إذا أُصيبَ الطفلُ بأحد اضطرابات الأكل، قد يشعر الوالدان بالارتباك حولَ كيفية مساعدته أو كيفية التصرُّف معه.
قد يتغيَّر سلوكُ الابن أو الابنة فجأةً، تَغيُّرًا كبيرًا عن السلوك الذي اعتادا عليه، مثل: الانسحاب وسرعة الغضب وفرط التحسُّس، وحتى الوقاحة. ونتيجةً لذلك، قد يصعب التحدُّثُ معهم في وقت يكون الحواُر مهمًا جدًّا.
وربَّما يهون الأمرُ على الوالدين إذا عرفا أنَّ الابن أو الابنة قد يتَّخذا موقفًا دفاعيًا لأنَّ هذا الاضطراب قد يكون هو طريقتهما في التعايش أو التكيُّف، ولذلك سيقاومان الانعتاقَ منه، في البداية على الأقلّ.
وإذا كان الطفلُ يُعالَج من هذا الاضطراب، سيكون دورُ فريق المعالجة مهماً جداً في شفائه. ولكن، على الوالدين ألاَّ يقلِّلا من أهمِّية حبِّهم ودعمهم.
الأشخاصُ الذين تعافَوا من اضطراب الشهية يشيرون إلى أهمِّية الرعاية التي تَلقَّوها ممَّن يحبونُّهم، ودعمهم غير المحدود، في التعافي، حتى عندما عرفوا أنَّ سلوكَهم كان يصعب تفهُّمُه.
لذلك، على الوالدين أن يتحدَّثا مع أحد خبراء الصحة، في فريق معالجة طفلهم، عن طبيعة دورهم كوالدين وراعيَين، وأن يأخذا بنصائحه حولَ ما يمكنهما القيام به في البيت لمساعدة ابنهم أو ابنتهم. ولكن، قد تساعد النصائحُ التالية على التواصل مع الابن أو الابنة، والتصرُّف الصحيح في أوقات الوجبات.
قد يصعب التحدُّثُ مع الطفل عن حالته المرضية، خاصَّة إذا لم يقتنع بعدُ بأنَّ لديه مشكلةً صحِّية، إلاَّ أنَّ للتواصلَ يمارس دورًا مهمًّا في الشفاء من الاضطراب. لذا، يتعيَّن على الوالدين أن لا يتوقَّفا عن المحاولة في مدِّ جسور الحوار مع ابنهما أو ابنتهما.
عندما يريد الوالدان أن يتحدَّثا مع ابنهما ابنتهما مباشرةً عن اضطراب الأكل، يُنصَح بما يلي:
كما قد يستفيد الوالدان أيضاً ممَّا يلي:
إذا احتاج الوالدان إلى دعمٍ إضافي، فهناك العديدُ من المنظَّمات التي تستطيع مساعدتهما. ومن المهمِّ أن تتفهَّمَ كلُّ العائلة وضعَ المرض، وتتلقَّى الدعمَ المناسب. كما يتعيَّن على الوالدين أيضاً زيارة طبيب العائلة بأسرع وقتٍ ممكن، لينصحهما هو وفريق المعالجة بالنصائح المناسبة؛ ويمكنهما أن يسألا عن أيِّ مشكلةٍ يوجهانها في التعايش مع حالة ابنهما الصحِّية، ومن ضمنها إيجادُ مجموعات الدعم والمساعدة الذاتية.
لا يَتمنَّى أحدٌ أن يسمعَ من الطَّبيب أنَّه بحاجة إلى معالجة أسنانه؛ ولكنَّ ذلك ضروري أحياناً.
لا يَنصح الطَّبيبُ بإجراء معالجةٍ سنِّية ما لم يكن ذلك ضَرورياً لإصلاح مشكلة ما تُسبِّب ألماً سنِّياً، أو تَشوُّهاً في منظر الأسنان، أو لمنع مَشاكِل مستقبليَّة.
يُسمَّى هذا الفرعُ من طبِّ الأسنان باسم طبِّ الأسنان التَّرميمي restorative dentistry، حيث يتضمَّن هذا البابُ ترميمَ أو الحفاظَ على الأسنان التي تَعرَّضت للضرر بسبب النخر، أو بسبب اهتراء الأسنان النَّاجم عن التآكل أو السَّحل، أي أنَّ هذا الفرعَ من طبِّ الأسنان يعتني بمنع حُدوث أضرار إضافية للأسنان.
نُقدِّم فيما يلي دليلاً لمختلف أنواع المعالجات التي يمكن أن يقدِّمَها طبيبُ الأسنان. ولكن، ليسَ من الضَّروري أن تكونَ جميعُ المعالجات التَّالية متوفِّرةً في عيادة طبيب الأسنان العام، فالغِرساتُ implants مثلاً تَحتاج إلى طبيب أسنان جرَّاح غالباً كي يقومَ بها.
الجسرُ هو إعاضَة ثابتةٌ لسنٍّ أو أسنان مفقودة. يجري أوَّلاً أخذُ طبعةٍ impression للأسنان المجاورة لمنطقة السنِّ المفقود، والتي ستدعم الجسرَ في نهاية المَطاف، فتبدو صغيرةً ووتدية الشكل، ثمَّ أخذ طبعة أو قالب لجميع الأسنان، وتُرسَل الطَّبعةُ إلى مُختَبر الأسنان.
يجري تصنيعُ الجسور من خلطةٍ معدنيَّة صُلبة مغطَّاة بطبقةٍ من الخزف عادة، كما يمكن صناعتها من مادَّة خزفية فقط من دون معدن. كما يجري تثبيتُ الجسر في الفم بشكلٍ نِهائي بحيث لا يمكن إزالتُه إلاَّ من قِبَل طبيب الأسنان (بخلاف البِدلات dentures أو الإِعاضات المتحرِّكة التي يمكن أن يُخرجَها المريضُ من فمه متى شاء).
التاجُ هو قُبَّعة تُغطِّي السنَّ بشكلٍ كامل. وتُتَّبَعُ في تَصنيع التَّاج الخطواتُ والطُّرق نفسها المُتَّبَعة في تَصنيع الجسر، ويجري تثبيتُه بشكل نهائي في الفم أيضاً.
يُلجأ إلى استِعمال التَّاج عندَ تعرُّض السنِّ للكسر أو النَّخر بشكلٍ كبير، كما يمكن أن يُستعمَل لتَحسين النَّاحية التَّجميلية أحياناً.
يأخذ تَحضيرُ الجسر أو التَّاج بعضَ الوقت من قِبَل المُختبَر، وبذلك لن يكون الجسرُ أو التَّاج جاهزاً في اليوم نفسه غالباً.
تُستخدَم الحشواتُ لملء فراغ في السنِّ ناجِم عن النَّخر. وأَشهرُ أنواع الحَشوات هو حشواتُ المُلغَم amalgam المعدنيَّة، والتي هي مَزيجٌ من مَعادِن تتضمَّن الزئبقَ والفضَّة والقصدير والنُّحاس والزَّنك. كما أنَّ هناك الحشوات التَّجميلية التي لها لون السنِّ نفسه، وهي تُلاقِي انتشاراً وقَبولاً واسعاً.
يعودُ القرارُ في استخدام أيٍّ من النوعين إلى تَقدير الطَّبيب ورغبة المريض.
تُسمَّى المداواةَ اللبِّية للأسنان أيضاً أو طِبَّ لُبِّ الأَسْنان endodontics، وهي تَهتمُّ بمعالجة العَدوى التي تصيب اللبَّ السنِّي (عصب السن والأوعية التي تغذِّيه).
قد تُصاب الحزمةُ الوعائية العصبيَّة الخاصَّة بالسنِّ بالعدوى. وإذا لم تُجرَ المعالجةُ اللبِّية، فإنَّ العدوى سوف تنتشر، وقد تصبح السنُّ بحاجة إلى القَلع.
تَتَضمَّن المعالجةُ إزالةَ العدوى من داخل القناة الجذرية، ومن ثمَّ ملء القناة بمادَّة مالِئة وحشو السنِّ بحشوة مناسبة، وقد يُصار إلى تَتويجها (وَضع تاج لها). وتحتاج المعالجةُ اللبِّية للسنِّ ما بين جلستين إلى ثلاث جلسات في الحالة العاديَّة.
يَقومُ ذلك على تَنظيف الأسنان بشكلٍ مركَّز من قبل اختصاصي الرِّعاية الصحِّية، حيث يتضمَّن العملُ إزالةَ جَميع الرواسِب التي قد تكون متوضِّعةً على الأسنان (القَلَح tartar).
تُفيد الأجهزةُ (المستخدَمة في المعالجة التَّقويمية) في تَحريك أو تَقويم الأسنان لتحسين النَّاحية الوظيفية والجمالية للأسنان.
يمكن أن تكونَ الأجهزةُ التَّقويمية متحرِّكةً (حيث يمكن للمريض إخراجها من الفم وتَنظيفها)، وقد تكون ثابتةً وملتصقة بالأسنان، ولا يمكن للمريض نَزعها.
قد تُصنَّع الأجهزةُ التَّقويمية من المعدن أو البلاستيك أو الخزف. ولكن، تُصنَّع الأجهزةُ غير المرئيَّة من البلاستيك الشفَّاف.
الكُسوَاتُ الخَزَفِيَّة السنِّية أو الفِينيرات هي وُجوهٌ تَجميليَّة تلتصق بسطح السنِّ لتخفي تَغيُّرَ لونه (أكثر من كونها حَلاً تَرميمياً).
تتضمَّن المعالجةُ بالكُسوَاتِ الخَزَفِيَّة أو الفينيرات تحضيراً بسيطاً لسطح السنِّ الأمامي، ثمَّ أخذ طَبعة يجري بموجبها تَصنيع كسوة خزفيَّة تُلصَق على سطح السنِّ (يمكن تَشبيهُها بالظفر الكاذب أو العَدسات اللاصقة).
تقومُ هذه الأجهزةُ (أو البِدلات) بالإعاضَة عن الأسنان الطبيعيَّة، ولها نوعان: الكاملة والجزئيَّة. تُعيض الأجهزةُ أو البِدلات الكاملة عن فقد كامِل الأسنان، في حين تُعيض الأجهزةُ أو البِدلات الجزئيَّة عن فقد جزءٍ من الأسنان فقط. ويجري تصنيعُ الأسنان الاصطناعيَّة من المعدن أو البلاستيك بعد أخذِ طَبعةٍ لكامِل الفم.
تكون هذه الأسنانُ الاصطناعيَّة متحرِّكة، بمعنى أنَّه يمكن للمريض إزالتها من فمه لتنظيفها. ويجب إخراجُ البِدلات الكاملة من الفم وتنظيفها ثمَّ نقعها في محلول مُنظِّف، في حين يمكن تنظيفُ البِدلات الجزئية مع بقيَّة الأسنان الطبيعية في أثناء التَّفريش العادي.
تفيد البِدلاتُ المتحرِّكة في إستعادة الوظيقة الماضغة والتجميلية للأسنان بعدَ فقدها، حيث إنَّ فقدَ الأسنان يؤدِّي إلى اضطراب النِّظام الغذائي بسبب الحدِّ من تناول الطعام، كما تؤثِّر في النَّاحية الجمالية، وتسبِّب تَرهُّلَ بعض عضلات الوجه.
الغِرساتُ السنِّية هي البديلُ الثَّابت للبِدلات المتحرِّكة. وقد تكون الخيارَ الوحيد عندَ حُدوث انكماشٍ في الفَم بحيث لا يمكنه دعم هذه البِدلات.
يمكن استخدامُ الغِرسات السنِّية للإعاضَة عن فقد سنٍّ واحدة أو أكثر.
يجري حفرُ مسكن للغِرسَة ضمن العظم، ثمَّ يُدخل ضمنَ هذا المسكن برغي من التِّيتانيوم تكون مهمَّتُه حملَ التَّاج الاصطناعي أو الجسر أو الجهاز التَّعويضي (البِدلة).
تحتاج الغِرسَة للبقاء في العظم إلى فترة تترواح بين ثلاثة إلى ستَّة أشهر غالباً، من دون أن يجري تَحميلُها بأيَّة إعاضة، وذلك كي يلتئم العظمُ حولَها وتلتحم معه.
بعدَ ذلك، يشرع الطَّبيب بإجراءات الإعاضة النَّهائية وإرسال الطَّبعات إلى المختبر كي يُصار إلى تحضير الإعاضة النَّهائية، وهو ما يستغرق بضعةَ أيَّام في العادة.
رغم أنَّ الغِرسات مُكلفة، إلاَّ أنَّها تُعَدُّ حلاًّ رائعاً للعديد من المشاكل التَّعويضية، بما في ذلك الإعاضةُ عن أجزاء من الفم أو الوجه عندَ الإصابة بالحوادث أو الأورام.
يَنبَغي تَفريشُ brushing أسنان الطِّفل حالما تبدأ بالبزوغ في الفم، ويمكن استخدامُ فرشاة خاصَّة بالأطفال مع كمِّية صغيرة من معجون الأسنان لتحقيق ذلك.
لا داعيَ للقلق إن لم يتم القيامُ بتفريش أسنان الطفل كثيراً في البداية؛ فالغايةُ من هذا الفعل هو أن يعتادَ الطِّفلُ على تفريش الأسنان، ويجعل ذلك جُزءاً من روتينه اليَومي. ويجب تقريبُ مفهوم التَّفريش للطفل عن طريق ضرب الأمثلة، وجعله يراقب عمليةَ التَّفريش بواسطة مرآة.
يجب اصطحابُ الطِّفل إلى عيادة طبيب الأسنان عندَ زيارة أحد الوالدين إليها لمعالجة أسنانه، وذلك كي يألفَ الطفلُ العيادةَ ويعتادَ عليها.
تُسَبِّب الموادُّ السكَّرية نخرَ الأسنان؛ فلقد أظهرت الدِّراساتُ أنَّ الأطفال الذين يَتناولون المواد السكَّرية كلَّ يوم ترتفع لديهم نسبةُ الإصابةُ بنخر الأسنان بمعدَّل الضِّعفين مُقارنةً مع الأطفال الذين يتناولون كمِّيات أقلَّ من المواد السكَّرية.
وهذا لا يتعلَّق بالمقدار المتناوَل من المواد السكَّرية فقط، ولكن بالطريقة التي يحصل فيها تَماسُ الأسنان مع المواد السكَّرية. ويعني ذلك أنَّ السَّوائل المُحلاَّة والمقدَّمة للطفل بواسطة زجاجة الإرضاع أو كوب التغذية، أو المصَّاصات، هي ذات أثر ضارٍّ كبير على الأسنان، لأنَّها تُسبِّب إغراقَ الأسنان بالمواد السكَّرية ولفترة زمنية طويلة. كما يمكن للمَشروبات الحمضيَّة أن تؤذي الأسنانَ، مثل عصير الفواكه وعصير اللَّيمون. ولذلك، يُنصَح بتقديم هذه المشروبات للطفل في أثناء الوجبات وليس فيما بينها.
تُساعِد الإجراءاتُ التَّالية على إنقاص كمِّية السكَّر في النظام الغذائي للطفل، ومنع النَّخر السنِّي:
يعدُّ السَّكروز sucrose والغلوكوز glucose والدِّكستروز dextrose والمالتوز maltose والفركتوز fructose والنَّشاء المُحَلمَه hydrolysed starch كلُّها من السكَّريات. كما أنَّ السكَّر أو الشَّراب المنقَلِب والعسل والسكَّر الخام والسكَّر الأسمر وقصب السكَّر وعصير الفاكهة المركَّز كلها من السكَّريات أيضاً.
بالرَّغم من أنَّ المالتُودِكسترين (الدِّكسترين المالتوزِيُّ) Maltodextrin ليس سكَّراً، إلاَّ أنَّه قد يُسبِّب نخرَ الأسنان.
تعدُّ الأسنان اللبنية للطفل هامةً جداً، إذ يحتاج الطفل إلى أسنان قوية وسليمة تساعده على مضغ طعامه والتكلُّم والظهور بمظهر حسن وابتسامة جميلة. كما تؤدِّي الأسنان اللبنية مهامَّ أخرى، مثل حفظ مسافة في الفك لبزوغ الأسنان الدائمة لاحقاً. من جهة أخرى، إذا بقيت الأسنان اللبنية لمدة أطول من اللازم، فقد تبزغ الأسنان الدائمة بشكل منحرف في الفراغ المجاور لها. وقد لا تتوفَّر مسافة كافية لبزوغ الأسنان الدائمة بعد سقوط الأسنان المؤقتة، وهذا ما يؤدِّي إلى تراكب الأسنان.
إن العناية بصحَّة الطفل الفموية، منذ أيَّامه الأولى، قد تساعد على وقاية أسنانه لعقود بعد ذلك.
تتعرَّض أسنان الطفل لخطر النخر منذ اللحظات الأولى لبزوغها في الفم، وهو ما يكون عادة في عمر الستة الأشهر. يُشار عادة إلى نخر الأسنان لدى الرضع والأطفال الصغار بالنخر الناجم عن الرضاعة أو النخر السني الطفلي. غالباً ما يحدث هذا النخر في الأسنان العلوية الأمامية، دون أن يستثني الأسنان الخلفية. قد يكون النخر في بعض الحالات واسعاً ومعمَّماً، بحيث لا يمكن إصلاح الأسنان معه، ويتوجب إزالتها. ولكنَّ الخبر الجيد هنا أنه يمكن تطبيق وسائل للوقاية من ذلك النخر.
نخر الأسنان مرضٌ تسبِّبه الجراثيم المُحدِثة للنخر، والتي تنتقل من فم الأم إلى فم الطفل من خلال اللعاب عادةً، وذلك عندما تضع الأم ملعقة الطفل في فمها أو عندما تنظِّف لهَّايته بفمها، فتنتقل بذلك الجراثيم إلى فم الطفل.
العاملُ الآخر المسبِّب لنخر الأسنان هو تعرُّض أسنان الطفل المتكرِّر والمديد للسوائل المحتوية على السكر، كالماء المحلَّى وعصير الفواكه، وإلى حد ما الحليب بنوعيه، حليب الأم والحليب الصناعي. يمكن أن يحدث نخرُ الأسنان عندما يُترك الطفل في سريره وزجاجة الحليب في فمه، كما يمكن أن يحدثَ عندما تُستخدَم زجاجة الرضاعة كبديل عن اللهاية. في مثل هذه الأوضاع، تقوم السوائل السكرية بعمل ما يشبه البركة حول أسنان الطفل، وتستخدم الجراثيمُ الموجودة في فم الطفل هذه السكاكر الموجودة في هذه السوائل كغذاء، ومن ثمَّ تقوم بإنتاج حموض تهاجم الأسنان. في كلِّ مرَّة يتناول فيها الطفل أحدَ هذه السوائل، فإنَّه يتعرَّض لهجمة حمضية على أسنانه لفترة لا تقلُّ عن عشرين دقيقة، وقد تزيد على ذلك. يمكن للسن بعد عدَّة هجمات حمضية أن يصبح متنخِّراً.
يمكن أن تؤدِّي اللهَّاية المغموسة بالسكر أو العسل إلى نتائج مماثلة أيضاً، وذلك لأنَّ السكَّر أو العسل الموجود عليها يوفِّر الغذاء لهجمات الجراثيم الحمضية.
كما يمكن للأطفال الذين لا يحصلون على وارد كاف من الفلوريد أن يكونوا عُرضة لخطر متزايد للإصابة بنخر الأسنان، حيث إنَّ الفلوريد يتَّحد مع الطبقة الخارجية من السن (الميناء) فيزيد من مقاومتها للهجمات الحمضية.
إن الخبر الجيد هنا، هو أنَّ النخر السني يمكننا الوقاية منه بشكل كامل؛ حيث يمكن وقاية أسنان الطفل من النخر عن طريق اتباع الخطوات التالية:
عندما تبزغ الأسنانُ الأولى للطفل، يجب ترتيبُ موعد زيارته الأولى لطبيب الأسنان. كما يجب النظر إلى الزيارة على أنَّها هامَّة كما لو كانت زيارة دورية لطبيب الأطفال. ومن الجيِّد أن يكونَ موعد تلك الزيارة خلال الأشهر الستَّة التالية لبزوغ الأسنان الأولى للطفل، وألاَّ تتأخَّر عن نهاية عامه الأوَّل. وبالرغم من أنَّ ذلك قد يبدو باكراً جداً، إلاَّ أنَّ البداية المبكِّرة قد تكون المفتاح نحو حياة صحِّية للفم والأسنان.
هل حقاً أنَّ الأسنانَ البيضاء أكثر صِحَّةً من غيرها؟ هل يُوجَد فلوريد في ماء الشُّرب المنـزلي؟ نورد هنا حقائقَ عن بعض المفاهيم الخاطئة المنتشرة في المجتمع حولَ بعض مواضيع الرعاية السنِّية.
مَفهومٌ خاطِئ: الأسنانُ البيضاء أكثرُ صحِّةً من غيرها.
الصَّواب: قد نرى أنَّ الأسنانَ البيضاء أكثرُ جَمالاً، ولكنَّ الأسنانَ في الحقيقة ليست بيضاء تَماماً. يمكن للشخص أن يحافظَ على أسنانه بيضاءَ ما أمكن عن طريق تَفريشها بانتظام، باستخدام معجون أسنان مُفَلور، واستخدام الخيوط السنِّية، وتَجنُّب الأطعمة والمشروبات التي قد تسبِّب تصبُّغَها مثل الشَّاي والقهوة. وبذلك، لا يحتاج الشخصُ إلى أن يستخدمَ وسائل تبييض إضافية.
مَفهومٌ خاطِئ: يجب على كلِّ شخص زيارة طَبيب الأسنان مرَّةً كلَّ ستَّة أشهر على الأقل.
الصَّواب: ليس ذلك ضَرورياً، فهو يعود إلى تَقدير الطَّبيب الذي يُقرِّر عددَ الزيارات التي يمكن أن يقومَ المريض بها بشكلٍ دَوري لفحص أسنانه. وإذا كانت صحَّةُ المريض الفموية جيِّدة جداً، فقد لا يطلب منه أكثرَ من زيارةٍ واحدة كلَّ سنتين.
مَفهومٌ خاطِئ: يُفضَّل استخدامُ معجون الأسنان الخاص بالأطفال الصِّغار حتَّى مع الأطفال اليافعين والأكبر سناً.
الصَّواب: لا تحتوي بعضُ مَعاجين أسنان الأطفال على تراكيز كافية من الفلوريد للوقاية من النَّخر السنِّي. ولذلك، يجب اختيارُ معجون أسنان يحتوي 1000 جزء فلوريد لكلِّ مليون على الأقل. ويمكن معرفةُ ذلك من قراءة المعلومات المدوَّنة على عبوة المعجون.
مَفهومٌ خاطِئ: السكَّرُ الموجود في الحلويات والكعك والمياه الغازية والمشروبات والشوكولاته هو المضرُّ بالأسنان فقط.
الصَّواب: بالرغم من أنَّ جميعَ الأغذية المذكورة آنفاً تشكِّل خطراً على صحَّة الأسنان وصحَّة الجسد عادةً، لكنَّ الفواكهَ المجفَّفة وعصير الفواكه والعسل كلُّها موادُّ تحتوي على السكَّريات، وقد تضرُّ بصحَّة الأسنان. ويمكن الحدُّ من تناول هذه الأطعمة وحصر ذلك خلال الوجبات الرئيسيَّة، كما يجب التأكيدُ على تفريش الأسنان مرَّتين يومياً.
مَفهومٌ خاطِئ: لا داعيَ لتفريش الأسنان اللبنيَّة.
الصَّواب: بالرغم من أنَّ الطفلَ سيبدِّل أسنانَه المؤقَّتة بأسنان دائمة، ولكنَّ ذلك لا يعني أبداً أنَّه لا حاجة إلى تَفريشها. والأسبابُ في ذلك كثيرة، منها توطيدُ عادةٍ تستمرُّ مدى الحياة. هذا، ويجب تفريشُ أسنان الطفل مرَّتين يومياً بَدءاً من لحظة بزوغ أوَّل سنِّ مؤقَّتة في فمه.
مَفهومٌ خاطِئ: لابُدَّ من الأسنان الصِّناعيَّة مع تَقدُّم العمر.
الصَّواب: لقد جعلَ تَقدُّمُ وسائل الرِّعاية السنِّية الحفاظَ على الأسنان الطبيعيَّة حتَّى أعمار متقدِّمة أمراً ممكناً؛ ففي بريطانيا مثلاً، كان 37٪ من البالغين عام 1968 من دون أسنان طبيعيَّة، في حين انخفضَت هذه النِّسبةُ إلى 12٪ فقط في عام 1998، ورغم ذلك لا تزال هذه النسبةُ مرتفعةً بالمقارنة مع دولٍ أوروبِّية أخرى.
مَفهومٌ خاطِئ: يعودُ بَخرُ الفم أو رائحة الفَم الكَريهة halitosis إلى عدم التَّفريش الجيِّد للأسنان فقط.
الصَّواب: في حين أنَّ 85-90٪ من حالات البَخر الفموي (رائحة الفم الكريهة) سَببها سوء العناية الفموية والتَّدخين وتناول بعض الأطعمة، ولكن يمكن أن تُسبِّبَ بعضُ الأمراض المستبطنة ذلك في بعضِ الحالات النادرة.
إنَّ التَّفريشَ الصَّحيح والمنتظَم للأسنان، مع تنظيفها باستعمال الخيوط السنِّية، وتناول المأكولات والمشروبات الصحِّية، وممارسة التَّمارين الرياضيَّة بشكلٍ جيِّد، هي من أفضل الوسائِل لتجنُّب رائحة الفَم الكَريهة.