ألم الصدر له أسباب و أنواع كثيرة،
ولكن المريض يعزو معظم آلام صدره ، وخاصة في جهته اليسرى ، الى قلبه ، علماً بأن ليس كل الآلام الصدرية قلبية . كما وأن آلام القلب يمكن ان تحدث في مكان آخر غير منطقة القلب .
التهابُ الشَّغاف endocarditis عدوى نادرةٌ وخطرة على الحياة، يُصيبُ الطبقةَ أو البطانة الداخلية للقلب والصِّمامات القلبية (شَغاف القلب endocardium). ويكون السببُ الأكثر شيوعًا للإصابة بهذه الحالة هو دخول جراثيم إلى الدم، وانتقالها إلى القلب، أو بسبب عدوى فطريَّة في حالات نادرة.
التهابُ التَّأمور pericarditis حالةٌ يُصاب فيها الغشاءُ أو الكيس الـمحيط بالقلب بالالتهاب. ويُسمَّى هذا الكيسُ بالتأمور (أو التَّامُور) pericardium. يُؤدِّي التهابُ التَّأمور إلى دخول السوائل ومُكوِّنات الدَّم، مثل الفبرين fibrin وخلايا الدَّم الحمر وخلايا الدَّم البيض، إلى الحيِّز التأمُوريّ pericardial space
اضطراباتُ النَّظم arrhythmias هي مشاكلُ أو خلل فـي نظم أو نبضان القلب (بشكل تسرُّع أو بطء أو عدم انتظام فـي ضرباته)، يكون دائمًا أو متقطِّعًا يأتي على نوبات. ولكن، يمكن أن يعيشَ معظمُ الـمصابين بهذه الاضطرابات حياةً طبيعية إذا كان تشخيصُ الـمشكلة صحيحًا والـمعالجةُ مناسبة، غير أنَّ بعضَها يدلُّ على مشكلة مهمَّة يجب معالجتها على الفور.
التشوُّهاتُ الشِّريانية الوريدية arteriovenous malformations (AVMs) عيوبٌ تُصيبُ الجهازَ الوعائي vascular system.
يتألَّف الجهازُ الوعائي من الشرايين arteries والأوردة veins والشُّعيرات capillaries. تقوم الشرايينُ بنقل الدم من القلب إلى الأعضاء الأخرى، بينما تعود الأوردةُ بالدم إلى القلب. وتصل الشعيراتُ بين الشرايين والأوردة.
تتألَّف التشوُّهاتُ الشِّريانية الوريدية من شبكةٍ معقَّدة من الشرايين والأوردة. وهي تتَّصل ببعضها بعضًا دون وجود شعيرات، ممَّا يؤدي إلى اضطراب الدوران الدموي فـي العضو.
يمكن أن تحدثَ التشوُّهاتُ الشريانية الوريدية الدماغيَّة فـي أيِّ مكان داخل الدماغ أو فـي محيطه. ويتضمَّن ذلك الفصوصَ الرئيسيَّة الأربعة للجزء الأمامي من الدماغ (الجبهي frontal والجداري parietal والصُّدغي temporal والقَذالـي occipital)، أو الجزء الخلفي من الدماغ (الـمُخيخ cerebellum)، أو جذع الدماغ brainstem، أو بُطينات الدماغ ventricles (الأَفضية أو الأحياز العميقة داخل الدماغ التي تُنتِج السائل الدماغي النخاعي ويجول فيها).
لا يحدثُ تغيُّرٌ أو نموٌّ كبير فـي معظم التشوُّهات الشريانية الوريدية، رغم احتمال توسُّع الأوعية الـمصابة. وقد تتقلَّص أو تنكمش بعضُ هذه التشوُّهات نتيجةً لتشكُّل جلطاتٍ فـي أحد أجزائها. بينما قد يتضخَّم البعضُ الآخر نتيجة إعادة توجيه الدم فـي الأوعية الـمجاورة باتجاه التشوّهات.
معدَّل انتشار التشوُّهات الشريانية الوريدية
يمكن أن تحدثَ التشوُّهاتُ الشريانية الوريدية فـي أيِّ مكانٍ فـي الجسم - كما ذكرنا - إلاَّ أنَّها تحدث فـي الدماغ أو النُّخاع الشوكي غالبًا. وتظهر لدى معظم الـمصابين بالتشوُّهات الشريانية الوريدية الدماغية أو النُّخاعية (الشوكية) بعضُ الأعراض الخطيرة.
تكون نسبةُ حدوث التشوُّهات الشريانيَّة الوريديَّة أقلّ من 1 فـي الـمائة من إجمالي عدد السكَّان. ويكون معدَّلُ إصابة الرجال بهذه الحالة أكبرَ من معدَّل إصابة النساء.
أسباب التشوُّهات الشريانية الوريدية
من النادر الإصابةُ بالتشوُّهات الشريانية الوريدية. وما زال سببُ الإصابة بهذه الحالة مجهولًا، ولكن يبدو أنَّها تحدث فـي أثناء الحمل أو بعدَ الولادة مباشرة. يمكن لأيِّ طفلٍ أن يُولَدَ وهو مصابٌ بالتشوُّه الشريانـي الوريدي فـي الدماغ، إلاَّ أنَّه توجد عواملُ قد تزيد من خطر حدوث هذه الحالة مثل:
- أن يكونَ الشخصُ ذكرًا، فهذه الحالةُ تكون أكثرَ شيوعًا بين الذكور.
- وجود قصَّة عائلية لهذه الحالة، حيث يتكرَّر ظهورُها بين أفراد الأسرة، إلاَّ أنَّه لا يوجد عامل وراثي معيَّن ومعروف يؤدي إلى حدوث هذا التشوُّه. ومن الـمحتَمل وجودُ حالاتٍ صحيَّة وراثية أخرى تجعل الشخصَ عُرضةً للإصابة بتشوُّهات الأوعية الدموية، مثل التشوُّهات الشريانية الوريدية.
أعراض التشوُّهات الشريانية الوريدية
كيف تضرُّ التشوهاتُ الشريانية الوريدية بالدماغ والحبل الشوكي؟
تُلحِقُ التشوهاتُ الشريانية الوريدية الضررَ بالدماغ أو بالحبل الشوكي من خلال ثلاث آليَّات أساسيَّة: من خلال خفض كمِّية الأكسجين التي تصل إلى الأنسجة العصبيَّة، أو من خلال التسبُّب بحدوث نزفٍ فـي الأنسجة الـمحيطة بها، أو من خلال ضغط أو إزاحة أجزاءٍ من الدماغ أو الحبل الشوكي.
تختلف أعراضُ التشوُّهات الشريانيَّة الوريديَّة باختلاف مكان حدوثها؛ فمثلًا:
- يتعرّض أكثر من 50 فـي الـمائة من الـمصابين بالتشوُّهات الشريانية الوريدية لنزف داخل القحف intracranial hemorrhage.
- بينما يتعرّض ما بين 20-25 فـي الـمائة منهم إلى نوبات صرع بؤريَّة أو مُعمَّمة focal or generalized seizures.
- قد يشكو الـمرضى من ألمٍ موضعي فـي الرأس نتيجة ازدياد جريان الدم فـي محيط التشوُّه الشريانـي الوريدي.
- يمكن أن يشكو 15 فـي الـمائة من الـمصابين بهذه الحالة من صعوبة فـي الحركة والكلام والرؤية.
قد لا تؤدِّي التشوُّهاتُ الشريانية الوريدية الدماغيَّة إلى ظهور أيَّة علامات أو أعراض ما لـم تتمزَّق، وعندئذٍ تؤدِّي إلى نزفٍ دماغي. ويُعدُّ حدوثُ هذا النزف العَرَض الأوَّل الذي يكشف وجودَ التشوُّه فـي نحو 50 فـي الـمائة من هذه الحالات. لكنَّ بعضَ الـمصابين بهذا التشوُّه قد يشكون من علاماتٍ وأعراض أخرى غيرَ النزف مرتبطة بهذه الحالة.
قد تنطوي علاماتُ وأعراض هذا التشوُّه عند الذين لا يتعرّضون للنزف على ما يلي:
- نوبات صرعيَّة.
- صداع أو ألم فـي إحدى مناطق الرأس.
- الشعور بضعف أو اخدرار (تنميل) فـي أحد أجزاء الجسم.
قد يشكو بعضُ الـمرضى من علاماتٍ وأعراض عصبيَّة أشدّ خطورة، وذلك وفقًا لـموضع التشوُّه، مثل:
- الصداع الشديد.
- الضَعف أو الاخدرار أو الشلل.
- فقد الرؤية.
- صعوبة التكلُّم.
- تخليط ذهني أو عدم القدرة على فهم الآخرين.
- ضعف شديد فـي التوازن.
يمكن أن تبدأَ الأعراضُ بالظهور فـي أيِّ عمر، إلاَّ أنَّها تظهر فـي سنٍّ يتراوح بين 10-40 عامًا عادةً. قد يؤدِّي وجودُ تَشوُّهات شريانية وريدية إلى الإضرار بالنسيج الدماغي مع مرور الوقت، لأنَّ تأثيراتها تتراكم بشكلٍ بطيء، مؤدِّيةً إلى ظهور الأعراض فـي بداية مرحلة ما بعد البلوغ غالبًا. وعندما يصل الشخصُ إلى متوسِّط العمر، فإنَّ هذه التشوُّهات تميل إلى الاستقرار، وينقص احتمالُ تسبُّبها بظهور أعراض. قد تتفاقم الأعراضُ عندَ بعض النساء الحوامل نتيجة التغيُّرات الحاصلة فـي حجم وضغط الدم.
يؤدِّي أحدُ أكثر أنواع التشوُّهات الشريانية الوريدية الدماغيَّة شدَّة، والـمسمَّى عيب أو تشوُّه وريد جالينوس vein of Galen defect، إلى ظهور علامات وأعراض تُلاحظ بعدَ الولادة مباشرة. وقد تتسبَّبَ الأوعيةُ الدموية الرئيسية الـمشاركة فـي هذا النمط من التشوّه فـي تجمُّع السوائل فـي الدماغ وتورُّم الرأس. تنطوي العلاماتُ والأعراض على تورُّم الأوردة التي يمكن رؤيتها على فروة الرأس، وحدوث نوبات صرع ونقص النموّ وفشل القلب الاحتقانـي.
تشخيص التشوُّهات الشريانية الوريدية
يجب طلبُ المساعدة الطبيَّة الفوريَّة عند ملاحظة أيَّة علاماتٍ أو أعراض تدلُّ على وجود تشوُّهات شريانية وريدية دماغية، مثل حدوث نوبات صَرعية أو صداعٍ أو أعراض أخرى؛ فحدوثُ نزف نتيجة وجود تشوه شريانـي وريدي دماغي من الحالات الـمهدِّدة للحياة، ويستدعي رعايةً طبيَّة إسعافيَّة.
ينبغي على اختصاصي الأمراض العصبية مراجعة الأعراض وإجراء الفحص السريري لتشخيص الإصابة بالتشوّهات الشريانية الوريدية الدماغية.
قد يوصي الطبيبُ بإجراء اختبارٍ أو أكثر لتشخيص الحالة، حيث يقوم أطبّاء الأشعّة الـمُدرَّبون على تصوير الدماغ والجهاز العصبي بإتمام اختبارات التصوير.
تشتمل الاختباراتُ المستعملة لتشخيص التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية على ما يلي:
- تصوير الشرايين الدماغية cerebral arteriography. يُعرَف كذلك بتصوير الأوعية الدماغية cerebral angiography، وهو الاختبارُ الأكثر تفصيلًا لتشخيص الحالة، حيث يكشف موضعَ وخصائص الشرايين الـمُغذّية والأوردة التي تعود بالدم، وهذا أمرٌ ضروري للتخطيط للمعالجة.
- التصوير الـمقطعي الـمحوسب computerized tomography (CT) scan. تُستَعملُ فـي هذا النوع من الاختبار سلسلةٌ من صور الأشعة السينية لتشكيل صورة مفصَّلة مقطعيَّة للدماغ.
- التصوير بالرنين الـمغناطيسي Magnetic resonance imaging (MRI). يُستَعملُ فـي هذا النوع من التصوير مغانِط قويَّة وموجات راديويَّة لتشكيل صورة مفصَّلة للدماغ. يُعدُّ هذا النوعُ من التصوير أكثرَ دقَّة من التصوير الـمقطعي الـمحوسب، حيث يمكنه إظهار تفاصيل إضافيَّة للتغيُّرات الدقيقة الحاصلة فـي أنسجة الدماغ الـمرتبطة بالتشوُّهات الشريانية والوريدية الدماغية. كما يتميَّز هذا النوعُ من التصوير بتقديمه معلوماتٍ دقيقةٍ عن مكان التشوُّه، وعن أيِّ نزفٍ مرتبطٍ به فـي الدماغ، وهذا من الأمور الضرورية لتحديد الخيارات العلاجيَّة.
معالجة التشوُّهات الشريانية الوريدية
توجد عدَّةُ خياراتٍ علاجيَّة محتملة للتشوُّهات الشريانيَّة الوريدية الدماغيَّة، حيث يعدُّ الهدفُ الرئيسي من المعالجة هو الوقاية من حدوث النزف، إلاَّ أنَّ الـمعالجةَ لضبط نوبات الصرع أو الـمضاعفات العصبيَّة الأخرى يمكن أخذُها بعين الاعتبار أيضًا.
يَعمدُ الطبيبُ إلى تحديد العلاج الأنسب لحالة الـمريض، وفقًا لعمره وصحَّته وحجم وموضع الأوعية الدموية الـمعيبة. كما يمكن استعمالُ الأدوية لـمعالجة الأعراض الناجمة عن التشوُّهات الشريانية الوريدية، مثل الصداع أو نوبات الصرع.
تُعدُّ الجراحةُ هي الـمعالجة الأكثر شيوعًا للتشوُّهات الشريانية الوريدية الدماغيَّة. وتوجد ثلاثةُ خيارات جراحية مختلفة لتدبير هذه التشوُّهات، وهي:
- الاستئصال الجراحي surgical removal (resection). قد يوصي الطبيبُ، عندَ حدوث نزفٍ من التشوُّهات الشريانية الوريدية الدماغية أو وجودها منطقةٍ يمكن الوصولُ إليها بسهولة، باستئصالٍ جراحيٍّ لهذه التشوُّهات من خلال عملية جراحية تقليدية فـي الدماغ.
تُجرَى هذه الجراحةُ عادةً عندَ توفُّر إمكانيَّة لاستئصال التشوُّه بحيث تكون مخاطرُ حدوث نزف أو نوبات صرعية قليلة. تحمل جراحةُ استئصال هذا التشوُّه من مناطق عميقة من الدماغ مخاطرَ أكبر لحدوث مضاعفات؛ ولذلك، قد يوصي الطبيبُ بمعالجاتٍ أخرى.
- الإصمام داخل الوعاء الدموي endovascular embolization
يُدخَلُ أنبوبٌ رفيعٌ وطويل (قثطار) فـي أحد شرايين الساق، ويُمرَّر من خلال الأوعية الدموية إلى الدماغ بمساعدة التصوير بالأشعة السينية. ثمَّ يُوضَّع القثطارُ فـي أحد الشرايين الـمغذِّية للتشوّه، ويُحقَن عاملُ مسبِّب للإصمام embolizing agen، مثل جزيئات صغيرة أو مادة شبيهة بالصمغ أو مواد أخرى، وذلك لسدِّ الشريان، وتخفيف جريان الدم باتجاه التشوُّه.
يُعدُّ هذا الإجراءُ أقلَّ بَضْعًا من الجراحة التقليدية. ويمكن إجراؤُه بشكلٍ منفرد، إلاَّ أنَّه يُستَعمل بشكلٍ متكرِّر قبل العلاجات الجراحيَّة الأخرى، وذلك لجعلها أكثرَ أمانًا من خلال إنقاص حجم التشوه أو إمكانيَّة حدوث نزف.
قد تُستَعمل هذه الطريقةُ العلاجيَّة فـي بعض حالات التشوُّهات الشريانية الوريدية الدماغية الكبيرة لتخفيف الأعراض الـمشابهة لأعراض السكتة الدماغيَّة، وذلك من خلال إعادة توجيه الدم باتجاه النسيج الدماغي الطبيعي.
- الجراحة الإشعاعية بالتوضيع التجسيمي stereotactic radiosurgery (SRS)
تَستعمِل هذه الطريقةُ العلاجية الأشعّةَ الـمركَّزة الدقيقة لتدبير التشوُّه الشريانـي الوريدي. ولا تُعدُّ من العمليات الجراحية لعدم وجود شقٍّ جراحي؛ حيث تُوجَّه عدَّةُ حزمٍ إشعاعية تستهدف بشكلٍ مركَّز التشوُّهات الشريانية الوريدية لتخريب الأوعية الدموية وجعلها مُتندِّبة؛ ثمَّ يحدث تخثُّرٌ بطيء فـي الأوعية الدموية الـمتندِّبة المصابة بالتشوّه الشريانـي الوريدي خلال 1-3 سنوات التالية للمعالجة.
يُعدُّ هذا النوعُ من الـمعالجة الأفضلَ لتدبير التشوُّهات الصغيرة التي يَصعُبُ استئصالها بالجراحة التقليدية، وكذلك لـمعالجة التشوّهات التي لم تُؤدِ إلى حدوث نزفٍ مهدِّدٍ للحياة.
إذا كان الشخصُ يشكو من بضعة أعراض، أو كان لا يشكو من أيّ أعراض، أو كان التشوُّه موجودًا فـي منطقةٍ من الدماغ يصعب علاجها، فقد يوصي الطبيبُ بمراقبة من خلال إجراء اختباراتٍ منتظمة.
مضاعفات التشوُّهات الشريانية الوريدية
تنطوي مضاعفاتُ التشوُّهات الشريانية الوريدية الدماغية على احتمال لحدوث ما يلي:
- نزف داخل الدماغ bleeding in the brain (hemorrhage). يُشكِّل التشوهُ الشريانـي الوريدي ضغطًا كبيرًا على جدران الشرايين والأوردة الـمصابة. وقد يؤدِّي هذا إلى حدوث تمزُّق فـي بنية موضع التشوّه، ومن ثمَّ حدوث نزفٍ فـي الدماغ. ويكون احتمالُ حدوث نزف فـي التشوّه الشريانـي الوريدي الدماغي حوالى 2 فـي الـمائة سنوياً. وقد يكون احتمالُ حدوث النزف أعلى فـي أنواع معيَّنة من هذه التشوُّهات، أو إذا عانى الشخصُ من حدوث تمزّقاتٍ سابقة فـي موضع التشوُّه الشريانـي الوريدي. وقد لا تُكتشَف بعضُ حالات النزف الـمرتبطة بهذه التشوّهات، لأنَّها لا تتسبَّبُ بحدوث إصابة دماغية كبيرة أو بظهور أعراض، ولكن قد تحدث نوباتُ نزفٍ مهدِّدة للحياة.
تُشكِّل التشوّهاتُ الشريانية الوريدية الدماغية حوالى 2 فـي المائة من إجمالي السكتات الدماغيَّة النازفة سنويًّا، وتُعدُّ السببَ فـي حدوث النزف عندَ الأطفال والشباب الذين يعانون من نزف الدماغ غالبًا.
- نقص الأكسجين فـي نسيج الدماغ reduced oxygen to brain tissue. يتجاوز دمُ الـمصابين بالتشوّه الشرياني الوريدي شبكةَ الأوعية الشعريَّة، ليجري مباشرةً من الشرايين إلى الأوردة. ويكون جريانُ الدم سريعًا عبر الطريق البديل لعدم وجود ما يُبطِئ من سرعته، وهي الأوعية الدموية الصغيرة عادةً.
لا تتمكَّن الأنسجةُ الدماغية الـمحيطة من امتصاص الأكسجين بسهولة الدم الذي يجري سريعًا. ونتيجةً لعدم وجود كمِّية كافية من الأكسجين، فإنَّ أنسجةَ الدماغ سوف تَضعُف أو قد تموت. ويؤدِّي هذا إلى ظهور أعراض السكتة الدماغية، مثل صعوبة التكلُّم والضَّعف والتنميل وفقدان الرؤية أو عدم القدرة على الثبات وحفظ التوازن.
- تضرُّر الدماغ brain damage. قد يقوم الجسمُ، مع التقدُّم فـي العمر، بتكوين شرايين إضافية لتوفير الدم اللازم لجريان الدم السريع فـي التشوُّه الشريانـي الوريدي. وقد يؤدِّي ذلك إلى الحيلولة دون جريان السوائل الواقية بحريَّة حولَ نصفي الكرة الـمخيَّتين. وإذا ما تجمَّعت هذه السوائل (استسقاء الدماغ hydrocephalus)، فإنَّها قد تدفع نسيج الدماغ باتجاه الجمجمة.
قد يؤثِّر النزفُ الحاصل فـي موضع التشوّه الشريانـي الوريدي فـي واحدة أو أكثر من وظائف الجسم الطبيعية، وذلك وفقًا لـموضع وشدَّة الإصابة الدماغيَّة. تختلف الوظائفُ باختلاف الجزء الذي يضبطها فـي الدماغ:
- الفصّ الجبهي يضبط الشخصيَّة.
- الفصّ الجداري يضبط حركة الذراعين والساقين.
- الفَصّ الصُّدغي يضبط الكلام والذاكرة والفهم.
- الفَصّ القذالي (القفوي) يتحكَّم بالرؤية.
- الـمخيخ يضبط الـمشي والتناسق.
- بطينات الدماغ تضبط إنتاجَ السائل النخاعي.
- جذع الدماغ يضبط السُّبُلَ من جميع الوظائف السابقة إلى بقيَّة أجزاء الجسم.
استِبدالُ الصِّمام الأبهري aortic valve replacement هُو نمط من جِراحة القلب الـمفتُوح open heart surgery، يُستخدَم لِعلاج مشاكل هذا الصِّمام فـي القلب. ولكن يمكن القيامُ بذلك عبر القثطار أو بجراحة قليلة البَضع.
أمُّ الدم aneurysm هي تبارزٌ أو انتباج في أحد الأوعية الدمويَّة بسبب ضعف في جداره، حيث موضع تفرُّعه عادةً.
عندما يمرُّ الدمُ عبرَ الوعاء الدموي الضعيف، يؤدِّي ضغطُ الدم إلى تبارز أو نتوء منطقةٍ صغيرة مثل البالون.
يمكن أن تحدثَ أمَّهاتُ الدم في أيِّ وعاء دمويّ في الجسم، لكنَّ الموضعين الأكثر إصابةً هما:
تُسمَّى أمَّهات الدم داخل القِحف أو أمَّهات الدم المخِّية intracranial or cerebral aneurysm.
لا تؤدِّي معظمُ أمَّهات الدم الدِّماغية brain aneurysms إلى أعراض واضحة إلاَّ عندما تتمزَّق أو تنفجر.
وهذا ما يقود إلى حالة خطيرة جداً تُدعى النزف تحت العنكبوتية subarachnoid haemorrhage (انظر الرابط http://bit.ly/2ajOrzL)، حيث يمكن أن يؤدِّي النزفُ الناجم عن أمّ دم متمزِّقة إلى ضرر دماغيّ واسع وأعراض، مثل:
يموت ثلاثةُ أخماس المصابين بالنزف تحت العنكبوتية في غضون أسبوعين؛ ونصفُ الذين ينجون يبقى لديهم ضررٌ دماغيّ شديد وعجز.
تَمزُّقُ أمِّ الدم ruptured brain aneurysm هو طارئةٌ طبِّية؛ ولذلك، عندَ الشكِّ بأنَّ أحداً مصابٌ بأمِّ الدم الدماغية، وذلك من خلال تمزُّقها، لابدَّ من الاتِّصال بالإسعاف فوراً.
في حال اكتشاف أمِّ الدم الدماغية قبلَ تمزُّقها، قد يوصى بالمعالجة للوقاية من حدوث هذا التمزُّق في المستقبَل. وبما أنَّ معظمَ أمَّهات الدم لا تتمزَّق، لذلك لا نلجأ إلى المعالجة إلاَّ إذا كان خطرُ التمزُّق مرتفعاً بشكلٍ ملحوظ.
تشتمل العواملُ التي تؤثِّر في مدى النُّصح بالمعالجة على العمر، وحجم أمِّ الدم وتوضُّعها، والتاريخ الطبِّي الشخصي والعائلي، وأي حالة صحِّية موجودة لدى المريض.
عندَ النُّصح بالمعالجة، يقوم ذلك عادةً على ملء أمِّ الدم بوشائع أو لفائف معدنيَّة دقيقة أو إجراء جراحة مفتوحة لسدِّها وغلقها بمِشبك معدنيّ دقيق.
إذا كان احتمالُ التمزُّق منخفضاً، يخضع الشخصُ للمتابعة والمراقبة. وقد يُعطى دواءً لخفض ضغط الدم، ويُنصَح بطرق يمكنه من خلالها التقليل من احتمالات التمزُّق، مثل الإقلاع عن التدخين.
كما أنَّ الطرائقَ نفسَها المستعملة في الوقاية من التمزُّق تُستخدَم في معالجة أمَّهات الدم الدماغية التي تمزَّقت.
لا تزال الأسبابُ الدقيقة لحدوث ضعف في جدار الأوعية الدمويَّة غيرَ واضحة، مع أنَّ عواملَ الخطر باتت معروفة، وهي:
في بعض الحالات، يمكن أن تحدثَ أمُّ الدم بسبب وجود ضعف في جدران الأوعية الدمويَّة عندَ الولادة.
من الصعب تقديرُ عدد المصابين بأمَّهاتِ الدم الدماغيَّة بشكلٍ دقيق، لأنَّها لا تسبِّب أعراضاً عادةً، ولا تُكتشَف إلاَّ مصادفةً أو بعدَ تمزُّقها.
يعتقد بعضُ الخبراء أنَّ نسبةَ الإصابة بأمَّهاتِ الدم الدماغيَّة تبلغ 1 من كلِّ 20 شخصاً، في يرى آخرون أنَّها أقلّ من ذلك بكثير، بحيث لا تتجاوز 1 من كلِّ 100 من الناس.
ويكون عددُ أمَّهاتِ الدم التي تتمزَّق قليلاً جداً، حيث يبلغ - على سبيل المثال - نحو 1 في كلِّ 12500 في إنكلترا سنوياً.
يمكن أن تحدثَ أمَّهاتُ الدم الدماغيَّة في أيِّ عمر، لكنَّها أكثر شيوعاً بعد عمر 40 سنة. وتميل النساء إلى الإصابة بها أكثر من الرجال.
أفضلُ طريقةٍ للوقاية من الإصابة بأمّ الدم، أو التقليل من خطر زيادة حجمها وربَّما تمزُّقها، هي تجنُّب الأنشطة التي قد تضرّ بالأوعية الدموية، مثل: