتامينات والمعادن، كما في داء تَرسُّب الأصبغَة الدَّموية Hemochromatosis، والذي هو مرضٌ كبدي ناجم عن فرط مستويات الحديد. وبالعكس، هناك أمراضٌ كبدية تترافق مع نقص في تراكيز الحديد، وقد يكون ذلك ناجماً عن نزفٍ داخلي، والذي يمكن أن يحصلَ في دوالي المريء النَّازفة Bleeding Esophageal Varices الناجمة عن تشمُّع الكبد اللامعاوض.
لذلك، يجب تقديرُ حاجة كلِّ شخص من الفيتامينات والمعادن في نظامه الغذائي اليومي بشكلٍ فردي حسب حالته وحاجته.
من المفيد التذكيرُ دوماً بأنَّ التراكيز العالية من الحديد والفيتامين A والنِّياسين ذات أثر سمِّي في الكبد. ولذا يُنصَح مرضى الكبد عادةً بعدم تناول المكمِّلات الصنعية لتلك العناصر. وبما أنَّ تخلخل أو هشاشةَ العظام شائعٌ عند مرضى الكبد، فمن المفيد أن يتناولَ جَميعُ المصابين بأمراض الكبد المزمنة مكمِّلات الكالسيوم، ولكن يجب ألاَّ تتعدَّى الكمِّياتُ اليومية المتناولة من الكالسيوم 1000-2000 ملغ. كما يجب أن تؤخَذَ بالمشاركة مع مكمِّلات الفيتامين د (والذي يدخل في تركيب أقراص الكالسيوم غالباً). وبما أنَّ امتصاصَ الكالسيوم بشكلٍ مناسب يحتاج إلى حمض المعدة، فإنَّ مُضادَّات الحموضة التي تقلِّل الحمضَ المعدي تعدُّ سبباً في نقص امتصاص الكالسيوم.
وأخيراً، يَحتاج المرضى الذين يُعانون من الحَبَن أو استسقاء البطن Ascites (والذي هو أحدُ مُضاعفات تَشمُّع الكبد، وفيه يحدث تَجمُّعٌ للسَّوائل في البطن) إلى الحدِّ من كمِّيات الصوديوم التي يَتَناولونها، حيث إنَّ كلَّ غرام من الصُّوديوم يجري تَخزينُه يؤدِّي إلى تَراكُم 200 ميليلتر من الماء. وكلَّما نقصُ استهلاك الصُّوديوم في نظام الفرد الغذائي تَمكَّن من التحكُّم بشكل أفضل بتجمُّع السوائل الفائضة، حيث ينبغي ألاَّ يزيد مدخولُ الصوديوم اليومي على 1000 ميليغرام، ويُفضَّل أن يكونَ بحدود 500 ميليغرام. وعلى الرغم من أنَّ تحقيق ذلك صعب، إلاَّ أنَّه لا يزال ممكناً.
يُمثِّل تناولُ الطَّعام خارج المنـزل تَحدِّياً حقيقياً لدى الأشخاص الذين يتَّبعون نظاماً غذائياً، حيث لا يُدوَّن ضمن قائمة الأطعمة ما تحتوي عليه من سُعراتٍ حرارية أو عناصر غذائيَّة. ولهذا السَّبب، فمن الأفضل تَجنُّبُ تناول المأكولات الجاهزة خارج المنـزل. أمَّا عندَ الاضطرار لذلك، فينبغي طلبُ مأكولات مَطبوخَة بشكلٍ جاف، بمعنى أنَّها لا تحتوي على زبدة أو سمنة أو زيت.
يُفضِّل مُعظَمُ مرضى الكبد تَناوُلَ وجباتٍ صغيرة متعدِّدة في اليوم، حيث إنَّ ذلك أفضل طريقة لزيادة مستوياتِ الطَّاقة والقدرة على هضم الطعام وامتصاصه.
وأخيراً، يجب التَّأكيدُ على أنَّه يجب التوقُّف نِهائياً عن تناول المشروبات الكحوليَّة، مهما كانت كمِّياتُها صَغيرة.
التغذية الأنبوبية هي تقديم وجبات سائلة للمرضى من خلال أنبوب مخصَّص للتغذية، ويُخصص هذا النوع من التغذية للمرضى الذين لا يستطيعون تناولَ الكمية كافية من الغذاء من خلال الفم، أو ليس لديهم لرغبة بتناول الطعام من خلال الفم لمقابلة احتياجاتهم الغذائية.
1. أمراض الجهاز الهضمي، مثل اضطرابات الامتصاص، اضطرابات الهضم، اضطرابات الإنزيمات، اضطرابات تخزين العناصر الغذائية.
2. عدم القدرة على تناول الطعام عن طريق الفم بسبب صدمة في الرأس أو الرقبة أو اضطرابات عصبية أو الإصابة بسرطان الرأس أو العنق.
توجد كذلك طرقٌ أخرى متعدِّدة للتغذية الأنبوبية حسب حاجة المريض.
دواعي اللجوء إلى التغذية الأنبوبية
تنبيه: إذا جرى تمريرُ الحليب المغذي بسرعة، فمن الممكن أن يتسبب ذلك في: تعرق المريض، غثيان، قيء، إسهال.
ملاحظة: (من الممكن أن تعطى التغذيةُ الأنبوبية في أوقات مشابهة لأوقات الوجبات الغذائية المعتادة، للمساعدة على الشعور بالشبع طوال اليوم).
يجب أن يراجعَ المريضُ المستشفى كلَّ 3 إلى 6 أشهر أو أكثر للتأكد من سلامة التغذية الأنبوبية، وذلك بحسب حالته الصحية.
1. الغثيان والقيء:
قد يواجه بعضُ المرضى الشعورَ بالغثيان أو القيء (أكثر من 3 مرَّات في اليوم، وبكمِّيات كبيرة بعدَ تناول الحليب المغذِّي)، فلا داعي للذعر.
تنبيه: قد يؤدِّي القيء إلى الإصابة بالشَّرَق (دخول السوائل للرئة بدلاً من ذهابها للمعدة).
ما هو الحل؟
2. الإسهال:
قد يُصاب بعضُ المرضى بالإسهال (أكثر من 3 مرات، ويكون سائلاً بكميات كبيرة).
ما هو الحل؟
3. يمكن خلطُ كمِّية محددة من الماء (تُحدَّد من قبل اختصاصي التغذية) مع زبادي قليل الدسم، علبة واحدة (170 غراماً)، مرَّتين في اليوم فقط من خلال الأنبوب إلى أن يتحسَّنَ قوام البراز.
3. الإمساك:
قد ينتج الإمساكُ ( غياب البراز لأكثر من 7 أيام) من قلة حركة المريض وعدم إعطاء المريض الكمية المحدَّدة من الماء.
ما هو الحل؟
4. سوء الامتصاص وسوء الهضم:
من المؤشَّرات على وجود سوء امتصاص أو سوء هضم:
5. الشَّرَق (دخول السوائل للرئة بدلاً من ذهابها للمعدة):
يعدُّ الشَّرَقُ من المضاعفات الخطيرة للتغذية الأنبوبية، وأعراضه: تسرُّع التنُّفس، ضيق التنفس، صوت مشابه للصفير أو النقر عندَ التنفس، تسرُّع نبضات القلب، تغيُّر لون الجلد للون الأزرق.
ما هو الحل؟
6. انسداد الأنبوب:
السببُ الأكثر شيوعاً لانسداد الأنبوب هو ترك وقت طويل بين إعطاء الحليب المغذي للمريض وإعطاء الماء (ماء التنظيف).
كيف أتجنَّب حدوثَ انسداد؟
1. يجب إعطاءُ المريض 30 مل من الماء قبل البدء بإعطاء الحليب المغذي و 30 مل من عصير الخوخ Prune Juice
3. يُفضَّل تناولُ الأدوية السائلة عوضاً عن الحبوب إذا أمكن. وعند أخذ الحبوب، يجب سحقُها جيداً إلى أن تصبح بودرة، ثم تُذاب في ماء مقدراه (30 مل)، وتُعطَى من خلال الأنبوب (استشر طبيبك إذا كان مسموحاً لك بأخذ الأدوية من خلال أنبوب التغذية)، كما ينبغي تجنُّبُ خلط الأدوية بالحليب المغذي، وإنما إعطاؤها للمريض بين فترات أخذ الحليب المغذي والماء .
4. ينبغي تجنُّبُ إعطاء الطعام من خلال أنبوب التغذية (استشر طبيبك واختصاصي التغذية)، ويجب أن يكون الطعام بدرجة حرارة الغرفة.
ماذا الذي ينبغي فعله عند حدوث الانسداد؟
يمنع استخدامُ أدوات حادة لتنظيف الأنبوب، والطريقة الصحيحة هي استخدام ماء دافئ واستخدام الضغط اليدوي الخفيف؛ فإذا لم تنجح هذة الطريقة، فقم باستبدال الأنبوب بآخر جديد.
7. تسرُّبُ الحليب المغذِّي من البطن:
يجب الانتباهُ لموضع الأنبوب لملاحظة أي احمرار أو التهاب أو رائحة كريهة تكونت بسبب تسرُّب الحليب المغذي أو أحماض المعدة.
ما هو الحل؟
التنظيف المتكرِّر، استخدام الكريمات العازلة، استخدام الضمادات.
8. خروجُ الأنبوب من المعدة:
من الممكن أن يقومَ المرضى المصابون بالأمراض النفسية بسحب الأنبوب، أو قد يخرج عن طريق الخطأ، فلا داعي للذعر. وبسبب سحب الانبوب، فقد يحدث نزف بسيط أو قد يخرج محتوى المعدة من الفتحة، أو قد يشعر المريض بألم أو عدم ارتياح. وفي حال سحب الأنبوب أو خروجه الطارئ، فيجب تغطية الفتحة بقطعة ملابس نظيفة جافة والحضور للمستشفى في أسرع وقت ممكن لاستبدال الأنبوب.
تنبيه: يجب الإسراعُ إلى المستشفى لاستبدال الأنبوب، لأن فتحة المعدة قد تلتحم وتغلق خلال 24 ساعة.
يقلِّل التخزينُ الصَّحيح للطعام من خطر التسمُّم الغذائي. ولذلك، يجب اتِّباعُ النصائح التَّالية لضمان أن يكونَ الطعامُ الذي نتناوله آمناً دائماً.
يجب أن تُحفَظَ بعضُ الأطعمة في الثلاَّجة للمساعدة على إيقاف نموِّ الجراثيم. وتشتمل هذه الأطعمةُ على تلك التي يجب استخدامُها قبل تاريخ معيَّن، والأطعمة المطبوخة، والأطعمة الجاهزة للأكل مثل الحلويات واللحوم المطبوخة.
وفيما يلي كيفيَّة منع الجراثيم من النموِّ:
لا يوجد طعامٌ يدوم إلى الأبد، ولكن من المفيد تخزينُه. وتحمل معظمُ الأطعمة المعبَّأة مسبقاً إمَّا عبارة "يُفضَّل أن يُستخدَم قبل" أو عبارة "يجب أن يُستخدَم قبل".
يمكن أن يكونَ الطعامُ ذا مظهر ورائحة مناسبين حتَّى بعدَ انتهاء صلاحية استخدامه، لكن هذا لا يعني أنَّه آمنٌ للأكل، حيث قد يكون ملوَّثاً.
بالنسبة للحوم بشكلٍ خاص، من المهمِّ تخزينٌها بشكلٍ آمن في الثلاَّجة لوقف الجراثيم عن الانتشار وتَجنُّب التسمُّم الغذائي:
يكون تجميدُ اللحوم والأسماك آمناً ما دمنا نلتزم بما يلي:
يعاني حوالي واحد إلى اثنين بالمائة من الناس في المملكة المتَّحدة مثلاً من تحسُّس غذائي، ولكنَّ عدداً أكبر من ذلك يعاني من عدم تَحمُّل لبعض الأطعمة والأغذية
التحسُّسُ الغذائي
عدم تَحمُّل المادة الغذائيَّة
التحسُّسُ الحقيقي للمواد الغذائية نادر؛ فحوالي 2٪ من السكَّان (و 8٪ من الأطفال تحت عمر 3 سنوات) مُصابين بها.
يعدُّ عَدمُ تَحمُّل المواد الغذائيَّة أكثرَ شيوعاً، حيث يُقدَّر أنَّ حوالي 45٪ من السكَّان في المملكة المتَّحدة - على سَبيل المثال - يُعانون من أعراض عدم تَحمُّل لبعض المواد الغذائية، بما في ذلك الصداعُ النصفي أو الشقيقة والطفح ال جلدي والمشاكل الهضميَّة.
التحسُّسُ الغذائي هو استجابةٌ سريعة، ويمكن أن تكونَ خطيرةً، من جهاز المناعة تجاه إحدى المواد غذائية مع. ويمكن أن تُطلقَ أعراضَ التحسُّس التقليديَّة، كالطفح الجلدي والصَّفير أو الوزيز في الصدر والحكَّة.
والتحسُّسُ الغذائي الأكثر شيوعاً عندَ البالغين هو التحسُّس للمكسَّرات، بما فيها الفولُ السوداني والجوز والبندق واللوز البرازيلي. وكذلك التحسُّس للأسماك والمحار أيضاً. وبالنسبة للأطفال، غالباً ما يكون لديهم تَحسُّسٌ للحليب والبيض، وكذلك للفول السوداني والمكسَّرات الأخرى والأسماك.
يعدُّ عدمُ تَحمُّل المواد الغذائية أكثرً شيوعاً من التحسُّس الغذائي، وتميل أعراضُه إلى أن تكونَ أكثر بطأ، وغالباً ما تكون بعدَ عدَّة ساعات من تناول المادة المسبِّبة. تشمل الأعراضُ النموذجية الانتفاخَ والمغصَ المعوي. ومن الممكن أن يحدث عدمُ تَحمُّل لعدَّة أنواع مختلفة من الأغذية, وهذا ما يجعل من الصعب معرفة المادة الغذائية المسبِّبة للمشكلة.
وقد يصعب التمييزُ بين عدم تحمُّل المواد الغذائية وبين بعض الاضطرابات الهضمية التي تعطي أعراضاً مشابهة، كداء الأمعاء الالتهابِي أو انسداد الأمعاء أو متلازمة تَهيُج القولون.
عدم تحمُّل سكَّر اللاكتوز، الدَّاء الزُّلاقي، عدم تحمُّل مشتقَّات القمح.
يحدث عدمُ تحمُّل اللاكتوز، الذي يُدعى أحياناً عدمَ تَحمُّل مشتقَّات الحليب، عندما لا يستطيع الجسمُ هضمَ مادَّة اللاكتوز. واللاكتوز مادَّةٌ سكَّرية موجودة في الحليب ومشتقَّات الألبان، كاللبن والأجبان. والأعراضُ الرئيسية هي الإسهال والآلام البطنية. وفي معظم الأحيان، فإنَّ الطبيب يستطيع تشخيصَ الحالة من خلال التاريخ السريرية والأعراض.
الداءُ الزُّلاقي هو اضطرابٌ معوي ينجم عن عدم تحمُّل مادَّة الغلوتين. والغلوتين هو مادَّةٌ بروتينية موجودة في القمح والشعير والشوفان، وتؤدي إلى تضرُّر بطانة الأمعاء عندَ المصابين.
حوالي واحد بالمائة من السكَّان في المملكة المتحدة مثلاً يُعانون من الداء الزلاقي؛ وحوالي نصف مليون لم يُشخَّص المرضُ لديهم. ويستطيع الطبيبُ تشخيصَ الداء الزلاقي بسرعة وسهولة عن طريق فحصٍ دموي.
في بعض الحالات، لا تكون المادةُ الغذائية المسبِّبة لعدم التحمُّل واضحة. والطريقةُ الوحيدة الموثوقة لمعرفة المادة المسبِّبة تكون عن طريق الاستبعاد أو الحذف، حيث يتوقَّف المريضُ عن تناول مادَّة محدَّدة في كلِّ مرَّة ويلاحظ ما إذا كانت أعراضُه تتحسَّن بعدَ إيقاف تلك المادَّة.
في حالة التحسُّس الغذائي، فإنَّه يتوجَّب التوقُّفُ عن تناول المادة الغذائية المسبِّبة. ويمكن أن يكونَ الشخصُ قادراً على تناول المادة مطبوخةً دون حدوث مشاكل، كما هي الحال في التحسُّس للخضار والفواكه.
في حالة عدم تحمُّل اللاكتوز، يجب إنقاصُ كمِّية مشتقَّات الألبان المتناوَلة.
في الداء الزلاقي، يجب الامتناعُ عن تناول الأطعمة المحتوية على الغلوتين طوالَ الحياة.
أمَّا في الأشكال الأخرى من عدم التحمُّل الغذائي، فإنَّه يتوجَّب التوقُّفُ عن تناول المادَّة المسبِّبة لفترة، وأحياناً طوال الحياة.
وفي كلِّ الحالات، لابدَّ من قراءة المعلومات المرفَقة مع المواد الغذائية بدقَّة، لمعرفة المواد الغذائية المسبِّبة للمشكلة، وتَجنُّبها.