التهابُ الغضروف الضلعي costochondritis هو الـمصطلحُ الطبِّي لالتهاب الغضروف أو الغضاريف الواصِلَة بين الأضلاع وعظم الصدر (عظم القَصّ) breastbone (sternum)، حيث قد يؤدِّي ذلك إلى ألـمٍ موضَّع فـي الصدر يمكن أن يُثارَ بضغط الغضروف فـي مقدِّمة القفص الضلعي. يعدُّ التهابُ الغضروف الضلعي حالةً غير ضارَّة نسبيًا، وتشفى من دون معالجة؛ ولا يُعرَف السببُ فيهار عادة، لكن قد تنجم عن فرط النشاط الذي يشمل الذراعين.
تُمارِسُ العضلات والعظام دورًا مهمًّا فـي تكوين جسم الإنسان، فهو يحتاج أحيانًا إلى الـمرونة والقوَّة معًا، بينما يحتاج فـي أحيان أخرى إلى الصلابة والـمتانة.
فـي حالةٍ جينيّة نادرة جدًّا، تُسمَّى الالتهاب الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي fibrodysplasia ossificans progressiva أو الْتِهاب العَضَل الـمُعَظِّم myositis ossificans أو التعظُّم العضلي الـمُتَرَقِّي progressive myositis ossificans، يحدث خلل فـي بنية العضلات والعظام، ويتحوّل النسيج الرخو والعضلات والأربطة والأوتار والـمفاصل إلى عظم (التَّعَظُّم ossify خارج الهيكل العظمي أو التعظّم الـمنتبِذ heterotopic)، ويتشكَّل هيكل عظميّ آخر خارج الهيكل العظمي الطبيعي. بعد أن يأخذ العظم الآخر بالانتشار، يُصبِحُ أكثر صلابةً أو حتَّى من الـمستحيل تحريك أجزاء مختلفة من الجسم، ممَّا يُؤثِّرُ فـي الأنشطة اليومية، مثل الأكل والتحدّث بسبب عدم القدرة على فتح الفم بالكامل. وبمرور الوقت، قد يعانـي الـمصابون بهذا الاضطراب من سوء التغذية بسبب مشاكل الأكل لديهم.
يُولَد الـمصابون بخَلل التَّنَسُّج اللِّيْفِيّ الـمُعَظِّم الـمُتَرَقِّي بأصابع قدمين كبيرة مشوّهة عادة. وهذا الشذوذ فـي الأصابع هو سمة مميّزة تساعد على تمييز هذا الاضطراب عن مشاكل العظام والعضلات الأخرى. كما قد يكون لدى الـمصابين أيضًا قِصَر وتشوّه فـي إبهامَيِ القدمين (فـي 50 بالـمائة من الـمرضى) وتشوّهات أخرى فـي الهيكل العظمي (الأورام العظمية الغضروفية فـي الجزء العلوي من الظنبوب، تشوّه فـي الجزء العلوي من العمود الفقري، والعنق العريض القصير لعظم الفخذ).
يظهر هذا الاضطرابُ فـي بداية الطفولة غالبًا، وذلك حولَ الكتفين والعُنق، ومن ثمَّ ينتشر نزولًا إلى بقيّة أجزاء الجسم وصولًا إلى الأطراف. ومع مرور السنوات، يحلّ العظم محلّ النسيج الرخو شيئًا فشيئًا، ولكن تختلف سرعة حدوث هذا الأمر من شخصٍ إلى آخر.
الانتشار
يُعدّ خَلَل التَّنَسُّج اللِّيْفِيّ الـمُعَظِّم الـمُتَرَقِّي اضطرابًا نادرًا جدًّا، ويُعتقد أنّه يحدث فـي نحو 1 من كلّ 2 مليون شخص فـي جميع أنحاء العالم. وقد جرى الإبلاغ عن عدّة مئات من الحالات.
الأسباب
تحدث الحالة نتيجة خلل فـي أحد الجينات الـمسؤولة عن نموّ العظام والعضلات. وفـي الواقع، يعدُّ تحوّل النسيج الرخو إلى عظم جزءًا من النموّ الطبيعي؛ ولكن مع وجود هذا الخلل فـي الجين، يكون نموّ العظم مفرطًا. وفـي معظم الحالات، لا ينتقل الالتهاب الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي إلى الطفل من والديه. ولكن، رغم أنّ ذلك قد يحدث أحيانًا، إلّا أنّه فـي أغلب الحالات يكون هناك تغيُّر فـي الجينات خلال الحياة يُسبّبُ هذه الـمشكلة، أي أنّ معظم الحالات فرديّة ولا علاقةَ لها بالوراثة. وحينما ينجم الـمرضُ عن الوراثة، يكون بنمط جسدي صبغي سائد autosomal dominant pattern، ممّا يعني أنّ نسخة واحدة من الجين الـمتبدّل فـي كلّ خلية تكفي لإحداث الاضطراب.
تحدث الطفرات فـي جين يُرمَز له بالرمز ACVR1. ويوفّر هذا الجين تعليمات لتصنيع عنصر من عائلة بروتينية تُسمّى مستقبلات بروتين تشكيل العظام من النمط الأوّل bone morphogenetic protein (BMP) type I receptors. يوجد البروتين ACVR1 فـي الكثير من أنسجة الجسم، بما فـي ذلك العضلات الهيكلية والغضاريف. ويساعد على التحكم فـي نموّ العظام والعضلات وتخلّقهما، بما فـي ذلك الاستبدال التدريجي للغضروف بالعظم (التعظّم ossification)، الذي يحدث فـي النضج الهيكلي الطبيعي منذ الولادة وحتّى الشباب.
تُشير الدراسات إلى أنّ الطفرات فـي الجين ACVR1 تُعطّل الآليّات التي تتحكّم فـي نشاط الـمستقبِلة. ونتيجةً لذلك، يجري تنشيط الـمستقبِلة عندما لا ينبغي ذلك عادةً. ويؤدّي فرط نشاط الـمستقبِلات إلى فرط نموّ العظام والغضاريف، ممّا يؤدّي إلى ظهور علامات وأعراض خلل التَّنَسّج اللِّيْفي الـمُعَظِّم الـمُتَرَقّي.
العلامات والأعراض
تكون واحدةٌ من العلامات التي تدلُّ على الحالة موجودةً عندَ الولادة، وهي أنَّ الإصبع الكبيرة فـي كلّ قدم تكون أقصر ممّا ينبغي، وتكون منقلبةً نحو الأصابع الأخرى. كما يكون لدى نصف مرضى الالتهاب الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي مشكلةً مشابهةً فـي أصابع الإبهام أيضًا.
وتنطوي العلامة الأخرى الرئيسية على حلول العظم محلّ النسيج الرخو، حيث يبدأ ذلك بزوائد على شكل أورام على الظهر والعُنق والكتفين عادةً. تكون تلك الزوائد مؤلـمةً، وتتحوّل إلى عظم بعد مدّة قصيرة، وتتكرّر هذه الهبات من تحوّل النسيج الرخو إلى عظم طوالَ الحياة، وتنتشر إلى بقيّة الجسم.
وفـي أحيانٍ كثيرة، ولكن ليس دائمًا، تُحرِّضُ إصابةٌ أو سقوط أو فيروس (مثل الأنفلونزا) هبّةً من الهبّات، ويكون ذلك بشكل تورّم والتهاب فـي العضلات (التهاب العضل myositis)، يتبعهما تعظّم أسرع فـي الـمنطقة الـمصابة. ويُؤدِّي ذلك إلى أن يُصبح من الصعب على الـمرضى الخضوع إلى أيّ نوع من الجراحة أو حتَّى أخذ حُقنة. تستمرُّ هبَّات الالتهاب الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي لـمدّة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع عادةً، وقد تُسبّب ألـمًا وتورّمًا وتيبسًّا فـي الـمفاصل وشعورًا بالانزعاج فـي مختلف أنحاء الجسم وحُمَّى خفيفة.
التَّشخيص
يُشخّص الالتهابُ الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي فـي أثناء الفحص السريري، وذلك من خلال تحرّي علامتين رئيسيتين هما أصابع القدم القصيرة والـمنقلبة نحو الداخل، والزوائد التي تُشبه الأورام على الكتفين والظهر والعُنق. ويستطيعُ الطبيبُ تأكيد التشخيص عبر اختبار دموي يتحرَّى خللًا فـي الجين الذي يُسبّب الحالة.
غالبًا ما يخلط الأطباءُ بين الالتهاب الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي وحالات أخرى، ويُمكن أن يُسبّب هذا الخلط أذى للمرضى لأنَّ اختباراتٍ شائعة مثل الخزعة يُمكن أن تُحرِّض هبَّة أو نوبة. وتنطوي الحالات الأخرى التي يجري الخلط بينها وبين الالتهاب الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي على:
- السرطان.
- الوُرام الليفي اليفعي الغزوانـي aggressive juvenile fibromatosis، الذي يُسمَّى أيضًا الورم الرباطي desmoid tumor، وهو سرطان نادر فـي الأوتار والأربطة.
- التنسُّج الـمُغاير العظمي الغزوانـي progressive osseous heteroplasia، وهو مرض آخر تتشكّل فيه العظام خارج الهيكل العظمي.
الـمُعالَجة
لا يُوجَد شفاء من الالتهاب الليفي الـمُعظِّم الـمُترقِّي، ومُعالجته محدودة، ولكن يمكن التخفيف من الألم والالتهاب فـي أثناء الهبّات بالأدوية، مثل الستيرويدات القشرية. كما قد يكون الـمُعالج الـمهنيّ قادرًا على تقديم الـمساعدة باستخدام الدعامات والأحذية وأدوات أخرى عند القيام بالـمهام اليومية أيضًا.
الـمُضاعفات
قد تُسبّب الحالةُ تورّمًا مزمنًا فـي أي مكان من الجسم تقريبًا. ومع حلول العظم محلّ النسيج الرخو، يفقد الـمريض القدرة على تحريك أجزاء جسده، ممّا يجعل من الصعب القيام بالآتـي:
- التنفُّس (لا تستطيعُ الرئتانُ التوسُّع بشكلٍ كامل نتيجة تشكّل عظم إضافـي حول القفص الصدري).
- الأكل (يُصبِحُ من الصعب الحُصول على الـمغذّيات التي يحتاج الجسم إليها).
- الحفاظ على التوازن.
- التحدّث.
- الـمشي أو الجلوس.
بالنسبة إلى بعض الـمرضى، تُؤدِّي الحالة إلى انحناءاتٍ فـي العمود الفقري أيضًا، إمَّا من جانبٍ إلى جانب، أو من الأعلى نحو الأسفل. ومع ضعف القدرة على الحركة، يُصبح الـمريض أكثر ميلًا لأن يُصابَ بالعدوى فـي الأنف والحلق والرئتين. كما تزداد فرص إصابته ببعض أنواع فشل القلب أيضًا، أي عندما يضعف عضل القلب ولا يستطيع ضخّ ما يكفي من الدَّم إلى الجسم.
العَنش أو كَثْرَة الأَصابِع polydactyly حالةٌ يُولَد فيها الشخصُ ولديه أصابع إضافية فـي اليد أو القدم (6 أو أكثر). وهناك أنماط عدّة لهذه الحالة، ولكنّ أكثرها شيوعًا نموّ إصبع زائدة بالقُرب من إصبع اليد أو القدم الخامسة (الخنصر). يميلُ العنش إلى أن يسري بين العائلات، ويصيب الذكور والإناث على حدٍّ سواء مع بعض الاختلاف بين الـمجموعات العرقية (يُصاب الأمريكيّون الأفارقة أكثر من غيرهم)، ولكنّه قد ينجُم عن طفراتٍ جينيَّة أو أسباب بيئية أيضًا. تنطوي الـمُعالجة الـمعتادة على إزالة الإصبع الزائدة.
أعراض العنش
ينطوي العنشُ وجود إصبَع زائدة فـي يد واحدة أو الاثنتين معًا أو فـي قدمٍ واحدة أو الاثنتين معًا عند الولادة، وقد تكُون الإصبَع الزائدة:
- كاملةً وتعمل بشكلٍ كامل، أي مكوّنة من الجلد والأنسجة الرخوة والعظام مع الـمفاصل والأربطة والأوتار.
- متشكلةً بشكلٍ جزئيّ، أي مكوّنة من الجلد والأنسجة الرخوة والعظام.
- مُجرَّد كتلة صغيرة من الجلد والنسيج الرخو تُسمَّى عُقيدَة nubbin.
أنماط العنَش
يحدثُ العنشُ فـي معظم الأحيان من دون تشوّهات أخرى، ويُسمَّى هنا العنشَ الـمعزول أو غير الـمُتلازمي non-syndromic (أي الـمنفرد)، ومعظمُ الأطفال الـمصابين بكثرة الأصابع يتمتّعون بصحّة جيّدة. ولكن، قد يترافق العنش مع حالات جينية أخرى أحيانًا، ويُسمَّى هنا العنش الـمتلازمي syndromic polydactyly (أي الـموجود ضمن متلازمات).
العنش الـمعزول
هناك 3 أنماط للعنش الـمعزول، وهي تُصنَّفُ بِحَسب موضع الإصبع الزائدة:
- العنش خلف الـمحوري postaxial: يحدث على الجهة الخارجية من اليد أو القدم، أي مكان الإصبع الخامسة، وفـي اليد، يُسمَّى عنش الجانب الزندي، وهو أكثر أنماط العنش شيوعًا.
- العنش قرب الـمحوري preaxial: يحدث على الجهة الداخلية لليد أو القدم، أي مكان الإبهام أو إصبع القدم الكبيرة. وفي اليد، يُسمَّى عنش الجانب الكعبري، ويُسمّى تضاعف الإبهام thumb duplication.
- العنش الـمركزي central: يحدث فـي الأصابع الـوسطى لليدين أو القدمين، أي فـي منتصف اليد، وهو أقلّ الأنماط شيوعًا.
مع التقدُّم الذي حصل فـي التكنولوجيا الجينية، صنَّف الباحِثون الأنماط الفرعية استنادًا إلى الأشكال فـي التشوّهات والجينات التي تمارس دورًا.
العنش الـمتلازمي
يُعدُّ العنش الـمتلازمي أقلّ شيوعًا بكثير من العنش الـمعزول، وهناك الكثير من الـمتلازمات النادرة التي تترافق مع العنش، بما فيها الـمشاكل الخلقية والنمائية والتشوّهات فـي الرأس والوجه.
الـمتلازمات التي تترافق مع العنش
تنطوي الـمتلازمات التي تترافق مع العنش على الآتـي:
- متلازمة داون: وهي تترافق بشكل كبير مع الإبهامين الـمزدوجين.
- ارتفاق الأصابع syndactyly، أي الأصابع الـمندمجة أو التي تكون على شكل شبكة.
- تسنُّم الرأس وارتفاق الأصابع acrocephalosyndactyly، أي الاندِماج الـمُبكِّر أو الـمُبتَسر لعظام الجُمجمة وارتفاق الأصابع.
- متلازِمة غريغ Greig syndrome، وهي تنطوي على نموّ غير طبيعي للأطراف والرأس والوجه، كما يحدث اندماج فـي الأصابع أو أصابع زائدة أو يكون الإبهام عريضًا بشكلٍ غير طبيعي فـي اليد أو القدم أيضًا.
مُتلازمة النجَّار Carpenter syndrome، وهي تنطوي على رأسٍ مُدبب مع عنش فـي إصبع اليد الخامسة أو إصبعي القدم الأولى أو الثانية.
- مُتلازمة سايزري تشوتزين Saethre-Chotzen syndrome، وهي تنطوي على ازدواج الإصبع الأولى وارتفاق بين الإصبعين الثانية والثالثة.
- مُتلازمة باردت بيدل Bardet-Beidl syndrome، وهي تترافق مع عنش وارتفاق أصابع فـي أصابع اليد والقدم.
- مُتلازمة ماكوسيك كاوفمان Mckusick-Kaufman syndrome، وهي تنطوي على عيوب خلقية فـي الوجه وتشوّهات فـي الأعضاء التناسلية وارتفاق الأصابع.
- مُتلازمة كورنيليا دي لانغ Cornelia de Lange syndrome، وهي تنطوي على اضطرابات نمائيَّة.
أسبَاب العنش
العنش الـمعزُول أو غير الـمتلازمي
ينتقل العنش الـمعزول من أحد الوالدين إلى الطفل من خلال الجينات فـي معظم الأحيان، ويُعرَف ذلك باسم الوراثة الجسدية السائدة. وقد جرى التعرُّف إلى 6 جينات نوعية تُمارس دورًا فـي هذا الاضطراب، وهي:
- الجين GL13.
- الجين GLI1.
- الجين ZNF141.
- الجين MIPOL1.
- الجين PITX1.
- الجين IQCE.
كما جرى التعرّف إلى مواضع الأجسام الصبغيَّة لهذه الجينات أيضًا.
أظهرت إحدى الدراسات أنَّ الطفرات الوراثيَّة فـي هذه الجينات وسُبل الإشارة signaling pathways فيها تُؤثِّر فـي نموّ أطراف الجنين خلال الأسابيع الأربع وإلى غاية الأسبوع الثامن من عمر الحمل.
حالات غير عائلية للعنش الـمعزول
تُوجد أدلّة على أنَّ عوامِل بيئيَّة تُمارِسُ دورًا فـي حالات العنش الـمعزول غير العائلية، ووجدت إحدى الدراسات أنّ العنش قبل أو قرب الـمحوري الـمعزول عند 459 طفلًا حدث بشكل متواتر أكثر عند:
- أطفال من أمّهات لديهنَّ السكَّري.
- أطفال لديهم وزن منخفض عند الولادة.
- أطفال ولدوا بالترتيب الأوّل أو الثانـي.
- أطفال من آباء كانت مستوياتهم التعليمية متدنّية.
- أطفال من أمّهات كان لديهنَّ عدوى فـي السبيل التنفّسي العلوي فـي الثلث الأوّل من الحمل.
- أطفال من أمّهات كان لديهن تاريخ للصرع.
- أطفال تعرَّضوا إلى دواء الثاليدوميد عندما كانوا أجنَّة.
العنش الـمتلازمي
تعرَّف الباحثون إلى الـمزيد من الجينات والآليّات التي تُمارس دورًا فـي العنش والـمتلازمات الـمترافقة معه، ويُعتقد أنّ الـمتلازمات تنجُم عن طفرات جينية تُؤثِّر فـي سُبُل الإشارة خلال تخلّق الجنين. تترافق تشوّهات الأطراف مع مشاكل فـي أعضاء أخرى غالبًا.
تشخيص العنش
يُمكن أن يُظهِر التخطيط بالأمواج فوق الصوتية العنشَ عندَ الجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من تخلّقه، وقد يكون العنش معزولًا، أو مترافقًا مع متلازمة جينية أخرى.
يسأل الطبيب عمّا إذا كان هناك تاريخ عائلي للعنش، وقد يُجري اختبارًا جينيًا للتحقّق من الـمشاكل فـي الأجسام الصبغية التي يُمكن أن تُشير إلى حالاتٍ أخرى. عندَ ولادة الطفل، يمكن تشخيصُ العنش بمجرّد مُعاينته، وإذا اشتبه الطبيبُ فـي حالات جينية أخرى، يجري الـمزيدَ من الاختبارات الجينية على الأجسام الصبغية. كما قد يطلب تصوير الإصبع بالأشعّة السينية لـمعرفة كيف تتّصل مع الأصابع الأخرى، وما إذا كانت تحتوي على عظام.
معالجة العنش
تستنِدُ معالجة العنش إلى كيفيّة ومكان اتّصال الإصبع الزائدة باليد او القدم. وفـي معظم الحالات، تجري إزالة الإصبع الزائدة خلال أوّل عامين من عمر الصغير، ممّا يُمكِّنه من استخدام يديه بشكل جيّد، ويُساعد على تكوّن القدم فـي وضعية مناسبة داخل الحذاء. ويحتاج بعضُ البالغين إلى جراحةٍ لتحسين مظهر أو أداء اليد أو القدم، وتُجرى تحت تخدير موضعي أو ناحي. فـي الحالات البسيطة، تُجرى الجراحة فـي العيادة الخارجية عادةً، ولا حاجة إلى بقاء الطفل فـي الـمستشفى. ولكن، إذا كان لدى الطفل كثرة أصابع معقّدة complex polydactyly، فسيحتاج إلى إجراء جراحة أكثر شمولًا، بسبب وجود عظام وأوتار وأربطة فـي الإصبع الإضافية، وقد يحتاج الطفل إلى مسمار جراحي فـي يده أو قدمه، وقد يُضطرّ إلى ارتداء جبيرة لحماية مكان الجراحة ومساعدة العظام على الالتئام. ويجب أن يتجنّب الطفل نقع اليد أو القدم فـي الـماء والسباحة مدّةَ أسبوعين بعد الجراحة.
الإصبع الخامسة
تُعدُّ إزالة الإصبع الصغيرة الزائدة فـي اليد أو القدم من الإجراءات البسيطة عادةً. وفـي الـماضي، كان يكتفي الأطباءُ بربط العقيدات أو الأصابع الإضافية الصغيرة، ولكن كان ذلك يترك كتلة أو نتوءًا غالبًا ويسبّب الألم للطفل، فإصبع اليد أو القدم الإضافـي يحتوي على عصب ووريد وشريان، وعندما يُربَط، يحاول الجسم إعادةَ إنماء العصب فيما يُسمّى الورمَ العصبي neuroma، ويمكن أن يسبّب الورمُ العصبي الألم والإحساس بالوخز (على غرار الشعور الذي يحصل عندما تتخدّر القدمان). وأمّا اليوم فقد أصبحت الجراحة هي الـمفضّلة، ولم تَعُد طريقة الربط مُعتمَدة. وإذا كانت الإصبع الإضافية فـي اليد، تُجرى الجراحة قبلَ دخول الطفل إلى الـمدرسة فعادةً، لأنّه سيستخدم يديه أكثر فـي الـمدرسة؛ أمّا إذا كانت الإصبع الإضافية فـي القدم، فتُجرى الجراحة قبل أن يبدأ الطفل فـي الـمشي. يستخدم الأطبّاء الغرزَ لإغلاق الجروح، وتذوب هذه الغرز خلال 2 إلى 4 أسابيع من الإجراء.
الإبهام أو إصبع القدم الكبيرة
قد تكون إزالة الإبهام الزائدة معقّدة، حيث ينبغي أن يكونَ للإبهام الـمتبقّية زاوية مثالية وشكل أفضل حتى تعمل. وقد يحتاجُ ذلك إلى شيءٍ من إعادة قولبة الإبهام، ويشمل الإجراء النسيجَ الرخو والأوتار والـمفاصل والأربطة.
أصابع اليد أو القدم الوسطى
تكون هذه الجراحة أكثر تعقيدًا عادةً، وتحتاج إلى إعادة قولبة اليد من أجل ضمان أن تعملَ بشكلٍ كامل. وقد يحتاج الأمر إلى أكثر من جراحةٍ واحدة، كما قد يحتاج الطفل إلى وضع جبيرة لبضع أسابيع بعد الجراحة.
فـي بعض الأحيان، يُدخل الطبيبُ مسمارًا لإبقاء العظام مع بعضها بعضًا خلال الشفاء. وقد يصِفُ الطبيبُ العلاجَ الطبيعي للتقليل من التندّب والـمُساعدة على تحسين الأداء.
مآل العنش
إذا لم يترافق العنشُ مع مُتلازمات جينية أخرى، يمكن إزالة الإصبع الزائدة بجراحةٍ تقليدية عادةً. وقد يستمرُّ الطبيبُ فـي مراقبة حالة الطفل للتحقّق من أداء اليد أو القدم. كما تُعدُّ الجراحة ممكنةً بالنسبة إلى البالغين أيضًا، لتحسين مظهر أو أداء اليد أو القدم.
ينبغي التواصُل مع الطبيب عندَ التواء إصبع اليد أو القدم الإضافية، وبدء تحوّله إلى اللون الأزرق أو الأسود، حيث يحدث ذلك فـي بعض الأحيان، ومن الـمحتمل أن تسقط الإصبع من تلقاء نفسها. وقد يشكو الطفلُ من بعض الألم بسبب ذلك، ويحتاج إلى بعض الـمسكّنات التي تُؤخَذ عبر الفم.
يُمكن أن يُسبّب العنش الـمتلازمي ضعفًا فـي أجزاء أخرى من الجسم، كما قد ينطوي على إعاقة نمائية وإدراكية أيضًا، ولذلك يستنِدُ الـمآل إلى الـمتلازمة الكامنة.
الألـمُ العضليّ الليفي fibromyalgia، الـمسمَّى متلازمة الألـم العضلي الليفي fibromyalgia syndrome (FMS) أيضًا، اضطربٌ أو حالةٌ طويلة الأمد أو مزمنة تُسبِّبُ شعورًا بألمٍ عضليّ هيكلي فـي جميع أنحاء الجسم، مترافق مع تعب ومشاكل فـي النوم والذاكرة والـمزاج. ويرى الباحثون أنَّ هذا الاضطرابَ يضخِّم الأحاسيسَ الـمؤلـمة من خلال التأثير فـي الإشارات الدماغيَّة الخاصَّة بالألم.
تبدأ الأعراضُ، فـي بعض الأحيان، بعدَ رضٍّ جسدي أو جراحة أو عدوى أو شدَّة نفسيَّة مهمَّة. وفـي حالاتٍ أخرى، تتفاقم الأعراضُ شيئًا فشيئًا مع الزمن من دون وجود حدثٍ محرِّض منفرد.
تعدّ النِّساءُ أكثرَ عرضةً من الرِّجال للإصابة بالألمِ العضليّ الليفي؛ كما أنَّ العديدَ من الـمصابين بهذه الحالة يُعانون من صداع التوتُّر أو الشقيقة أو اضطراب الـمفصل الصُّدغي الفكِّي السُّفلي أو متلازمة تهيُّج الأمعاء (القولون العصبي) أو القلق والاكتئاب أو التهاب الـمثانة الخلالي أو متلازمة الـمثانة الـمؤلمة أيضًا.
وفـي حين لا يوجد شفاءٌ من الألمِ العضليّ الليفي، فإنَّ مجموعةً مختلفة من الأدوية يمكن أن تساعدَ على السيطرة على الأعراض. كما يمكن الاستفادةُ من التمارين والاسترخاء وتدابير التقليل من الشدَّة أيضًا.
يمكن أن يُصابَ أيُّ شخصٍ بالألم العضلي الليفي، رغم أنَّ نسبةَ إصابة النساء تعادل سبعةَ أضعاف إصابة الرجال. وتحدث هذه الحالةُ عندَ الذين تتراوح أعمارُهم بين 30-50 عامًا عادةً، إلاَّ أنَّها قد تُصيبُ الأشخاصَ من أيِّ عمر، بمن فيهم الأطفال وكبار السنّ.
لا يزال عددُ الذين يُصابون بالألم العضلي الليفي غيرَ معروف بشكلٍ دقيق، رغم أنَّ الباحثين يعتقدون أنَّه قد يكون حالةً شائعة نسبيًّا. وتُشيرُ بعضُ التقديرات إلى أنَّ نحو 5 فـي الـمائة من الناس قد يكونون مصابين إلى درجةٍ معيَّنة بهذه الحالة.
يمكن أن يكونَ أحدُ الأسباب الرئيسية لعدم معرفة عدد الـمصابين بدقَّة هو أنَّ الألم العضلي الليفي قد يكون من الحالات التي يصعُبُ تشخيصها، لأنَّه لا يوجد اختبارٌ نوعيٌّ لهذه الحالة، وقد تكون الأعراضُ مشابهةً لأعراض عدَّة حالات أخرى.
الأعراض
قد يشكو الـمصابون بالألم العضلي الليفي، فضلًا عن الألـم الـمنتشر، ممَّا يلي:
ينبغي على الشخص، عندَ اعتقاده بإصابته بالألم العضلي الليفي، أن يُراجع الطبيب، حيث تتوفَّر معالجاتٌ لتخفيف بعض هذه الأعراض، رغم أنَّه من غير الـمتوقَّع أن تزول تمامًا.
ما زال السببُ الدقيق للألم العضلي الليفي مجهولًا، إلاَّ أنَّه يوجد اعتقاد بأنَّه مرتبط بوجود مستوياتٍ غير طبيعية من مواد كيميائية فـي الدماغ تؤدِّي إلى إحداث تغييرات فـي طريقة معالجة الجهاز العصبي الـمركزي (الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب) لرسائل الألم التي تنتقل فـي الجسم. كما يُعتقَد بأنَّ بعضَ الأشخاص يكونون أكثر عُرضةً للإصابة بهذه الحالة بسبب جيناتٍ موروثة من آبائهم. وقد يكون لحالات العدوى دورٌ فـي الـمرض. وربَّما تشرك كلُّ هذه الأشياء (الوراثة والعدوى والرضوض النفسيَّة أو الجسديَّة) معًا لتتسبَّب فـي حدوث الألم العضلي الليفي. وفـي كثيرٍ من الحالات، تبدو هذه الـمشكلة وكأنَّها تُحفَّزُ من خلال حدثٍ عاطفيٍّ أو جسديٍّ مرهق، مثل:
عوامل الخطر
تشتمل عواملُ الخطر للإصابة بالألم العضلي الليفي على ما يلي:
- جنس الـمريض.
- التاريخ العائلي.
- مشاكل أخرى، مثل خشونة الـمفاصل (الفُصَال العظميّ) والذئبة والتهاب الـمفاصل الرُّوماتويدي.
التشخيص
فـي الـماضي، كان الأطبَّاءُ يتحرُّون 18 موضعًا نوعيًّا على جسم الشخص لـمعرفة عدد الـمواضع الـمؤلـمة منها عندَ ضغطها بقوَّة. ولكنَّ الإرشاداتِ الحديثةَ لا تشترط ذلك، بل يمكن وضعُ تشخيص الألم العضلي الليفي إذا كان الـمريضُ يشكو من ألم منتشر لـمدَّة تزيد على ثلاثة شهور، من دون وجود حالة طبِّية كامنة قد تكون سببًا فـي هذا الألم. ويمكن إجراءُ الاختبارات الدمويَّة التالية لدعم التشخيص أو استبعاده:
- تعداد الدم الكامل.
- سرعة التثفُّل ESR.
- العامل الرُّوماتويدي RF.
- اختبارات الوظيفة الدرقيَّة
رغم عدم إمكانية معالجة الألم العضلي الليفي حتّى الآن بشكلٍ يؤدِّي إلى الشفاء، إلاَّ أنَّه تتوفَّر معالجات تساعد على التخفيف من بعض هذه الأعراض وتحسين الصحَّة العامَّة، وتساعد على التعايش مع هذه الحالة. وتميل الـمعالجةُ إلى أن تكون توليفةً من الـمعالجات التالية:
وقد وُجِدَ أنَّ لـممارسة التمارين الرياضيَّة، بشكلٍ خاص، عددًا من الفوائد الـمهمَّة للمصابين بالألم العضلي الليفي، ومن ضمنها الـمساعدة على تخفيف الألم.
الـمضاعفات
يمكن أن يؤدِّي الألمُ والحرمان من النوم الـمرتبِطان بالألم العضلي الليفي إلى خلل فـي قدرة الـمريض على القيام بمهامه فـي المنزل والعمل، كما أنَّ الخيبةَ الناجمة عن مشاكل التعامل مع هذه الحالة قد تؤدِّي إلى الاكتئاب والقلق على الصحَّة.
يجد الكثيرُ من الـمصابين بالألم العضلي الليفي أنَّ مجموعات الدعم توفِّرُ شبكةً مهمةً للتعامل والتعايش مع هذه الحالة.
دورُ الطبِّ البديل والتكميلي فـي معالجة الألم الليفي العضلي
تعدُّ الـمعالجاتُ التقليدية للألم الليفي العضلي محدودة؛ ولكن، تُظهِر الأبحاثُ أنَّ نحوَ 90٪ من الـمصابين به يستخدمون أحدَ أشكال الطبِّ البديل والتكميلي. وتشتمل ممارساتُ الطبِّ البديل والتكميلي التي يستخدمها الـمصابون بالألم الليفي العضلي على:
وفقًا للباحثين الذين قيَّموا بحوثًا أُجريَت عن الطبِّ البديل والتكميلي والألم الليفي العضلي، فإنَّ الكثيرَ من الأبحاث لا تزال أوَّلية، ولا تزال الأدلَّةُ على فعَّالية العلاج بالطبِّ البديل والتكميلي محدودة.
الإصبع الزِّناديَّة trigger finger هي حالةٌ تُصِيبُ واحِدًا أو أكثر من أوتار اليد hand’s tendons، وتجعل من الصعب على الشخص أن يحنِيَ إصبعَه أو إبهام يده. قد تستقيم هذه الإصبع مع صوت صكَّة، أي مثل زِناد البندقية عندَ الضغط عليه وتركه.
إذا تورَّم الوترُ وأصابه الالتهاب، يُمكن أن يعلَقَ فـي القناة التي يمرّ عبرها، أي غمد الوتر tendon sheath، ويُمكن أن يُؤدِّي ذلك إلى صعوبة فـي تحريك الإصبع الـمُصابَة أو الإبهام الـمُصاب، وإلى إحساس بالفرقعة clicking sensation.
تحدُث هذه الحالةُ عندما يُؤدِّي الالتهابُ إلى تضيُّق الحيِّز داخل الغمد الذي يحيطُ بالوتر فـي الإصبع الـمُصابة؛ وإذا كانت الحالةُ شديدة، قد تنغلق الإصبَع فـي وضعيةٍ مُنحنية. كما تُعرَف الإصبعُ الزَّنادية أيضًا باسم التِهاب غمد الوتَر الـمُضيَّق stenosing tenosynovitis.
معدَّل وقوع الإصبع الزِّناديَّة وانتشارها
تُصِيبُ الإصبعُ الزِّناديَّة الإبهامَ أو البنصر أو الخنصر غالبًا. ويُمكن أن تُصِيبَ الحالةُ أكثرَ من إصبع، وقد تحدُث فـي اليدين معًا. وهي أكثر شُيوعًا فـي اليد اليُمنى، وقد يعود ذلك إلى أنَّ مُعظمَ الناس يستخدمون هذه اليد.
تصيبُ هذه الحالةُ الـمُزارعين وعُمَّال الـمصانِع والـموسيقيين غالبًا بسبب تكرار حركات الأصابع والإبهام، كما يُمكن أن تُصِيبَ الـمُدخِّنين بسبب الاستخدام الـمتكرِّر للولّاعة على سبيل الـمثال. وتُعدُّ هذه الحالةُ أكثرَ شُيوعًا عندَ النِّساء، مقارنةً بالرِّجال، وتميل إلى الحدُوث عندَ الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 60 عامًا عادةً.
الإصبع الزِّناديَّة عند الأطفال
تُعدُّ الإصبعُ الزناديَّة أقلَّ شُيوعًا عند الأطفال مُقارنةً بالبالغين، ولكن قد يُصاب بهذه الحالة الأطفال فـي عمر يتراوَح بين 6 أشهر إلى عامين فـي بعض الأحيان؛ ويُمكنها أن تُؤثِّر فـي قُدرة الطفل على بسطِ إبهامه، ولكن من النادر أن تُسبِّب الألـم، وهي تتحسَّن من دون معالجة غالبًا.
أسباب الإصبع الزِّناديَّة
الأوتارُ حبالٌ متينة تربِطُ العظم بالعضلات، وهي تُحرِّك العظمَ عندما تنقبِضُ العضلات. وبالنسبة إلى اليدين، تمتدُّ الأوتارُ على مُحاذاة الجانب الأمامي والخلفيّ للعظام فـي الأصابِع، وتتصِّلُ بعضلات السَّاعد forearm.
تعمل حزمةٌ من الأنسجة تُسمَّى الأربِطة ligaments على تثبيت أوتار راحة اليد (الأوتار الـمُثنِية flexor tendons). وتأتـي الأربطةُ على شكل أقواسٍ فوق الأوتار. يُغطِّي الوترَ غمدٌ واقٍ يُنتِجُ كميةً صغيرةً من السائل تُساعد على بقائه مُزلَّقًا، وعلى سهولة حركته فـي داخل الغمد عندما تنحني الأصابعُ أو تستقيم. كما يوجد غشاءٌ مُزلِّق يُحيطُ بالـمفصل، يُسمَّى الغشاء الزَّليلـيّ synovium.
يُصاب الشخصُ بالإصبع الزناديَّة عندما تحدُث مشكلة فـي الوتر أو الغمد، مثل الالتهاب والتورُّم؛ فتضعف قدرةُ الوتر على الانزلاق بسهولة عبر الغمد، ويُمكن أن يتجمَّع ويُشكِّل كتلة أو عقدة صغيرة، ممَّا يجعل من الصعب انحِناء الإصبع أو الإبهام. وإذا علِق الوترُ داخل الغمد، يُمكن أن تُفرقِع الإصبع بشكلٍ مُؤلم عند جعلها مُستقيمة.
لا يُعرف السببُ الدقيق لهذه الـمشكلة، ولكن قد تزيد عوامِلُ عديدةٌ من الـميل نحو الإصابة بها؛ فمثلًا، تشيع الإصبعُ الزِّنادية عندَ النِّساء والأشخاص فـي عُمر أكبر من 40 عامًا، والأشخاص الذين يُعانون من مشاكل صحّية مُعيَّنة.
كما يُمكن أن تزيدَ حالةٌ أخرى تتعلَّق باليد، تُسمَّى تقفُّع دوبويتران Dupuytren’s contracture، من خطر الإصابة بالإصبع الزِّنادية أيضًا، وهي حالةٌ يتثخَّنُ فيها النسيجُ الضام لراحة اليد، ويُؤدِّي إلى انحناء إصبع أو أكثر نحوَ راحة اليد. يُمكن أن تترافقَ الـمشاكلُ الصحّية الطويلة الأجل، مثل السكَّري والتِهاب الـمفاصل الروماتويديّ والنِّقرس gout، مع الإصبع الزناديَّة أحيانًا.
وفيما يلي عوامل الخطر لهذه الحالة بشكل عام:
أعراضُ الإصبع الزِّناديَّة
يُمكن أن تنطوي أعراضُ الحالة على ألمٍ فـي قاعدة الإصبع أو الإبهام مع تيبُّسٍ أو فرقعةٍ عند تحريكهما أو الضغط عليهما، خُصوصًا بعدَ الاستيقاظ مُباشرةً فـي الصباح. ويُعدُّ الألَم فـي قاعدة الإصبَع أو الإبهام من أوَّل أعراض الإصبَع الزِّناديَّة، حتى بالجسِّ (إيلام)، بينما تُعدُّ الفرقعةُ أو الطقطقة المؤلمة عندَ انحناء أو استقامة الإصبَع من أكثر الأعراض شُيوعًا. ويميل هذا الإحساسُ بالشدِّ إلى أن يتفاقَمَ بعدَ إراحة الإصبَع أو الإبهام، ويُصبِح أقلّ شدَّةً مع الحركة.
إذا تفاقمت الحالة، قد تُصبِح الإصبعُ فـي وضعيةٍ مائلة للأمام، ثُمَّ تُفرقِع فجأةً، وتأخذ شكلًا مُستقيمًا. وفـي نِهاية الـمطاف قد لا يستطيع الشخصُ أن يثنيها بشكلٍ كامل أو يجعلها مُستقيمة.
تشخيص الإصبع الزِّناديَّة
يمكن تشخيصُ هذه الحالة من دون الحاجة إلى التصوير بالأشعَّة أو أيّ فحوصات فـي الـمختبر، حيث يُجري الطبيبُ فحصًا سريريًا للشخص ينطوي على طلب فتح اليد وضمّها. كما تُفحَص منطقة الألم وسلاسة الحركة وأي دليلٍ على انغلاق الإصبع الـمصابة. ويتفحَّص الطبيبُ راحة اليد أيضًا، لـمعرفة ما إذا كانت هناك عُقَيدة (كتلة على الـمفصل). وإذا ترافقت العُقَيدة مع الإصبع الزِّناديَّة، ستتحرَّك مع حركة الإصبَع، لأنَّها ترتبِط بالوتر الذي يُحرِّكه.
معالجة الإصبع الزِّناديَّة
قد تتحسَّن هذه الحالةُ عند بعض الـمرضى من دون معالجة. ولكن إذا لم تُعالَج، يُمكن أن تبقى الإصبع مُنحنيةً بشكل دائِم، ممَّا يجعل من الصعب تأدية الأنشطة اليوميَّة.
إذا كانت الـمعالجةُ ضرورية، فهناك العديد من الخيارات الـمُتوفِّرة التي تنطوي على ما يلي:
- تحرير ما حول الجلد percutaneous release: يقوم الطبيبُ بتخدير راحة يد الشخص، ويُدخِل إبرةً فـي النسيج حول الوتر المصاب، ويُساعد تحريكُ هذه الإبرة والإصبع الـمصابة على فكّ الانقباض الذي يمنع الحركة السَّلِسة للوتر. قد يحتاج هذا الإجراءُ إلى استخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة ليتمكَّن الطبيبُ من مشاهدة حركة الإبرة تحت الجلد، والتأكُّد من عدم إحداث أي ضرر فـي الوتر أو الأعصاب القريبة من موضع الإصابة.
كم من الزمن يحتاج الشفاء من الإصبع الزِّناديَّة؟
يعتمد زمنُ الشفاء من هذه الحالة على درجة استفحالها؛ كما يُمارس خيارُ العلاج دورًا فـي ذلك؛ فمثلًا، قد يكون استخدامُ الجبيرة ضروريًا لـمدَّة 6 أسابيع، ولكن يشفى معظمُ الأشخاص خلال أسابيع قليلة عبر إراحة الإصبع واستخدام مُضادَّات الالتِهاب.
الوهنُ العضلي الوبيل myasthenia gravis حالةٌ نادرةٌ طويلة الأمد، تؤدِّي إلى حدوث ضَعف في عضلات معيَّنة.
وهو يُصِيب العضلات الإراديَّة بشكلٍ رئيسي، وهي عضلاتٌ تتحكَّم غالباً في حركة العينين والأجفان وتعابير الوجه والمضغ والبلع والكلام.
كما يُصِيب في بعض الأحيان العضلاتِ التي تتحكَّم بحركات التنفس والرقبة والأطراف أيضاً.
يتفاقم ضعفُ العضلات المرتبط بالوهن العضلي الوبيل عادةً في أثناء النشاط الجسديّ أو بعدَه، ويتحسَّن بالراحة. وتُوصفُ الأعراضُ غالباً بأنَّها شديدةُ السوء عندما يكون الشخص متعباً، وذلك في نهاية اليوم على سبيل المثال.
الوهنُ العضلي الوبيل حالةٌُ مناعيَّة ذاتيَّةٌ تُصيبُ الأعصابَ والعضلات. وتنجم حالاتُ المناعة الذاتية عن مهاجمة جهاز مناعة الجسم لأنسجةٍ سليمةٍ عن طريق الخطأ.
عندَ الإصابة بالوهن العضلي الوبيل، يقوم جهازُ المناعة بإنتاج أضدادٍ antibodies (بروتينات proteins) تقوم بلَجم أو تخريب الخلايا المُستَقبِلة في العضلات.
ويؤدِّي هذا إلى منع مرور الإشارات الكهربائيَّة من النهايات العصبيَّة إلى العضلات، ممَّا يسبِّب عدمَ تقلُّص العضلات وضَعفها.
ما زال سببُ قيام جهاز المناعة، عندَ بعض الأشخاص، بإنتاج أضدادٍ خاصَّة تمنع وصولَ الإشارات العصبية إلى العضلة غيرَ مفهوم.
قد يستغرق تشخيصُ الوهن العضلي الوبيل وقتاً طويلاً، وذلك لأنَّ ضَعف العضلات عرضٌ شائعٌ للكثير من الحالات المختلفة.
يطَّلع الطبيبُ على تاريخ الشخص الصحِّي وعلى أعراضه. وقد يشتبه بوجود إصابةٍ بالوهن العضلي الوبيل عندَ وجود اضطرابٍ في حركات العين، أو عند وجود ضَعف في العضلات مع سلامة إحساس الشخص بالأشياء. وتظهر لدى حوالي 50% من الأشخاص المصابين بالوهن العضلي الوبيل رؤيةٌ مزدوجة (شفع) double vision أو تدلِّي الجفن eyelid droop في بداية الإصابة، كما تظهر هذه الأعراضُ عندَ أكثر من 90% من الأشخاص المصابين بهذا المرض خلال تفاقمه.
وقد تُحوَّل الحالةُ إلى الطبيب المختصّ بمعالجة الأمراض العصبيَّة، والذي يُجري بعضَ الاختبارات التي تساعد على تأكيد التشخيص
مع أنَّه لا يوجد شفاءٌ من الوهن العضلي الوبيل، إلاَّ أنَّه تتوفَّر علاجاتٌ تساعد على السيطرة على الأعراض وتحسين الضَّعف العضلي.
يمكن استعمالُ الأدوية لتحسين التفاعل أو التواصل بين الأعصاب والعضلات، ولزيادة قوَّة العضلات.
كما يمكن استعمالُ الأدوية المثبِّطة للمناعة immunosuppressants لتحسين قوَّة العضلات من خلال مكافحة إنتاج الأضداد الشاذَّة.
في بعض حالات الوهن العضلي الوبيل، قد يُوصَى بالجراحة لاستئصال الغدَّة الزعتريَّة (التوتَة) thymus gland (استئصال التوتة thymectomy)؛ فالغدةُ الزعتريَّة توجد تحت عظم القصbreastbone، وهي جزءٌ من الجهاز المناعي. وتكون هذه الغدة غيرَ طبيعية عند الأشخاص المصابين بالوهن العضلي الوبيل غالباً.
قد يمرُّ بعضُ الأشخاص بفتراتٍ مؤقتةٍ أو مستمرَّةٍ من الهوادة remission (حيث تختفي الأعراض)، ويمكن خلالها إيقافُ إعطاء العلاج.
تحدث فتراتُ الهوادة المستمرَّة عند حوالي 33% من الأشخاص الذين استُئصلت الغدة الزعتريَّة لديهم، إلاَّ أنَّ تأثيرَ استئصالَ ورم الغدة الزعتريَّة thymus gland tumour يكون قليلاً أو قد لا يكون له أيُّ تأثير في الوهن العضلي الوبيل الكامن underlying myasthenia gravis.
يُعدُّ الوهنُ العضلي الوبيل من الحالات النادرة، حيث يُصاب به حوالي 0.015% من سكان المملكة المتحدة مثلاً.
يمكن أن تحدثَ الإصابة في أيِّ عمر، ولكنَّها أكثر شيوعاً بين النساء اللواتي لم تتجاوز أعمارهنَّ 40 عاماً والرجال الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً. وقد لُوحِظَ حدوث زيادةٌ في حالات الوهن العضلي الوبيل، لاسيَّما بين الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً، ولكنَّ أسبابَ حدوث هذه الزيادة ما زالت مجهولة
لمُ العصعص Coccydynia هو أحدُ أنواع ألم أسفل الظهر الذي يُصيب المنطقةَ حول العظم الأخير من قاعدة العمود الفقري، والمعروفة باسم "العُصعُص".
قد يتراوح ألمُ العصعص بين الخفيف والشديد، ويتفاقم عادةً عند:
قد يتحمَّل بعضُ الأشخاص الجلوسَ بنفس الوضعيَّة لبضعِ دقائقَ فقط قبلَ أن يُضَّطروا إلى التحرُّك لتخفيف الألم.
وفي بعض الأحيان، يمكن للألم في العصعص والمنطقة المحيطة به أن يجعلَ من القيامِ بالنشاطات اليوميَّة (مثل قيادة المركبات أو الانحناء أو الجلوس) أمراً شديدَ الصعوبة.
ربَّما يبدو الأمرُ غريباً، ولكنَّ الجلوسَ على سطحٍ طريٍّ قد يكون أشدُّ إيلاماً من الجلوس على شيءٍ قاسٍ، وذلك لأنَّ الجلوسَ على السطح الطري يؤدِّي إلى تمركز معظم وزن الجسم على العصعص بدلاً من توزُّع الوزن على العظام الصُّلبة أسفلَ منطقة الحوض.
قد تظهر أعراضٌ أخرى لألم العصعص بالإضافة إلى الألم، وتشتمل على:
يمكن أن يُسبِّبَ ألمُ العصعص صعوبةَ النوم في أثناء الليل. وقد يجد المريضُ نفسه مضطراً لتبديل وضعيته بين حين وآخر في أثناء استلقائه على السرير.
يحدث ألمُ العصعص عندما يتأذَّى العصعصُ أو تتأذَّى المنطقةُ المحيطة به، مثل:
يبقى ألمُ العصعص مجهولَ السبب في ثلث الحالات تقريباً، على الرغم من أنَّ تآكلَ العصعص الناجم عن التقدُّم في السن قد يمارس دوراً مهماً في ذلك.
يجب مراجعةُ الطبيب إذا اشتكى المريضُ من ألم مستمرٍّ في أسفل الظهر لأكثر من بضعة أيَّام. وعلى الرغم من أنَّ ألمَ العصعص لا يُشكِّل حالةً خطيرةً عادةً، إلاَّ أنه من المهمِّ أن يقوم الطبيب بفحص الحالة عند الاشتباه بوجود سبب خطير وراء الأعراض، مثل الإصابة بكسر.
يمكن تشخيصُ ألم العصعص في معظم الحالات اعتماداً على الأعراض وعلى الفحص السريري لأسفل الظهر وللعمود الفقري.
وقد يقوم الطبيبُ بتحويل المريض لإجراء مزيدٍ من الاختبارات، مثل:
يمكن استعمالُ الصور الشعاعيَّة أيضاً للتحقُّق من وجود كسرٍ في أحد العظام التي تُشكِّل العصعص.
يُعَدُّ استعمالُ مُسكِّنات الألم، مثل إيبوبروفين Ibuprofen الخطوةَ الأولى في علاج ألم العصعص، وسيزول الألمُ في معظم الحالات خلال بضعة أسابيع.
أمَّا إذا لم يُفلح ذلك، فينبغي استعمالُ علاجٍ أقوى، مثل حقن الستيرويدات (كورتيكوستيرويدات).
قد يستمرُّ الألمُ في حالاتٍ قليلة لمدَّةٍ تزيد على ثلاثة أشهر، ويُعرَف ذلك باسم ألم العصعص المزمن. ومن غير المحتملِ أن يزول ألم العصعص المزمن من تلقاء نفسه، وقد يتطلَّبُ علاجُه المشاركة بين عدَّة أنواع من المعالجة.
يمكن للمريض اللجوء إلى عدة طرق للتخفيف من آلامه، بما في ذلك استعمالُ وسائدَ مُصمَّمة خصِّيصاً لدعم العصعص.
يمكن للتقنيَّات العلاجية الخاصَّة بالعمود الفقري (مثل العلاج الفيزيائي والتمسيد العضلي والمعالجة اليدويَّة)، أن تساعدَ على تسكين الألم لفترة محدودة.
وقد يكون من الضروري في عددٍ قليلٍ من الحالات إجراء جراحةٍ لإزالة العصعص نهائياً (استئصال العصعص).
يُعدُّ ألمُ العصعص حالةً غيرَ شائعة. وتُشير التقديراتُ إلى أنَّ ما نسبته واحدٌ في المائة من مجمل حالات ألم أسفل الظهر ناجمة عن ألم العصعص. كما تكون النساءُ أكثرَ عُرضة للإصابة بألم العصعص بمعدَّل خمسة أضعاف بالمقارنة مع الرجال، وذلك بسبب ما يتعرَّضن له من إجهاد في أثناء الولادة.
أمَّا من الناحية العُمرية، فيمكن لألم العصعص أن يُصيبَ الأشخاصَ من جميع الأعمار، بمن فيهم الأطفال، إلاَّ أنَّ الكهولَ والمسنّين يكونون أكثرَ عرضة للإصابة به.